|
الجنوب تحت النار، الجنوب يقع في شراك المحتل السعودي والإماراتي، الجنوب يكتوي بنيران المحتلين وأدواتهم، الجنوب تحت القصف والاشتباكات والمواجهات والصراعات المسلحة، قتل واغتيال وتفجير واعتقال وخراب ودمار هذا هو البرنامج اليومي للمشهد الجنوبي، هكذا هي أخبار الجنوب على القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي، (القوات السعودية المحتلة تستحدث معسكرات في ساحل حصوين بالمهرة) (الإمارات تدفع بمعدات عسكرية إضافية ومجنسين جدد إلى جزيرة سقطرى).
لقد تحولت المحافظات الجنوبية إلى ساحة صراع، وتصفية حسابات بين المحتل السعودي وأدواته من جهة، والمحتل الإماراتي وأدواته من جهة أخرى، سباق على الغنائم والمكاسب والمصالح، كل طرف يحشد حشوده من جنود ومرتزقة ومعدات وآليات عسكرية لتكون له الغلبة ويحظى بالتمكين والسيطرة على الأرض، وأبناء الجنوب يقادون كقطيع الأغنام لجبهات الحدود للقتال بالنيابة عن الجيش السعودي، يتم تجنيدهم من قبل تجار الحروب من أبناء الجنوب للقتال بالنيابة عن أسيادهم مقابل المال السعودي المدنس، في صورة تعكس سقوطهم وعمالتهم وارتزاقهم الذي لم يسبقهم إليه جنس بشر.
اعتقالات يومية، وعمليات اختطاف للفتيات من الشوارع بصورة مستمرة، فوضى عارمة وحالة غير مسبوقة من الفراغ والانفلات الأمني، السعوديون أعينهم على المهرة وشبوة وحضرموت وأبين ويسيل لعابهم لسقطرى، ومن أجل ذلك يخوضون مواجهات مسلحة بغية السيطرة والهيمنة عليها وعلى ثرواتها ومواردها، وفي ذات الاتجاه يسير الإماراتيون لإحكام السيطرة على (جزيرة الأحلام) سقطرى وتحويلها إلى مستعمرة إماراتية تسدي خدماتها للصهاينة والأمريكان، ويحضرون بقوة في عدن وأبين وشبوة وأعينهم على الثروة النفطية والمنافذ البحرية الاستراتيجية التي تمتلكها.
تقاطع المصالح والمطامع الإماراتية السعودية في المحافظات اليمنية الجنوبية أسهم في تأجيج الصراعات وعودة المواجهات والاشتباكات المسلحة بين مرتزقة الطرفين، فلا يكاد يمر يوم دون أن يسيل فيه الدم اليمني الجنوبي، اتفاق الرياض زاد الطين بلة، حيث عمل على توسيع دائرة المواجهات وزيادة حدة الصراع في ظل استمرار عملية التسليح المستمرة من قبل السعودية والإمارات، فاضحة الدور القذر لهما في الجنوب وعدم توفر أي رغبة جادة في إنهاء الصراع وتطبيع الأوضاع، ليتضح إن مؤتمر الرياض كان عبارة عن مسرحية هزلية سعودية الهدف منها التغطية على دورها وحليفتها في العدوان على بلادنا ، ومنافستها في مؤامرة إحلال الجنوب والسيطرة على ثرواته والهيمنة على مقدراته، أشبه بمن يحاول (التغطية على الضرط بالحنحنة).
بالمختصر المفيد، الجنوب ينحدر نحو الهاوية، ونزيف الدم الجنوبي يزداد تدفقا من يوم لآخر ، والمحتل السعودي ومنافسه الإماراتي يتلذذان بذلك، ويعملان على تنفيذ مخططاتهم وتمرير أجندتهم ، غير مبالين بالتداعيات المترتبة على هذه الجرائم والانتهاكات السافرة، وأبناء الجنوب في غيابة الجب، تتقاذفهم الأمواج وتعصف بهم الزوابع والأعاصير وتبتاع وتشتري بهم السعودية والإمارات، يلهثون وراء المال المدنس الذي من أجله يدفعون حياتهم، وهو ما يحتم على أحرار وشرفاء الجنوب المسارعة نحو ترتيب صفوفهم وتوحيد جهودهم لتشكيل جبهة مقاومة وطنية لتحرير محافظاتهم من دنس المحتلين الجدد قبل أن يستفحل الخطر وتصبح مهمة مواجهته صعبة ومعقدة وباهظة الثمن.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله..
في الخميس 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 07:09:38 م