|
من ذلك اليوم الذي غادر فيه عفاش على عجل جامع الإمام الهادي بصعدة عقب ترديد المصلين لشعار البراءة، وهاجس الثقافة الجديدة يشكل كابوساً يؤرق ممسكي دفة الحكم في اليمن وداعميهم.
فبقاء الحكم واستقراره كان مرهونا بوعي معين وثقافة معينة تسيطر على عقول عامة الشعب، ونتائجها هو استمرار عفاش بالحكم تحت السيطرة السعودية الأمريكية على اليمن.
وبمجرد انتشار ثقافة الأنصار السياسية في المجتمع اليمني مديرية بعد مديرية، ومحافظة بعد محافظة، بدأ الصدام الثقافي السياسي بين الفكر الجديد والفكر القديم، لاسيما وأن الفكر القديم كان يمتلك كل مقومات البقاء من نفوذ وإمكانيات مالية وعسكرية.
ذلك الصدام أخذ أشكالاً مختلفة، آخرها العدوان على اليمن، بدعوى إعادة "الشرعية"، وهو المصطلح الأغرب على مستوى عالم السياسة في العالم، لأن الحقيقة هي أن الشرعية للشعب، يعطيها من يشاء عبر دعمه والوقوف إلى جانبه، وخصوصاً في أحلك الظروف، والعالم كله يعلم ذلك ويعلم أن أغلبية الشعب اليمني يقف مع حكومة صنعاء.
ولذلك سقطت حجية عدم الاعتراف بحكومة هادي والقرار (2216)، فطارق عفاش مثلا في الساحل لا يعترف بهادي ولا بحكومته ولا بالقرار (2216)، ولكن لم يحاربه أحد، بل ويحظى بدعم التحالف الذي جاء لإسناد "شرعية" هادي!!
بل أكثر من ذلك، عيدروس الزبيدي والانتقالي لا يعترفون بهادي ولا بقرارات مجلس الأمن التي تؤكد دائما في البند الأول على وحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية، ومع ذلك يحظى بدعم التحالف الأعرابي الصهيوني بشكل باذخ ومبالغ فيه!!
إذن انكشفت اللعبة، وهي أن المستهدف الحقيقي هو الوعي، والثقافة السياسية التي تسكن رؤوس معظم الشعب، ثقافة رفض أمريكا والعمالة لها ورفض هيمنتها على منطقتنا العربية والسيطرة على ثرواتها وشعوبها!!
تلك الثقافة التي تكسب من تسكن رأسه قوة وصبرا واندفاعاً نحو التصنيع والزراعة والاكتفاء الذاتي من كل النواحي العلمية والاقتصادية والعسكرية وغيرها... وهذا ما يقلل من الاعتماد على أمريكا وحلفائها حد الاستغناء، فنجد أن المواجهة هنا باتت حتمية بين الفكر القديم والفكر الجديد، وشتان بين الفكرين!!
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 25 أكتوبر-تشرين الأول 2020 08:10:39 م