|
نحن الآن في مطلع سبتمبر، وقد بدأ التسويق الثوري للزبيري، وكأنه ذبالة الثورة ونافخ كيرها الوحيد، وبطلها الأوحد.
بعد قيام ثورة 26 سبتمبر، ظهر المتسلقون والوصوليون، وغاب الثوار الحقيقيون.. فحين تسمع لقب «أبو الأحرار» تشعر أن الزبيري هو الذي قام بالثورة لوحده، وأن الآخرين كانوا مجرد هامش في متن محمد محمود الزبيري.. ولو كان هناك أحد أحق بهذا اللقب لكان علي عبدالمغني، لكن الأحرار ليس لهم آباء. ولو كان لهم آباء لما كانوا أحراراً.
قامت الثورة ومحمد محمود الزبيري يتنقل بين مصر وباكستان.. بمعنى أنه لم يحمل بندقية، ولم يطلق رصاصة واحدة.. وقُتل في برط بعد الثورة بثلاث سنوات لسبب لا علاقة له بالنضال ولا بالثورة.
كيف يسمونه «أبو الأحرار» وهو الذي تزلّف بيت حميد الدين ليقيم مشروعه المتمثل في «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» الذي رفضه الإمام يحيى جملة وتفصيلاً؟
لقد أخفى الزبيري كل المناضلين تحت عمامته، وتصدَّر هو مشهد الثورة، ولولا أنه ينتمي إلى الإخوان المسلمين لما حاز على كل هذا الصيت الذي لن يصمد طويلاً.
إضافة إلى «الشهيد العلفي»، الذي ظننا لسنوات طويلة أنه استشهد في سبتمبر فشل العلفي واللقية والهندوانة في اغتيال الإمام أحمد في مستشفى الحديدة.. وحين استدعاه الإمام أحمد علم العلفي أن الإمام مازال على قيد الحياة، فوضع مسدسه على رأسه وانتحر، ثم أصبح شهيداً، وأطلقوا اسمه على المستشفيات والشوارع، وكان بإمكانهم تسميته «البطل العلفي»، بدلاً من تسمية الشهيد، التي توحي لنا بأنه مات في ميدان المعركة.
أصبحت الشهادة تسمية بشرية، يطلقها البعض على أي شخص يريد.. لكن حين يتعلق الأمر بالتاريخ والرموز التي تم تضخيمها من قبل جماعات معينة، فهذا تزوير للتاريخ وللحقيقة.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 06 سبتمبر-أيلول 2020 07:10:58 م