الشاعر ضيف الله سلمان: الشعر والزامل هما صوت الشعب الصامد في مواجهة العدوان
خليل المعلمي
خليل المعلمي

 
نحن بصدد إعداد لائحة تنظيمية في قطاع الشعراء والمنشدين في وزارة الثقافة ولدينا الكثير من البرامج التي من شأنها تفعيل الأنشطة الثقافية
الشعراء والمنشدون قدموا ثروة ثقافية رجحت كفة كل وسائل إعلام العدو
أعيش مرحلة إنتاج وقرار إصدار ديواني الأول مؤجل
 

أوضح الشاعر ضيف الله سلمان وكيل وزارة الثقافة لقطاع الشعراء والمنشدين، ورئيس اتحاد الشعراء والمنشدين أن الشعر والزامل هما صوت الشعب الصامد ولسانه، وهما يمثلان انعكاساً للصمود الأسطوري في مواجهة العدوان، ويخلدا المواقف القوية التي يسطرها المجاهدون في الجبهات.

وأكد في لقاء أجريناه معه أن الشعراء والمنشدين قدموا ثروة ثقافية رجحت كفة كل وسائل إعلام العدو، مشيراً إلى أن الزامل جزء من الهوية اليمنية، وليس وليد اللحظة، وأن العلاقة بين الشعر والزامل هي علاقة تكاملية.

ونوه بأن قطاع الشعراء والمنشدين في وزارة الثقافة بصدد إعداد لائحة تنظيمية لقطاع الشعراء والمنشدين في الوزارة وسيصدر بها قرار جمهوري وهناك الكثير من البرامج التي من شأنها تفعيل الأنشطة الثقافية، مستعرضاً جهود إنشاء اتحاد الشعراء والمنشدين من أجل الاهتمام بالشعر والإنشاد وتوحيد الجهود في رفع مستوى وعي المواطن.

وتطرق إلى بداية اهتمامه بالشعر منذ الطفولة ومن ثم المشاركة في إنشاء فرقة الرسالة الانشادية، ونوه بأن هذه المرحلة هي مرحلة إنتاج بالنسبة للشاعر، مشيراً إلى أن قرار إصدار ديوانه الأول لا يزال مؤجلاً، خاصة في هذه المرحلة التي تعد مرحلة إنتاج.. فإلى التفاصيل:

لقاء/ خليل المعلمي

متعدد المواهب

* في البداية حدثنا عن بدايتك كشاعر ومبدع؟ خاصة وأن لك مواهب أخرى غير الشعر؟ وكذا تجربتك خلال الفترة الماضية؟

– اهتمامي بالشعر بدأ منذ طفولتي، حيث كنت أحب الشعر وأحفظه، وكان يوجد شعور في نفسي أن لدي القدرة على نظم الشعر، وكنت حينها احفظ أي قصيدة تعجبني لأي شاعر سواء فصيح أو شعبي، وبالتزامن مع كتابة الشعر كان لابد أن يصل عبر صوت الإنشاد، وكان ذلك بتشجيع من الشهيد القائد رضوان الله عليه والشهيد العظيم السيد زيد علي مصلح رحمة الله تغشاه الذي يعتبر المؤسس لفرقة الرسالة الانشادية التي أنا أحد أعضائها مع مجموعة من الأخوة الأعزاء من أبناء مران، وبدأنا بتسجيل كثير من الأعمال التي كانت توصل الثقافة القرآنية وثقافة الجهاد إلى أسماع كل الناس وكانت أول فرقة في المسيرة القرآنية، والحمد لله رب العالمين هذا كله بتوفيق من الله وبتشجيع الشهيد القائد رضوان الله عليه، والشهيد زيد علي مصلح رضوان الله عليه وأيضاً قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله.

