|
ماتزال حملات مسخ الهوية الإيمانية اليمنية مستمرة رغم ما قد قطعناه من شوط لا بأس به في مجال حماية وتحصين المجتمع ، ولكن على ما يبدو أن الهجمة كانت كبيرة لدرجة أننا سنظل نعاني منها لمدة قد تمتد لأعوام أخرى ! الشعب اليمني الطاهر النقي من أرقى المجتمعات أخلاقيا وأسماها ، ولذلك كان الأعداء يستهدفونه بمجموعة أساليب خبيثة لمسخ هويته وتحويله لمجتمع مفكك غارق في الآفات الأخلاقية والمشاكل الاجتماعية كمعظم المجتمعات الأخرى .
الصورة التي رسمها النظام السعودي ومن خلفه النظام الأمريكي والصهاينة أشد قتامة مما جرى في دول شرق آسيا وبعض الدول العربية والإسلامية ، وما كان مخططاً له يتعدى مسألة “الحديقة الخلفية” ، بل يصل إلى تحويل اليمن إلى مستنقع من الرذيلة تنتشر فيه المراقص والفنادق وتنتشر بين أبنائه الرذيلة ، وقد عمل الفاسدون على نشر ثقافات تعزز هذا التوجه من خلال رفع مستوى الجشع والفساد وطرق الكسب الحرام ، وهذه الثقافات استطاعت أن تعمِّق الهوة بين جيلين يعاني كل منهما من عدم فهم الآخر بسبب سرعة التحوّل ، ولولا الموروث الديني والثقافي الذي حصَّن المجتمع اليمني الأصيل لكنا وصلنا إلى مرحلة خطيرة العودة منها صعبة كما حدث في مجتمعات محافظة أخرى .
ما نراه اليوم من بعض المظاهر السيئة في شوارعنا يؤكد أن هناك أيدي خفية ما تزال تحاول العبث بقيم الشعب اليمني المسلم ، ونحمد الله على أن اليمنيين شعب أصيل استطاع أن يرمم الكثير من الخراب الذي تسبب به الأعداء وفي فترة قصيرة ، وعما قريب ستختفي هذه المظاهر التي تحتاج إلى أن يتصرف الجميع بوعي إزاءها من خلال استشعار المسؤولية ، فالأعراض أعراضنا جميعا ، ولا بد أن يساهم الجميع في حماية الجميع من منطلق أننا جميعا مستهدفون ، وفي مواجهة هذه الهجمة يمكن أن نعمل الكثير لنحافظ على قيمنا وعاداتنا الأصيلة ، فكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته.
كل ما يستهدفه الأعداء يعتبر نقطة يمكن أن نتحرك من خلالها ، فمثلا يجب علينا أن نعدل نظرة المجتمع للزواج المبكر الذي شوَّهه الأوغاد ، وأيضا نظرة المجتمع للطلاق وتعدِّد الزوجات ، ومعنى التحضر والرجولة والاختلاط والسفور والتدين الأجوف وغيرها من المصطلحات الرمادية غير الواضحة ، ولنسأل أنفسنا كيف كان يفكر البعض بأنانية وهم يتبعون دعاة تحرير الشهوات وكيف تحولوا فيما بعد عندما صاروا آباء ؟! كيف كان ينظر الواحد منا لمسألة بسيطة كالمطلقات وكيف أصبح ينظر إليها عندما تكون المطلقة ابنته أو أخته ؟! كيف كان البعض يشجِّع “الانفتاح” وكيف أصبح يخافه عندما أنجب ؟!
يجب أن نفعِّل الأدوات التي تساعدنا في حماية مجتمعنا ، وأن نتعاون وفق المصلحة العامة للجميع بعيدا عن النظرة الضيقة والخاطئة لما يراد لنا أن نكون عليه، إنها معركة مصيرية لا بد أن نخوضها ونربحها كما ربحنا معارك أخرى، والنجاح في خوضها سيؤدي حتما لتسريع حسم باقي المعارك التي تمس حاضرنا ومستقبلنا وراحتنا في الدنيا والآخرة .. يجب أن نعي جيدا خطورة ما يهدف إليه العدو ونجعل الأمر صعباً عليه لتحقيق أهدافه المشؤومة، ولنراقب بعين الراعي الحريص ما يحدق ببناتنا وأبنائنا.. الله الله في أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا، فغدا سنسأل عنه .
في الخميس 10 ديسمبر-كانون الأول 2020 12:31:07 ص