|
التطبيع الإماراتي الصهيوني يسفر عن مخططات وأطماع استعمارية مشتركة يتم العمل عليها في اليمن وتحديداً في جزيرة سقطرى اليمنية وهذا يدل على أن نتائج التطبيع الإماراتي الصهيوني بدأت تظهر وتمارس أهدافها وتنفذ مخططاتها وتسعى لبسط نفوذها على مواقع جغرافية استراتيجية ومهمة وحساسة تضمن لإسرائيل التواجد بالقرب من مضيق باب المندب وخليج عدن لكي تتحكم في الملاحة الدولية وتشن من هناك حرباً استخباراتية وأمنية واقتصادية، ولا يستبعد أن تجهز نفسها عسكرياً أيضاً لتعتدي على كل من يعادي أمريكا وإسرائيل ويهدد مصالحهم ومشاريعهم الاستعمارية ويرفض هيمنتهم وهذا يمثل خطرا كبيراً على الملاحة الدولية بشكل عام وتهديداً لمصالح الأمة العربية والإسلامية واستعماراً صهيونياً مباشراً لأراض يمنية بتغطية إماراتية وأينما تواجدت الإمارات ستتواجد أمريكا وإسرائيل والعكس صحيح لأن الجميع يتحركون في اتجاه واحد ومشروع استعماري واحد يستهدف هذه الأمة الإسلامية..
على قاعدة “من لا يملك يعطي لمن لا يستحق” يبرهن نظام عيال زايد الإماراتي على صدق ولائه وانبطاحه للأمريكيين والصهاينة ويدشن المرحلة الأولى من التطبيع الذي تم الإعلان عنه مؤخراً بمنح إسرائيل فرصة لتحقيق رغباتها وأطماعها وتنفيذ طموحاتها في ان يكون لها تواجد عسكري واستخباراتي في اليمن بما يمكِّنها من ممارسة دورها الاستعماري الإجرامي ضد الشعب اليمني وضد محور الممانعة والمقاومة بل ضد الجميع بلا استثناء ، وما تحدثت عنه وسائل الإعلام بخصوص عن أن الإمارات وفرت موطئ قدم لإسرائيل في اليمن عبر جزيرة سقطرى يثبت أن التطبيع الإماراتي الصهيوني هو الذي يحتل جزيرة سقطرى اليوم، وهذا مالا شك فيه لأن الجميع يعلم أن الإمارات هي ذراع الأمريكان والصهاينة وحتى لو لم تتحدث وسائل إعلامية عن هذا الموضوع فإن تحركات ومواقف عيال زايد جميعها تصب في مصلحة الصهاينة، أضف إلى ذلك أن أطماع وأهداف الصهاينة تجعلهم يهرولون مسرعين لتشييد القاعدة العسكرية التي طالما حلموا في بنائها على الأراضي اليمنية.
حيث تداولت مواقع إخبارية ووسائل إعلامية غربية وعربية أخباراً تتحدث عن ان إسرائيل تعمل على إنشاء قاعدة عسكرية على أراضي جزيرة سقطرى اليمنية على أساس أن الإمارات هي التي أفسحت المجال أمام إسرائيل لإنشاء القاعدة باعتبار أن القوات الإماراتية هي التي تسيطر على الجزيرة وتحكمها جغرافياً وعسكرياً وحتى سياسياً، بينما الحقيقة تقول إن إسرائيل تسعى منذ زمن بعيد إلى أن يكون لها موطئ قدم في اليمن وخصوصاً في باب المندب والبحر العربي والبحر الأحمر، وبما أن إسرائيل جزء أساسي وشريك في العدوان على اليمن فهي تستغل الظروف الراهنة لتثبيت تواجدها العسكري والاستخباراتي على الأراضي اليمنية بمساعدة سعودية وإماراتية.. وهذه من ثمار التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني أو قل من كوارث التطبيع والانبطاح والارتزاق عندما يتم تشييد قاعدة عسكرية إسرائيلية في جزيرة سقطرى اليمنية، وهذا ما أكد صحته وتحدث عنه على استحياء بعض مرتزقة العدوان عبر وسائل الإعلام والبعض الآخر من العملاء الخونة يعترف بالسيطرة الإماراتية على سقطرى لكنه لا يجرؤ على القول إن هناك تواجداً صهيونياً عسكرياً في الجزيرة، لأنهم كمرتزقة يملكون في داخلهم قابلية للتطبيع مع الصهاينة وفي نفس الوقت يقاتلون معهم في خندق واحد تحت مسميات وعناوين مختلفة ضد شعبهم ووطنهم، فكيف سيكون لهم موقف معارض من تواجد إسرائيل في جزيرة يمنية؟ ولا يمكن الرهان نهائياً على المرتزقة العملاء في تحرير شبر من الأراضي اليمنية وهم من جلبوا الشر والاستعمار إلى اليمن وتسببوا في ما نحن عليه اليوم. ورغم هذا كله لم ينته كل شيء ولن تقف الأمور عند هذا الحد ولكن لا يزال في اليمن الكثير من الرجال الأحرار الأعزاء الذين يفضلون الموت كرماء على الحياة جبناء أذلاء، ولا بد من تحرير سقطرى من الاحتلال الصهيوني الإماراتي، ولا بد من الدفاع عن المهرة من أطماع الإمارات والسعودية، ولا بد من تحرير الإنسان اليمني في الجنوب من هيمنة العدوان، ولا بد من وضع حد للسوق البشرية التي يمارسها العدوان في شراء المرتزقة الجنوبيين والزج بهم للقتال ضد وطنهم وشعبهم لمصلحة العدوان.
المعركة مستمرة وأصحاب الأرض هم أصحاب الحق والقضية وبيدهم الموقف الفصل، ومادام هناك قيادة عزيزة وشعب صامد وجيش ولجان شعبية مجاهدون وعزيمة وإرادة نحو التحرير فلن تتحقق أحلام المستعمرين وسوف يتحرر كل شبر في اليمن، ولن يستعمرنا التطبيع.
في الأربعاء 09 سبتمبر-أيلول 2020 09:45:09 م