اتحاد الشعراء والمنشدين

* كان لك دور في إنشاء اتحاد الشعراء والمنشدين، كيف جاءت فكرة إنشاء هذا الكيان على الرغم من وجود أكثر من كيان نقابي للمبدعين من الشعراء والمبدعين؟

– بداية العدوان كان يجب أن يكون للشعر والإنشاد صوت يهدف إلى تنشيط وتفعيل المشهد الثقافي وظهرت العديد من المؤسسات، وأصبح لكل مؤسسة ثقافية نشاطها الخاص بها مما أدى إلى تشتت الجهود الأمر الذي جعلنا نعيد النظر حول هذا التشتت، ونوحد تلك الجهود في اتحاد يهتم بالشعر والإنشاد ويساعده في رفع مستوى وعي المواطن وتفعيل دوره في مواجهة التعبئة الخاطئة وتوجيهه نحو قضايا الأمة.

* ما الذي قدمه الاتحاد حتى الآن للمبدعين من الشعراء والمنشدين؟

– الشعراء والمنشدون لا ينتظرون من أحد أن يقدم لهم، بل بالعكس هم من قدموا لنا كشعب ثروة ثقافية رجحت كفة كل وسائل إعلام العدو وحشرتها في زاوية، لذلك سعى الاتحاد إلى التشجيع والارتقاء بمواهب المبدعين عبر العديد من الأنشطة منها البرامج التلفزيونية والفعاليات والمسابقات والكثير الكثير من ذلك بهدف الاهتمام بالمواهب والارتقاء بالإبداع، واحتواء أكبر قدر من الشعراء والمنشدين من مختلف المحافظات.

العلاقة بين الشعر والزامل

* انتشر الزامل خلال السنوات الأخيرة بشكل كثيف، في رأيك ما هي الأسباب، وما العلاقة بين الشعر والزامل؟ وهل هناك تطور ملحوظ في هذا الفن الشعبي الجميل؟

– أولاً الزامل ليس وليد اللحظة وليس من المفاجأة الحديث عن سبب انتشاره، فالزامل جزء من الهوية اليمنية، عرفه الآباء والأجداد إلا أنه غيب تماماً بالتزامن مع محاولة النظام السابق طمس الهوية اليمنية، وعندما أعيد للواجهة حظي بهذا الانتشار كمؤشر على عودة الشعب اليمني إلى هويته ابتداء بالزامل، ونجد أن العلاقة بين الشعر والزامل هي علاقة تكاملية كل منهما يكمل الآخر.

أما ما يخص الفنون الشعبية، فهناك أنواع متعددة منها، وما تطور تلك الأنواع وعودتها إلى الواجهة ما هو إلا ارتقاء وعي الشعب بهويته.

* محلياً كان للزامل نجاح جامح؟ هل تجدون أصداء للزامل عربياً؟

– يمكننا الآن عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الجديد التحقق من تلك الأصداء، من خلال التعليقات التي تصل من خارج اليمن، وكذلك من خلال وصول نسب مشاهدات كبيرة وغيرها، ولهذا نستطيع أن نقول نعم نجد أصداء للزامل كثيرة جداً عبر تلك الوسائل.

علاقة الشاعر بالمنشد

* لقد اقتحمت أعمالك الإبداعية &الزوامل&، ما هي علاقتك بالمنشدين وهل تكتب &الزامل& للمنشدين أم أنك تكتبه وهم من يعرضون عليك أخذه وإنشاده؟

– إن مبادئ الاخوة والجهاد والوطن والمسيرة والقيادة والمنهج هي ما تربط الشاعر بالمنشد، وطالما والميدان واحد فلا يوجد فرق بين أن أكتب للمنشدين أو هم يعرضون علينا جزءاً كبيراً من أعمالهم وخاصة في الأعمال المواكبة للأحداث.

الديوان الأول

* لديك قصائد وإبداعات نشرت في الصحف وتلقاها المنشدون، لماذا تأخر الشاعر ضيف الله في إصدار ديوانه الأول؟

– يصعب دائما على الشاعر أن يتخذ قراراً بإصدار ديوانه الشعري وخاصة في هذه المرحلة الذي تعد مرحلة إنتاج بالنسبة للشاعر، وهذا الوضع يضع الشاعر بين خيارات إصدار ديوان ما قبل العدوان أو في مرحلة العدوان والإنتاج مستمر بفضل الله، لذا يصبح هذا القرار مؤجلاً إلى أن يشاء الله.

