|
بينما يحتدم الصراع الانتخابي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية رافعين شعارهما ورمزهما الشهيرين الحمار والفيل تكون الحمير والأفيال الحقيقية في أنظمة الخزي والعمالة في منطقتنا العربية قد شحذت هممها وسخَّرت كل إمكانياتها وأموال شعوبها لكسب رضاء هذا الحمار أو ذلك الفيل .
-يتخذ الحزب الجمهوري الذي يمثله الرئيس الحالي دونالد ترامب في الانتخابات القادمة من الفيل رمزا انتخابيا، فيما يظل الحمار الرمز الانتخابي المفضل للحزب الديمقراطي وممثله جو بايدن نائب الرئيس الديمقراطي السابق في هذه المواجهة الكلاسيكية التي يبدو في ظاهرها الحرية والديمقراطية واحترام الإنسان وقيم العدالة والمساواة وفي باطنها العذاب والقهر والطغيان وامتصاص دماء الشعوب ونهب خيراتها والعبث بأمن واستقرار الدول والمجتمعات.
-تشير استطلاعات الرأي التي أجرتها ولا تزال تجريها وسائل الإعلام ومراكز البحوث وقياسات الراي الأمريكية إلى تقدم الحمار بعدد لا بأس منه النقاط على مرشح الفيل لكن صاحبه ترامب يشكك في مصداقية هذه الاستطلاعات ويؤكد بانها زائفة وغير حقيقية ولا تعكس حقيقة توجه ونوايا الناخب الأمريكي ويبدو واثقا من كسب الانتخابات اذا ما تمت بنزاهة وشفافية حسب زعمه .
-يستند ترامب في ثقته بشعبيته وفي حصوله على أغلبية الأصوات في الانتخابات الرئاسية الوشيكة والتي تمكنه من المكوث اربع سنوات أخرى في البيت الأبيض إلى ما حدث في الانتخابات السابقة التي جرت قبل اربع سنوات عندما كانت تشير جميع استطلاعات الرأي العام إلى تقدم منافسته في تلك الانتخابات مرشحة “الحمار” الديمقراطي هيلاري كلينتون بفارق مطمئن من النقاط حتى لحظات الحسم الأخيرة واذا بالفيل يقلب الموازين ويفوز بشكل دراماتيكي مثير في السباق الرئاسي حينها.
-يومها كان “أفيال وحمير” المنطقة من أعراب الصحراء قد أعلنوا وبشكل علني دعمهم الكبير لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وقاموا بضخ ملايين ومليارات الدولارات لتمويل حملتها الانتخابية وذلك تخوفا من الفيل الذي كان يطلق خلال حملته الانتخابية تصريحات نارية عن حلفاء وعملاء أمريكا في المنطقة العربية وفي منطقة الخليج العربي على وجه التحديد وكيف انهم يتمتعون بحماية ودعم واشنطن مقابل ما اعتبره الفتات وأن عليهم أن يدفعوا المزيد من الأموال اذا ما أرادوا البقاء على عروشهم ..وما زلنا نذكر مقولته الشهيرة في تلك الحملة الانتخابية وهو يصف النظام السعودي بالبقرة الحلوب وأن عليها أن تدر المزيد والمزيد من الأموال وحين يجف ذلك الضرع الحلوب فإن الجزار في انتظارها بساطوره الذي لا يرحم .
– لم تكن خسارة هيلاري كلينتون المفاجئة في ذلك السباق رغم تقدمها في استطلاعات الرأي إلا لأن أعراب النفط والمجون وقفوا إلى جانبها هكذا رأى كثير من المحللين السياسيين الذين يؤكدون بان مرشح “الفيل” المنتصر استثمر صدمة الأعراب من خسارة “حمارهم ” على احسن ما يكون واذا به يباشر أولى زياراته الخارجية إلى الرياض ومنها دشن سلسلة طويلة من عمليات الحلب المستمرة لأبقار ونعاج الخليج الذين لم يكن لهم حول ولا قوة في مواجهة استثمارات وابتزازات “رجل الأعمال” الرئيس فسلموا زمام أمرهم لرغباته وأهوائه وتعطشه الجنوني للمال والدماء والعظمة .
-لم يرحم ترامب خزائنهم وقد صارت مفتحة الأبواب أمامه ولم يأبه مطلقاً لمسألة حفظ ماء وجوههم أبداً فراح يهزأ ويشهر بهم عقب كل عملية حلب فحصد المليارات ولا يزال يتطلع للمزيد منها دون شفقة أو رحمة وهاهو يعطي الوعود لناخبيه برفع مستوى الاقتصاد الأمريكي إلى مستوى غير مسبوق خلال السنوات الأربع المقبلة وكل الرهان على خزائن الأعراب وما تغدقه من عطايا سخية لأسياد البيت البيضاوي.. وسواء انتصر “الفيل” في هذا السباق المنتظر أو قدم “الحمار” إلى البيت الأبيض فإن الوضع لن يتغير أبداً بالنسبة لأبقار ونعاج الصحراء وعليها أن تضخ الكثير والكثير من اللبن “الأخضر” ولا عزاء للعملاء والخانعين.
في الإثنين 19 أكتوبر-تشرين الأول 2020 06:43:51 م