|
محاربة الفساد، ومكافحة الفساد، والقضاء على الفساد غايات ٌثلاث نتمنى أن تتحق إحداها، ما دمنا نخوض حربا ًضد الفساد وعتاولته..
فإلى جانب المعركة العسكرية التي يخوض غمارها أبطال قواتنا المسلحة ولجانه الشعبية في جبهات العزة والكرامة والشرف، يخوض شعبنا اليمني وقيادته معركة لا تقل أهمية ًعن المعركة العسكرية، بل يمكن تكون هي المعركة الأهم على طريق بناء يمن قوي ومستقل ذي سيادة وحرية، إنها هي معركة محاربة الفساد ومكافحته والقضاء عليه، وهذه المعركة هي الاختبار الحقيقي لكشف صدق النوايا والجدية من قبل القيادة والحكومة وحتى المواطنين في النهوض بهذا الشعب، والمضي لتأسيس دولة قوية دولة مؤسسات، دولة عدالة ونظام، دولة مساواة، دولة خالية من الفساد المالي والإداري، دولة الناس فيها سواسية أمام القانون، بعيدا ًعن المحسوبية والمجاملة. .
نحن لا نقلل من صعوبة الحرب ضد الفساد فليست بالحرب السهلة، لأنها حرب تدعمها قوى خارجية منذ عقود من الزمن، وقد تغلغلت كثيرا ً في مفاصل مؤسسات وهيئات وإدارات الدولة، وأصبحت لدى البعض ثقافة وفناً يجيد العزف عليه، وتنوعه طرق وأساليب الفاسدين، بل وأصبح هناك المئات إن لم يكن الآلاف من المفسدين الذين يعملون على نشر الفساد، وتعليمه للآخرين بهدف تدمير أركان ومفاصل الدولة..
ولتحقيق النصر في المعركة ضد الفساد والفاسدين والمفسدين، علينا أولاً: التكاتف والتعاون ضد الفساد والفاسدين والمفسدين، وعدم السكوت على كل فاسد كبيراً كان أم صغيراً، والتوعية بخطورة الفساد وكشف طرقه والأساليب التي يتخذها الفاسدون.
ثانيا ً: إصلاح المنظومة العدلية والقضائية، والإسراع في تعديل القوانين والتشريعات التي تعيق دور القضاء في مواجهة الفساد، وتمنع الوصول إلى رموز وقيادات الفساد، بل إنها تحميهم في بعض الأحيان.
ثالثا ً: توحيد عمل الأجهزة الرقابية والمحاسبية، أو تحديد اختصاصات كل جهاز بما لا يتعارض مع اختصاص الآخر.
رابعا ً: تخصيص محاكم للبت في قضايا الفساد المالي والإداري، والتسريع في إصدار الأحكام وتنفيذها، وبصورة مستعجلة.
إنَّ معركتنا ضد الفساد معركة مصيرية، إذا أردنا أن نبني دولة قوية مستقلة مكتفية ذاتيا ً، فعلينا محاربة الفساد والقضاء عليه، فهذا هو الانتصار الحقيقي على العدو الخارجي.
في السبت 12 ديسمبر-كانون الأول 2020 11:17:03 م