|
سنوات والشعب اليمني يسمع عن محاربة الفساد، والقضاء على الفساد وحملات ضد الفاسدين ولكنه لم ير أي فاسد يحاكم، ولم يلمس أي خطوات من قبل الحكومة لمحاربة الفساد والفاسدين.
بل إن الفساد يتوسع والفاسدين يكثرون والشعب يموت جوعاً ، وثرواته تنهب وتسرق إلى جيوب شلة فاسدة حكمت اليمن عقوداً من الزمن، وهي من كانت تدعم الفساد والفاسدين وتعينهم في مناصب قيادية كبيرة، فالفساد كان منظماً وكانت وراءه أياد خارجية عملت على نشر الفساد الإداري والمالي والأخلاقي والتعليمي في أركان ومفاصل الدولة والمجتمع بشكل ٍ عام، رغم أننا كنا نسمع من الحكومات السابقة عن محاربة الفساد والفاسدين والمفسدين وعن مكافحته واجتثاثه وأنشئت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وسُنَّت القوانين والتشريعات لمحاربة الفساد، وكنا نسمع في وسائل الإعلام عن محاربة الفساد والرئيس يتكلم عن الفساد والفاسدين وسيتم الضرب بيد من حديد ضد كل فاسد أو سارق للمال العام، ورئيس الوزراء يتوعد، والوزير يهدد، والقنوات تستضيف المسؤولين للحديث عن محاربة الفساد، والصحف تنشر والكتاب والصحفيون يشيدون بهذه الخطوة، وكلها كانت عبارة عن جرعات مهدئة ومخدرة للشعب فقط، لأن النظام من أعلى هرم السلطة إلى أسفلها فاسد وهو من ينشر الفساد ويدعم الفاسدين.
أما اليوم وبعد ثورة٢١سبتمبر والتي قام بها الشعب ضد الفاسدين والشلة الفاسدة التي باعت اليمن للخارج وجعلت منه حديقة خلفية للسعودية وسلمت سيادته وقراره السياسي للسفارات، تم طرد رموز الفساد وعتاولته عملاء السفارات وخونة الوطن فقد استبشر الشعب خيرا ًوقال: لقد حانت الفرصة لبناء دولة قوية، دولة نظام وقانون دولة خالية من الفساد والفاسدين والمفسدين، لأن قرارنا السياسي بأيدينا وسيادتنا يمنية وحاكمنا يمني رباني، ليس مرتبطاً بالسفارة الفلانية أو السفير الفلاني، ومسيرتنا قرآنية، وبما أن هناك توجهاً جاداً من قبل القيادة الثورية لمحاربة الفساد وتعمل على محاربته واجتثاثه، فإن الفرصة اليوم مواتية لمحاربة الفساد، فرصة لا تعوّض ولن تعوّض وإذا لم يتم محاربة الفاسدين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم، فلن تتم بعدها محاربة الفساد ولن يتم القضاء عليه بعد اليوم.
فإذا لم تتم محاكمة الفاسدين في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا والتضحيات التي يسطرها وقوافل الشهداء التي يقدمها يوميا ًفلن تتم محاكمتهم بعد اليوم.
فلا تضيعوا الفرصة في محاربة الفساد والفاسدين، فإن أضعتموها اليوم فلن تجدوها غدا ً؟
وإنّ لم يلمس المواطن الجدية في محاربة الفساد اليوم وهو يعاني ويلات الحرب والعدوان والحصار فلن يلمسها بعد اليوم.
فلا تكرروا أخطاء الماضي، ولا تتبعوا سياسات من سبقوكم، اضربوا بيد من حديد ضد كل فاسد ومفسد، حاكموهم.. واعدموهم.. ليكونوا عبرة لغيرهم.
فالتاريخ لا يرحم، ودماء الشهداء لن تذهب هدراً.
في الإثنين 11 يناير-كانون الثاني 2021 07:18:48 م