|
(وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) تحت هذه الآية الكريمة احتفل اليمنيون بذكرى المولد النبوي الشريف للعام 1435 وذلك في سياق الاحتفالات السنوية التي دأبوا على إقامتها سنويا، احتفاء بمولد الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والتي بلغت أوج زخمها في ظل المسيرة القرآنية والعناية والاهتمام الكبير الذي تبديه القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي يولي هذه المناسبة اهتماما منقطع النظير، تعظيما وتكريما لرسول الله، القائد القدوة، والمعلم الحكيم، والداعي إلى المنهج القويم والصراط المستقيم..
حيث اكتست احتفالات العام 1435 حلة بهية ورونقا جميلا عكسه الزخم الجماهيري الكبير الذي صاحبها وتزينت المدن والقرى والشوارع والأحياء بشعارات المناسبة التي خلقت أجواء فرائحية في منتهى الروعة، القلوب المحبة لرسول الله حلَّقت عاليا وهي تخفق بحبه، وتزدان ألقا وهي تحتفي بمولده، وتتعطر الأفواه مسكا بذكره، وتصفو وترتاح النفوس بالصلاة والسلام عليه وآله، الكل في حضرة رسول الله، يهتفون بشعار واحد (لبيك يا رسول الله)..
الكل يحتفون بالهادي إلى سواء السبيل الذي وضع نواميس الحياة بكل شؤونها وتفاصيلها، وبلَّغ تعاليم ومنهج الخالق عز وجل، فأكمل بهديه الدين، وأتم النعمة، وصاغ للبشرية بأكملها المنهج القويم المستقى من الدستور الإلهي القرآني، حبل الله المتين، والصراط المستقيم، الذي من حكم به عدل، ومن عمل به أجر، وما تركه من جبار إلا قصمه الله، قدم للبشرية ما يسعدها ويخدمها في الدنيا والآخرة، لم يترك شاردة ولا واردة إلا وأشار إليها وتناولها، حرصا منه على صلاحها، وانتشالها من مستنقع الغواية والضلال والانحراف..
هذا المنهج القويم كفيل بهداية البشرية وتحصينها من كل الخطوب والمدلهمات التي تتهددها، وما يعترض مسارها من تحديات، لا مجال للتخبط واللهث وراء الأوهام والخيالات، والانخداع بالحياة وملذاتها والمغريات، والتأثر بالمظاهر الزائفة والانخداع بمظاهر التقدم والتطور في مختلف المجالات، لا يحتاج الأمر إلى بحث وتحريات، ونقاش ومحادثات، ولا ندوات ومؤتمرات، فالهداية بين أيدينا وعلينا أن ننهل من نبعها، ونسلك مسلكها، ومن ابتغى غير رسول الله وهديه منهجا ضل الطريق، وعاش محاصرا بين القلق والضيق، لا يشعر بالسعادة، ولا ينعم بالطمأنينة، ولا يلمس أي أثر للراحة الحقيقية، التي يلمس أثرها في دنياه وآخرته..
بالمختصر المفيد: الأمر الإلهي واضح (وَاتَّبِعُوهُ) ففي ذلك هدايتكم وسعادتكم وفوزكم وسلامتكم، فقد اختاره الله واصطفاه لأداء هذه المهمة وتبليغ هذه الرسالة، فلا تشرِّقوا ولا تغرِّبوا، لا تتعبوا أنفسكم وتهدروا وقتكم وتضيعوا أعماركم في اللهث خلف السراب، فالعواقب وخيمة والنهاية مخزية ومهينة، والنجاة من كل ذلك تتطلب فقط اتباع رسول الله كما أمرنا الله، اتباع الهدي النبوي المحمدي الذي يترجم طهر ونقاء وسماحة ووسطية واعتدال رسالة الإسلام، والقيم والمبادئ والفضائل التي أرساها وجسدها الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، والتي نحييها اليوم من خلال احتفالنا بالمولد النبوي الشريف.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
في السبت 24 أكتوبر-تشرين الأول 2020 07:34:27 م