|
أصبحت قضية مقتل الشاب عبدالله الأغبري، قضية رأي عام، وهي كذلك بالفعل، لكن تناولتها قناة "بلقيس" (كرمان) ببعد المظلمة المناطقية لتفصل بين "أبناء تعز وأبناء الهضبة"، وتناولتها قناة "يمن شباب" (الإخوانية) ببعد المظلمة المذهبيه لتفرز "شوافع منزل عن زيود مطلع"، وتناولتها قناة "سهيل" (الإصلاحية) ببعد المظلمة السياسية لتؤكد "شرعية الإصلاح وانقلاب الحوثي"... لنقول إن هذه الثلاث القنوات هي قنوات ارتزاقية وخائنة وعميلة وتنفذ أجندة أعداء اليمن أرضاً وشعباً. وهذا القول حتى وإن فكرنا به، لكنه ليس مبررا لنا أو لها لتناول قضايا الناس بأبعاد مصالح ارتزاقها وخيانتها الرخيصة.
الصدمة هي أن تنجر أنت وقنواتك ومنابرك الإعلامية خلف هذا التوظيف الإعلامي الرخيص، ولكن بحرفنة فيها لمسات ثورية ومدنية ووطنية وإنسانية، تمدح جهاز الشرطة والأمن وتهدد وتخون الجهاز القضائي، تشكر رجال البحث وتلعن رجال النيابة، تصرخ في برامجك الكلامية بوجه كل الدولة التي تسميها "قوات صنعاء أو حكومة صنعاء" إذا لم تعلن عبر شاشات قناتك اعترافات القاتل والمجرم، وتطالبها بإنزال أقسى العقوبات وأنت تصور وتنشر ذلك، ولكن تلين وترطب في عناوين شريطك الإخباري أمام وجه العدو والقاتل والمجرم السعودي والإماراتي والأمريكي والصهيوني وتسميهم بين قوسين بـ" قوات التحالف" و" شرعية الرياض"...!
رحمة الله على الأغبري، وسوف ينصفه الله والقضاء والشعب، واليوم كل يمني يثق بالجهاز الأمني والقضائي والنيابة والبحث والدولة، لإنصاف الأغبري، وكشف أبعاد وأسباب قضية تعذيبه وقتله، وفوق ذلك يثق ثقة مطلقة بوحدة الهوية الإيمانية اليمنية وعاداتها وتقاليدها وأسلافها وأعرافها وكرامتها وشرفها وحريتها وإنسانيتها الرافضة للظلم والإجرام والباطل والجور، لتنتصر للأغبري وتنصفه ولكل يمني قتلته يد الإجرام السعودي والإماراتي والأمريكي وأدواتهم الارتزاقية والخائنة والعميلة العلنية والمتحرفنة.
أنا إعلامي وأقول قولي هذا لأن قضية الرأي العام إنما تصبح قضية رأي عام لأن الناس مجمعون على رأي واحد فيها ومطلبهم واحد فيها، لكن أن تتحول قضية المرحوم الأغبري إلى قضية رأي عام ويتناولها الإعلام المرئي كقضية خاصة تخدم كلا في حبه وعشقه لليلاه، فهذه أيضاً هي قضية رأي عام أخرى تتطلب اليوم وعلى الفور رأياً شعبياً عاماً واحداً وموحداً ضد هذا الاتجار الإعلامي الرخيص بالقضايا التي تمس جوهر وروح دين وعادات وتقاليد وأسلاف وأعراف كل يمني، يحمل الهوية الإيمانية اليمنية التي تمثل لكل يمني (حتى وإن كان مرتزقا وعميلا وخائنا) أعلى وأكبر وأقوى وأعظم درع حماية لكرامته وشرفه وعرضه وأرضه وإنسانيته.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 13 سبتمبر-أيلول 2020 08:58:06 م