|
إذا كنت مهتما بمعرفة ما سيحدث خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي الجديد فاقرأ المقال للنهاية حتى تعرف كيف تنتصر على عدوك الأول، لأننا منذ قرن كامل وتحديدا منذ غياب الشمس عن مستعمرات المومس البريطانية، وخروجها من المنطقة وتسليمها مهام وملفات وخطط الصهيونية في المنطقة العربية والإسلامية للقيطتها الأمريكية، قرن ولايزال هناك من لا يفهم استراتيجية السياسة الأمريكية، ولا يدرك تكتيكات تبادل أدوار أحزاب الديمقراطية الأمريكية، على الرغم من أن كل تدخل ومشاركة وقرارات ومفاوضات واتفاقيات السياسة والديمقراطية الأمريكية في جميع الأحداث في المنطقة وفي العالم، الصغيرة أو الكبيرة، السرية أو العلنية، أصبح واضحا أن لها بناء استراتيجياً واضحاً، وتكتيكاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية والمخابراتية لها رؤية ظاهرة للعلن وهدفها واحد، هو تنفيذ بروتوكولات حكماء صهيون، وحماية ودعم ومساندة "إسرائيل" والدفاع عنها وتسليحها وتضخيم قوتها في المنطقة العربية والإسلامية.
وفي كل مرة تتراجع وتفشل أو تتقدم وتنجح السياسة الأمريكية في خدمة أجندة وأهداف الصهيونية العالمية، تأتي دوما وكل 4 أعوام أدوات أمريكا الديمقراطية (الأحزاب والمنظمات وإدارة البيت الأبيض) لعقد اتفاق جديد يخدم بقاء وقوة وتوسع وهيمنة وسيطرة "إسرائيل"، والواضح للعيان أن استراتيجية السياسة الأمريكية تلعب على تكتيكات تغيير أدواتها الديمقراطية، ليأتي كل حزب يفوز في الانتخابات باتفاق جديد، وأي اتفاق جديد يلزمه شروط جديدة، وبالتالي فإن كل رئيس أمريكي جديد لن يأتي إلا باتفاق جديد وشروط جديدة، لخدمة "إسرائيل" فقط.
إن الخروج من مأزق ولعبة الاتفاق الجديد والشروط الجديدة التي تحملها دوما إطلالة الرؤساء الأمريكيين الجدد، والأحزاب الأمريكية الفائزة في الانتخابات دوما، يحتاج قدرا كبيرا من الشجاعة والتهور، بوعي وحكمة وتأمل، فنحن نمتلك رؤية واضحة وصلبة لأهداف التغيير التاريخي المطلوب، بل أكثر من هذا بكثير، وهو أننا نمتلك رؤية مرتبطة بسنن التغيير الإلهي، ويمكن تلخيص هذه الرؤية في إسقاط دولة التبعية والارتهان، وإنجاز استقلال القرار السياسي والاقتصادي، على قاعدة الهوية الإيمانية وأرضية الانتماء الوطني والقومي العربي والإسلامي، وتوحيد المعركة، والتأكيد على أن الصراع مع بروتوكولات الصهيونية العالمية و"إسرائيل" هو صراع وجود لا صراع حدود وصراع بقاء لا صراع نفوذ.
رؤيتنا وموقفنا واضح، وهو أننا ضد التفاوض والصلح والاعتراف بالعدو الصهيوني، وأننا ضد الرأسمالية الصهيونية في الاقتصاد، وضد الليبرالية الأمريكية في السياسة، وأن الوعي في الدين والسياسة مجالان ليسا مختلفين، ولا يعارض أحدهما الآخر، إنما لكل منهما أدواته المعرفية والمنهجية وساحات عمله، وأننا نؤمن بالديمقراطية الشعبية، وليس بالتعددية الحزبية والديمقراطية الأمريكية الزائفة، التي تتبادل الأدوار لخدمة عدونا الصهيوني، وتعمل على تقسيم الأمة وإضعافها أمام أعدائها في الداخل، بتقوية الرجعية وممثلي الرأسمالية الصهيونية، وفي الخارج أمام قوى الاستعمار الصهيوني الحديث بكل أشكاله وأدواته وأساليبه، وأننا نؤمن أن جماهير وشعوب الأمة العربية والإسلامية هي صاحبة المصلحة من هذا التغيير، ولا بد أن تكون هى الضامن بوعي والمدافع الحقيقي عن عملية التغيير هذه.
وبالتالي فإن البداية هي أنه لا بد من توفير آليات حقيقية وليست مصطنعة للرقابة والمتابعة والمحاسبة والعقاب، ففي الأول والأخير الصراع الدائر يضم طرفين فقط، هما معسكر ثورة الأمة الواعي، ومعسكر قوى التبعية والارتهان المضادة لثورة وعي الأمة، ولا ثالث لهما، وكل من يدعي عدم الانتماء لأحدهما كاذب، يستهدف إبقاء الأوضاع كما هي عليه الآن، الترقب في كل مرة متى يطرح الرئيس الأمريكي الجديد اتفاقاً جديداً وشروطاً جديدة تخالف سلفه، ولكنها تخدم أمن وبقاء وقوة وهيمنة "إسرائيل"، لذلك على كل من يؤمن بهذه الرؤية تبنيها والدعوة إليها والبناء على أساسها، وطرح أساليبها وأدواتها، واقتراح آلياتها وفعالياتها، ورفع شعاراتها، يوما وراء يوم، أبسطها الكتابة في منصات التواصل الاجتماعي، وأكبرها إذا تطورنا وتحملنا المسؤولية بصدق ففي الندوات والمؤتمرات والفعاليات والمناسبات والأنشطة والأعياد والأحداث.
أقول قولي هذا، والله ولي عباده المتقين والمناضلين الصادقين من أجل الحق والعدل والاستقلال والحرية.
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 08 فبراير-شباط 2021 07:15:12 م