|
يرحل عام 2016 غير مأسوف عليه، باعتباره من الأعوام الأشد دموية ومأساوية في بلادنا وفي العالم العربي والإسلامي، ففيه استشرس العدوان السعودي الأمريكي، وصعد من عملياته العسكرية، وارتكب العشرات من المجازر البشعة التي بلغت ذروتها مع مجزرة الصالة الكبري.
وتماديا في الحصار والحرب الاقتصادية، جاءت مؤامرة نقل البنك المركزي إلى عدن وتعطيل دوره في صنعاء، لتخلق أزمة غير مسبوقة في رواتب موظفي الدولة بهدف خلخلة الجبهة الداخلية وتثوير المجتمع ضد “أنصار الله” والقوى الوطنية المناهضة للعدوان.
لا يستع المقام للاسترسال، واستعراض حصاد العام الماضي، لكن ما ينبغي الإشارة إليه أن 2016 سيظل من الأعوام المأساوية يمنيا وعربيا، وخاصة في الدول التي شهدت أحداث الربيع العربي الذي سرعان ما تحول إلى سراب خادع وخريف دام، أحال حياة ملايين الناس في هذه الدول إلى “كابوس” لما ينقشع بعد!
في العراق وسوريا كما في ليبيا والبحرين بلغ الصراع الدامي حدا لا يطاق وسط تدخلات ومؤامرات خارجية تتحرك وتلعب على “المكشوف”، وهي لا تأبه لردة فعل أمتنا العربية التي لم يعد لها من العروبة إلا الاسم والماضي التليد للأسف الشديد.
ولأن أحداث 2016 ليست منفصلة عن أحداث الأعوام القريبة من قبلها، فإن الحصاد المر لا يزال يتهدد 2017، الذي نتضرع ونأمل أن يكون محطة نهائية للأحزان، ومنعطفا لانطلاقة جديدة، بالاستفادة من مؤشرات إيجابية تلوح في الأفق برغم محدوديتها.
ومن هذه المؤشرات انتصار سوريا في حربها مع الجماعات الإرهابية، وما تلى ذلك من تفاهمات روسية تركية إيرانية بشأن الحل السياسي للأزمة. وبالتوازي ثمة مؤشرات على انتصار وشيك للعراق في الحرب مع (داعش) الإرهابية، ما سينعكس إيجابا لصالح تعزيز قوة ومعادلة محور المقاومة والممانعة بالمنطقة، في مقابل محور (الإعتلال) الخليجي العربي الذي يقوده النظام السعودي بدعم أمريكي، قد لا يستمر مع وصول “ترامب” إلى سدة الحكم في البيت الأبيض بعد ثلاثة أسابيع.
لا نريد أن نغرق في التفاؤل أو التشاؤم، لكن هكذا هي الأحداث (حلوها ومرها)، تبدأ صغيرة ثم تنمو وتكبر مع الأيام..والأمل يحدونا أن تخرج الأمة العربية من محنتها وتنتصر لذاتها ومستقبلها، بعد أن أوغلت في دماء بعضها ولم تتعظ من تاريخ الدول والشعوب قبلها ومن حولها.
وكل عام وجميع القراء بألف خير وعافية.
في الأحد 01 يناير-كانون الثاني 2017 09:27:40 م