|
خلال متابعتي لمهرجان الرسول الأعظم الذي تقيمه بنجاح كبير مؤسسة الإمام الهادي، لفتت انتباهي فقرة مهمة فيه، وهي دروس من السيرة النبوية. هذه الفقرة سلطت الضوء على محاولات اليهود اغتيال وقتل رسول الله عندما كان صغيرا وكيف كانوا يبحثون عنه لقتله.
ومن الروايات التي سردها الدكتور خالد القروطي والعلامة فؤاد ناجي، أن اليهود حاولوا اغتيال والد النبي، عبدالله بن عبدالمطلب أولا؛ ثم حاولوا قتل رسول الله أثناء وجوده عند أخواله بني النجار؛ وأيضاً كانوا سيقتلونه عندما لحقوا حليمة السعدية عندما أخذته للرضاعة. وورد في الروايات أنهم: "كانوا سيقتلونه لولا أنها قالت لهم إن أباه مازال حياً". وكذلك قصة بحيرى الراهب الذي طلب من أبي طالب إعادته إلى مكة، لأنه لو عرف اليهود بوجوده كانوا سيقتلونه.
لاحظوا، لم نقرأ في مناهجنا أي دور لليهود في محاولة اغتيال النبي منذ كان صغيراً، وحجم الحقد والكراهية الذي يكنونه له، ولم يكن في مناهجنا هذه النقطة الهامة التاريخية من تاريخ رسول الله، وتم استبعادها بشكل متعمد مع أنها موجودة في كتب التاريخ والسير..
كان في المناهج السابقة، التي غيرها الأمريكيون بعد توليهم جانب التربية، بعض القصص، كزيارة النبي لأخواله؛ لكن لم يذكروا أن أمه قطعت زيارتها لهم وعادت مسرعة إلى مكة بعد سعي اليهود لقتل ابنها (الرسول الكريم)، ولم يذكروا إلا أنها ماتت في الأبواء عند عودتها فقط.
كذلك تناولت المناهج السابقة قصة بحيرى الراهب، لكن لم يتم فيها الإشارة لكلام بحيرى عن سعي اليهود لقتله بشكل واضح وصريح، ومع ذلك تم إلغاؤها تماماً من المناهج.
نطالب وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي بتضمين مناهجنا الدراسية الدور التآمري لليهود، ومنه محاولات اغتيال النبي وملاحقتهم له أثناء ما كان صغيرا، وسرد تلك الروايات الموجودة في كتب التاريخ والسير لكي يعرف المسلمون حقد اليهود وخبثهم تجاه الرسول وسعيهم الدائم للنيل منه، حتى تتضح الرؤية اليوم لكل الطلاب والطالبات وأبناء الشعب اليمني ويكونوا على وعي وبصيرة بذلك الدور الخبيث ضد رسول الله والذي سيفيد في حاضرنا اليوم بشكل كبير في معرفة أسباب تشويهه بالرسوم والأفلام المسيئة التي يقف خلفها اليهود.
كذلك معرفة هذه النقطة الهامة توضح لنا دورهم المستمر في استهداف النبي عندما كان حيا أو بعد مماته، فبعد هزيمتهم أمامه في حياته سعوا لطمس ذكره بعد وفاته وتشويهه والإساءة له بكثير من الأحاديث المكذوبة التي دسوها في كتب الأحاديث، خاصة في فترة بني أمية، وقامت الوهابية اليوم بنشرها بشكل واسع في مختلف أنحاء العالم.
ولعل القول بأن الاحتفال بمولد النبي بدعة مصدره أساساً اليهود، لطمس ذكره والاقتداء به بعد وفاته.
وهناك رابط بين ذلك إذا فهمنا واستوعبنا ذلك الدور والحقد اليهودي على النبي، وسيفيق الكثير من المسلمين الذين انخدعوا بما يسمى "البدعة" التي قدمها الوهابيون بلباس الدين، مع أن مصدرها اليهود.
* نقلا عن : لا ميديا
في الثلاثاء 27 أكتوبر-تشرين الأول 2020 07:03:24 م