|
قرابة خمس سنوات ونصف والأمم المتحدة تراوغ وتماطل وتداهن وتنافق وتجامل في تعاطيها مع ملف العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا ، مبعوث تلو آخر أرسلتهم الأمم المتحدة إلى اليمن بهدف حل الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل جذري ينهي الأزمة ويضع نهاية للعدوان والحصار ، من المغربي جمال بنعمر إلى الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد وصولا إلى البريطاني مارتن غريفيث ، ولم نلمس أي أثر إيجابي للدور الأممي في حلحلة المياه الراكدة في الملف اليمني ، الذي تتعامل معه الأمم المتحدة على أنه مادة دسمة لجني الأرباح والحصول على مكاسب مالية كبيرة تحت يافطات وعناوين زائفة ومشاريع ديكورية ، المستفيد الأكبر منها الأمم المتحدة والمبعوث الأممي والبعثة الأممية والعاملين في المنظمات الأممية.
ما إن تنتهي مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن والبعثة الأممية الخاصة بالإشراف والمراقبة على تنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة ، حتى تسارع الأمم المتحدة لتمديد فترة عملهم في اليمن ، وتظل الأمم المتحدة تمدد وتمدد دون أن يلمس المواطن اليمني أي نتائج إيجابية لهذا التمديد ، الذي يبدو أنه يهدف إلى جني المزيد من الأموال بمبرر الإسهام في حل الأزمة اليمنية والتوصل إلى حلول توافقية بين القوى اليمنية ، وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني ، في الوقت الذي تستحوذ الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها نسبة كبيرة منها تحت مسميات عدة.
اليوم يغالط غريفيث نفسه ويذهب لإطلاق تصريحات وإصدار بيانات وتقديم احاطات غير مسؤولة عن الواقع اليمني ، وخصوصا ما يتعلق بالوضع التمويني في ظل احتجاز قوى العدوان للسفن المحملة بالمشتقات النفطية ، حيث يعمد تسييس هذا الموضوع ويذهب للتقليل من حجم المعاناة وخطورة الوضع في ظل شحة المشتقات النفطية ودق ناقوس الخطر في كثير من المؤسسات الخدمية المهددة بالتوقف جراء عدم توفر الديزل ، ويحجم عن إدانة قوى العدوان التي تحتجز السفن وتتسبب في تهديد حياة آلاف المرضى وينذر بحدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة ، رغم كل المناشدات ونداءات الاستغاثة التي تصله يوميا والتي تعكس الوضع المأساوي الغير خاف عليه وعلى البعثة الأممية والمنظمات الدولية العاملة في اليمن ، ويواصل مغالطته فيما يتعلق بملف المرتبات حيث دعا إلى اجتماع مشترك لمناقشة سبل تغطية العجز الحاصل في استحقاق المرتبات بغية صرفها ولكن حكومة الفنادق لم تستجب لدعوته ورفضت الحضور ، وكان من المفترض أن يظهر ذلك للمجتمع الدولي وللرأي العام ليعرف العالم الطرف المعرقل لصرف المرتبات وإنهاء معاناة الموظفين ، ولكنه ظل يراوغ ويداهن وكالعادة يدعو كافة الأطراف اليمنية للتعاون من أجل تنفيذ اتفاق السويد وصرف المرتبات دون أن يشير إلى الطرف المعرقل والمعيق لذلك.
بالمختصر المفيد تضحك الأمم المتحدة ومبعوثها وبعثتها إلى اليمن على اليمن واليمنيين منذ 26مارس 2015وحتى اليوم وكل ما تقوم به هو الشرعنة للعدوان والحصار ، والعمل على تضليل الرأي العام من خلال البيانات الأممية والاحاطات التي يقدمها غريفيث لمجلس الأمن ، والمواقف والتصريحات الأممية المنحازة لقوى العدوان ومرتزقتهم ، والتحامل الصريح على القوى الوطنية والذي يكشف التواطؤ الأممي الذي يرتقي إلى مستوى المشاركة غير المباشرة في العدوان والحصار على اليمن واليمنيين ، وهو ما يؤكد عدم جدية الأمم المتحدة في إيقاف العدوان على بلادنا ، ورفع الحصار المفروض على أبناء شعبنا ، ورعاية حوار يمني – يمني يطوي ملف الأزمة ويضع معالجات وحلولاً توافقية لكافة التداعيات والآثار التي خلفها العدوان والحصار ، فالأمم المتحدة تنفذ التوجيهات الأمريكية بإطالة أمد العدوان والحصار ، لجني المزيد من الأرباح ، والحصول على المزيد من المكاسب ، والتي لا تتحقق إلا في ظل العدوان والحصار ، لذا لا خير منها يرتجى ، ولا مصلحة لليمن واليمنيين منها ، فهي تبحث عن مصالحها ، وتعمل من أجل استدامتها أطول فترة ممكنة.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
في الأربعاء 02 سبتمبر-أيلول 2020 07:07:49 م