|
يدلف العام 2017م والجبهة الداخلية تقف على أرضية صلبة، بعد أن توافرت لها عوامل مضافة من القوة والتماسك ، وبالأخص على الصعيد السياسي الذي توج بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني، وما تلاها من تفعيل لأجهزة ودولاب الدولة، توحي أن 2017م سيغدو منعطفاً فارقاً في مواجهة العدوان.
صلابة الجبهة الداخلية كانت وستظل ضرورة وطنية لأجل مواجهة تحديات العدوان السعودي الأمريكي وتبعات الحصار وآثاره على حياة الناس ومعيشتهم، وعلى أداء جبهات القتال العسكرية والإعلامية، والتي دخلت طورا جديدا مع الخطوات الأخيرة التي تصب لصالح مرتزقة الرياض وما يسمى بالحكومة الشرعية، في ما يتعلق بأزمة السيولة النقدية ، حيث رضخت الشركة الروسية في الأخير، وانصاعت للضغوط الخارجية،فقامت بطباعة العملة النقدية وتسليمها لفرع البنك المركزي في عدن ، متجاهلة ومعها المؤسسات الدولية النقدية الواقع الذي يؤكد أن أزمة المرتبات وتعطيل أداء البنك المركزي بصنعاء، يفاقم من الأوضاع المعيشية لأبناء المحافظات المحاصرة في شمال ووسط البلاد، وإنها بتعاطيها مع بنك عدن، تمنح العدوان ومرتزقته، المزيد من عوامل إرهاق الاقتصاد الوطني، وإيذاء الشعب اليمني في قوته اليومي.
وهذا يعني أن على حكومة الإنقاذ الوطني أن تكون في مستوى التحدي الجديد، وأن تصل الليل بالنهار، لأجل تعزيز الإيرادات،ومراقبة المصروفات، وتأمين المرتبات، دونما إخلال بما تحتاجه الجبهات من موارد وإمكانات مادية وبشرية، مع ضرورة مخاطبة الخارج وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء دعم عصابة منحطة تتدثر بعباءة شرعية لا مصداقية لها في أرض الواقع.
في الجبهة العسكرية وهي الأهم، يمكن للحكومة عبر وزارة الدفاع أن تكون لها بصمة جلية، من خلال التخطيط الاستراتيجي لإدارة المعركة ، ودمج اللجان الشعبية بالجيش وبالمؤسسات العسكرية الأمنية، وإبراز دور القيادات العسكرية الرسمية، وهي تدير وتتابع سير المعارك ، الأمر الذي سيترك أثرا إيجابياً في الداخل والخارج، وسيكون له المفعول المباشر على أية مفاوضات مقبلة.
التحديات الماثلة كثيرة وخطيرة، وتتطلب رؤية إنقاذيه وبرنامجا عمليا مواكبا لها لا يقتصر على تغطية أنشطة الوزراء إعلامياً ، بقدر ما يجب أن يمتد الى العمق ، بالانخراط في ورش عمل تقوم على العصف الذهني، وترتيب الأولويات والتنسيق بين مختلف الوزارات المعنية ، بحيث يصدر عن الحكومة إيقاع واحد ومنسق يطمئن إليه المواطن،ويركن إليه الأبطال في مختلف الجبهات .ولتكن الحكومة حجر الأساس في التحول والنصر المنشود بإذن الله.
في الأحد 08 يناير-كانون الثاني 2017 09:36:03 م