فرنسا.. ومسرحية الكونجرس الأمريكي تتكرر في بلادنا..!
مجيب حفظ الله
مجيب حفظ الله

ما يجري اليوم في مجلس النواب الفرنسي ليس أكثر من نسخةٍ محدثة مما يجري في الكونجرس الأمريكي..

مجموعة متقنة من المسرحيات التي يرقص على انغامها نواب العاصمة الفرنسية تحت أضواء إجرام الحكومة الفرنسية وعلى أنغام آلام الشعوب ودماء الآلاف من الضحايا الذين كان الفرنسيون ولا يزالون شركاء في سفك دماءهم وتدمير بلادهم..

يبالغ الفرنسيون في تمثيل دور البراءة الذي هم منه براء ولكن الحقائق التي تشكفت طيلة سنين هذه الحرب المجرمة أثبتت أن أيدهم ملطخة بدماء أبناء الشعب اليمني العظيم الذي يجد نفسه في مواجهة هذا العدوان المجرم الذي تكاثرت فيه الأيادي الآثمة..

تكررت في قاعة “الكابيتول هيل” بالعاصمة الأمريكية واشنطن العديد من المسرحيات التي كان أبطالها سيناتورات أرادوا الظهور كأبطالٍ على حساب دماء شعبٍ بأكمله ومأساة أمة بأسرها..

على تلك الإيقاعات التي لا علاقة لها بالحقيقة وليست أكثر من استعراضٍ للوهم وتحت أضواء العاصمة باريس يكرر النواب الفرنسيون المسرحية الهزلية ذاتها فيدٌ تذبح الضحية ويدٌ تمسح عنها الدماء وتغسلها بدموع التماسيح..

على هذا الصعيد كشفت صحيفة الـ”لوموند” الفرنسية عن مساءلة 51 نائباً برلمانياً فرنسياً لوزير الخارجية “جان إيف لودريان” بشأن وجود قاعدة عسكرية ومركز اعتقال تقيمه الإمارات في محيط موقع لإنتاج الغاز باليمن تديره شركة “توتال” الفرنسية..

يتحدث هؤلاء وكأن الأمر سرٌّ انكشف أو أن القاعدة الإماراتية هي تحت الأرض وليس فوقها..

إدعاء البراءة على هذه الشاكلة الرخيصة يظهر النواب الفرنسيون كما ظهر نظرائهم الأمريكيون في الكونجرس.. مجموعةٌ غير محترمةٍ من شاهدي الزور على أكبر كارثة انسانية من صنع البشر..

الرسالة المفتوحة التي نشرتها الصحيفة الفرنسية تتجاهل الشهادات الرسمية التي حصلت عليها الـ “لوموند” والتي تم التأكيد من خلالها بوجود قاعدةٍ إماراتية في المنشأة التي يفترض أن شركة “توتال الفرنسية” هي من تديرها..

من تلك الشهادات تأكيد قائدٍ عسكريٍ إماراتي قبل ما يقارب العام عن وجود ما سمّاه خلية توقيف مؤقتة في ميناء بلحاف لتصدير الغاز المسال وكذا تأكيد مدير المستشفى الرئيسي بالمنطقة أن مركز الاعتقال كان نشطاً مطلع هذا العام وأن المستشفى استقبل معتقلين سابقين قادمين منه وعلى أجسادهم علامات تعذيب..

لا نعرف ما الذي يريده النواب الفرنسيون أكثر من هذا التأكيد لكن بعيداً عن العدو الإماراتي فإن باريس هي من شراكتها المباشرة في هذه الحرب وأن الجيش الفرنسي هو من يدرب جنود العدوان السعودي ويمدهم بأسلحة متطورة ومدافع موجهة يشرف على عملياتها على الأرض في بلادنا..

يقول النائب في البرلمان الفرنسي “سبستيان نادو” إن كافة العناصر التي لها علاقة بموقع شركة توتال الفرنسية في بلحاف وما يدور فيها تؤكد أن باريس كانت على علم بسيطرة الإمارات على هذا الموقع وارتكاب جرائم حرب فيه وفقاً لتصريحاته لـ”قناة الجزيرة القطرية”..

ويشير النائب الفرنسي إلى أن إدعاء وزير الخارجية جهله بتفاصيل هذه القضية يبدو غير مستساغٍ فشركة توتال الفرنسية هي من تدير هذا المعتقل في هذه المنشأة الحيوية ومن غير المنطقي أن تتجرأ أبوظبي على الاقدام على الإضرار بالمصالح الفرنسية أو التصرف فيها دون علمٍ مسبقٍ واتفاقٍ أكيدٍ مع السلطات في باريس..

كان يمكن أن تدافع باريس عن نفسها لو لم تفضحها الزيارة التي قامت بها الشهر الماضي كبريات وكالات الأنباء والصحف العالمية إلى المنشأة وحينها قامت مدرعات إماراتية بمنع مراسلي الواشنطن بوست والجارديان ووكالة رويترز و14 منبرا إعلاميا آخر من القيام بجولة في المنشأة التي تحولت لمعتقلٍ إماراتي..

بتلك الزيارة التي قامت بها وسائل الإعلام العالمية الى المعتقل الإماراتي انكشفت القصة كلها واتضحت أكثر ملامح الشراكة الفرنسية في العدوان على بلادنا وظهرت مساءلة وزير الخارجية الفرنسي من قبل أعضاء البرلمان الفرنسي كمسرحية شبيهةٍ بتلك التي تجري تحت قبة الكونجرس الأمريكي.

* المصدر : السياسية


في الأربعاء 16 ديسمبر-كانون الأول 2020 10:16:33 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3191