|
على أديم الأرض كانت الملائكة تفرش أجنحتها بساطا من نور تسافر عليه إشراق وزميلاتها من منازلهن إلى مدرسة الفلاح بـ”نهم”، ظهورهن مزدانة بالحقائب المعبأة بكتب الحياة ودفاتر الحصص اليومية، ووجبة الصبوح ، وآمالهن مغلفة بأشواق طفلة ريفية إلى صباحات معطرة بأصوات العصافير ومهاجل الفلاحين وغناء الرعاة بلا أزيز رصاص وهدير طائرات وأصوات صواريخ، وهناك في الطرف الآخر على مدارات الفضاء كانت الشياطين تذرع السماء وتجوب الجهات، ظهورها مثقلة بأدوات الموت، وأحقاد الكون، تبحث عن وجبة آدمية جديدة للشيطان الأكبر ، لعلها قد تروي بعضا من ظمأه، وتسد شيئا من جوعه، وفي لحظة الصفر تساقطت أحقاد الشياطين كسفا من نار تحرق الأرض وتقتل البراءة، وارتفعت أرواح إشراق وزميلاتها تضيء السماوات وتعزف ألحان الخلود.
عادت الشياطين إلى كبيرها بضمائر ميتة، وقلوب لا مكان فيها للحياة، تقبض أثمان فعلتها الخسيسة، التي ستعيد ماكينة الإعلام إنتاجها كما يهوى الشيطان الأكبر، وسافرت إشراق إلى بارئها؛ لينزلها في منازل الشهيدات الخالدات، تاركة خلفها بقعاً متفرقة من دمها الطاهر على قارعة الطريق، وحقيبة ممزقة ونصف حذاء قديم أكلت نيران الشياطين أطرافه .
إن بقع الدم المتطاير من جسد إشراق الطاهر هي نفسها الدماء المتجددة من جراح الأنبياء وشهداء الإنسانية على مدار التاريخ التي انهزمت أمام مظلوميتها كتائب القتلة وتساقطت ممالك الطغاة وعروش المجرمين، فظلت خالدة تلهم الأجيال المتعاقبة دروس الحرية والكرامة وانتصار الدم على السيف.
فردة حذاء إشراق القديم…تآكل أطرافه بنيران الطغاة يروي قصة تآكل الضمير الإنساني بنيران حب رزم الدولارات المدنسة، واحتراق صورة المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي التي باعت شرفها في أسواق الرياض والدوحة وتساقطت واحدة تلو الأخرى لتجني الأرباح مقابل إخفاء جرائم العدوان السعودي وتبريرها، تزييف الوعي الإنساني بمظلومية الإنسان اليمني والتشكيك في عدالة قضيته.
دماء إشراق المتطايرة على قارعة الطريق…ستظل في ميزان المواجهة أقوى من عروش الطواغيت الوراثية، فالعروش ستزول تلاحقها اللعنات، والدماء ستظل خالدة في وجدان الأرض وفي ضمير الإنسان اليمني.أما فردة حذائها فلا شك أنها أشرف في ميزان الوطن من كل أدوات القتلة المجرمين، من أصغر مرتزق إلى أكبر سياسي خائن ومثقف بلا شرف.
ظلال شعرية
عهد تعتق صبرا وانتشى ألما
يا (زهرة الروح) أقسمنا به قسما
لا، لن تمر السكاكين التي سرقت
أرواحنا، وارتوت غدرا بنا ودما.
في الجمعة 13 يناير-كانون الثاني 2017 08:41:21 م