لا..!
إبراهيم الوشلي
إبراهيم الوشلي

كل ما أتمناه أيها القوم هو أن أكون إنساناً طبيعياً مثل بقية الناس، أهتم بالأمور التي يهتمون بها؛ وأحب الأشياء التي يحبونها، فقد تعبت من معاكسة الجميع في اهتماماتهم وتوجهاتهم، وبدأت أشعر أنني غريب الأطوار وانطوائي نوعاً ما.

منذ أيام وأنا أرى الجميع منشغلاً بمتابعة فوز «جو بايدن» بانتخابات الرئاسة الأمريكية على نحو مبالغ فيه، لدرجة أنني كلما تحدثت مع أحد فتح لنا موضوع نتيجة الانتخابات وتداعياتها وأبعادها الموزوغرافية، وقبل يومين صادفت صديقاً في الطريق فسلمت عليه، وعندما سألته عن صحته وأحواله أجابني على الفور بسؤاله عن صحة «ترامب» وأحوال «بايدن»!

ثم همس لي وهو يغمز بطريقة خطيرة جداً: والله إنها هزيمة ساحقة للجمهوريين يا ولد.
فتركته يناقش الهواء وواصلت طريقي نحو الإسكافي لإصلاح حذائي الممزق الذي أجده أهم من البيت الأبيض ومجلس الشيوخ والبنتاغون.

أعتذر كثيراً لاختلافي غير المبرر عنكم أيها الأصدقاء، فأقسم لكم إنني حاولت أن أتفاعل مع هذه الأشياء بحماس وترقب كما تفعلون، لكنني فشلت، وقد غلبني الملل بسرعة عندما حاولت أن أقرأ خبراً قصيراً يتحدث عن نتائج فرز الأصوات في إحدى الولايات، فتركت الخبر عند الكلمة السابعة وذهبت لقراءة فوائد الزنجبيل.

قد أكون مستعداً لمشاهدة أطول فيلم «هندي» حزين في العالم، لكنني لست مستعداً البتة لإضاعة دقيقة واحدة في متابعة مشاكسات الأداتين الصهيونيتين المتشابهتين، وإن حدث وأردت التسلية بمشاهدة المشاكسات فـ»توم وجيري» أكثر إضحاكاً وإمتاعاً.

أنا لا أكترث للرئيس الجديد لأنه لن يغير شيئاً من السياسة الأمريكية الاستبدادية، والحمد لله لست غبياً لأظن أنه قد يُسمح لغير المجرمين بالجلوس على كرسي البيت الأبيض، بل إن أكثر الناس بلاهة هم من يتوسمون الخير في «بايدن» ويفرحون بفوزه، على أساس أنه ذاك الديمقراطي الداعي إلى السلام.

دعوني هنا أذكركم بأن البيت الأبيض أعلن العدوان على بلادنا في عهد الديمقراطي «باراك أوباما»، لذلك خففوا توقعاتكم الحمقاء واعلموا أن أمريكا هي أمريكا.. مهما كان شكل القناع الذي ترتديه.

بعد أن فاز «بايدن» وأصبح الرئيس الجديد للولايات المتحدة، لنطرح أمامنا هذه التساؤلات:

هل ستتوقف مشاهد قتل الفلسطينيين وتدمير بيوتهم؟

هل ستتعافى سوريا والعراق من الأوبئة التفكيرية الأمريكية؟

هل سيعيش أطفال اليمن لحظة سلام لا يعقبها دخان ودماء؟

هل سيحظى أحدهم بلقمة هنيئة قبل أن يقتله الصاروخ وينتزع روحه وهو جائع؟

هل ستندمل جراح العرب التي اعتاد رؤساء البيت الأبيض على توسيعها بطعناتهم واحداً تلو الآخر؟

كل الإجابات ستكون «لا»، لأن الشجرة الشيطانية التي نبتت بدماء الهنود الحمر، ما ينبغي لها العيش دون شرب الدماء.

إذن، فلتستمروا بمتابعة وعود «بايدن» الزائفة وتقليعات «ترامب» الطفولية، وأنا سأحتفظ باختلافي وعدم اكتراثي، وسأستمر بتنمية العداء تجاه أمريكا و»إسرائيل».

* نقلا عن : لا ميديا


في الثلاثاء 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 12:10:03 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3067