* هناك العديد من الدراسات النقدية حول أعمالك، من قبل النقاد، هل اطلعت عليها وهل لديك ملاحظات حولها؟

– نعم اطلعت على تلك الدراسات ولست أنا من يجب أن يقدم ملاحظات حولها بل كل دراسة نقدية أجد فيها ملاحظات وأنا استفيد منها فالنقد البناء تعود ثماره على الشاعر وليس على الناقد.

مواجهة العدوان

* ما الدور الذي يقوم به الشعر والزامل في مواجهة العدوان وآلياته المتعددة؟

– الشعر والزامل لهما دور كبير في المواجهة فهما صوت الشعب الصامد ولسانه وكذلك صوت الجيش واللجان الشعبية كما أنهما يمثلان انعكاساً للصمود الأسطوري، ويخلدا المواقف القوية التي يسطرها المجاهدون في الجبهات، وهما أيضاً الدافع الكبير للحماس والمعنوية القتالية العالية.

* هناك من النقاد من يقول إن &الشعر& خلال الخمس السنوات الماضية &فترة العدوان& كان وما يزال الأغزر إنتاجا والأكثر حضوراً، فهل يعني هذا أن هناك ثورة ثقافية فكرية إبداعية شعرية عامة، ما رأيك في هذا القول؟

– نعم نحن أمام ثورة ثقافية إبداعية تنموية زراعية عسكرية، &إن من رحم المعاناة يولد الإبداع& وهذا ما نحن عليه فعلاً.

دعم المبدعين

* اليمن يعج بالمواهب والمبدعين في كافة المجالات الأدبية والعلمية، ونحن نشاهد ذلك من خلال صمودهم في ظل الظروف الحالية، برأيك كيف يمكن دعم هؤلاء المبدعين رسمياً وشعبياً؟

– بالنسبة لدعم المواهب رسمياً، فهناك جهات رسمية أنشئت لدعم الإبداعات والأعمال الثقافية والإبداعية ورعايتهم ونطالب بتفعيلها، إما شعبياً أصبح للمبدعين صوتاً شعبياً مساهماً في تشجيع كل الإبداعات واحترامها وتقديرها.

* من خلال موقعك في وزارة الثقافة كوكيل لقطاع الشعراء والمنشدين، ما الدور الذي قام به القطاع، وماهي برامجكم لتفعيل الأنشطة الثقافية والأدبية ودعم الشعراء والمنشدين، خلال الفترة القادمة؟

– حالياً نحن في صدد إعداد لائحة تنظيمية لقطاع الشعراء والمنشدين في الوزارة وسيصدر بها قرار جمهوري وهناك الكثير من البرامج التي من شأنها تفعيل الأنشطة الثقافية بشكل عام.

رسالة

* ما هي رسالتك للشعب اليمني؟

– نقول لشعبنا الحر المجاهد: أيها الشعب العظيم شعب الإيمان والحكمة إنك منتصر بإذن الله وبشائر النصر تلوح بالأفق، وهنيئا لك النصر المبين والفتح العظيم، يا من مرغت أنف الغطرسة الأمريكية الصهيونية بقوة الله وبإيمانك الراسخ وبأسك الشديد.

* في الأخير ما هي مشاريعك الإبداعية القادمة، وما أمنياتك في هذه الحياة؟

– أهم مشروع يفكر به الشاعر هو القصيدة وأسمى أمنية يتمناها المجاهد هي الشهادة، نسال من الله أن يزيدنا علما ويرزقنا الشهادة، وفي الأخير لا يسعنا إلا نشكركم ونشكر صحيفة الثورة.


في الأربعاء 18 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 01:32:00 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3093