|
يتمادى العدوان و المرتزقة في ارتكاب خروقاتهم اليومية لاتفاق السويد الخاص بالحديدة، من استحداث التحصينات القتالية، و إعادة تموضع للقوات والمليشيات التابعة لهم، و القصف الصاروخي والمدفعي، وإطلاق النار بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، والتحليق المتواصل للطيران الحربي والتجسسي في سماء محافظة الحديدة، والاستهداف المباشر للأحياء والتجمعات السكانية في مناطق متفرقة من المحافظة، إلى القصف الجوي المباشر والمتواصل للطيران التجسسي، مع بعض الخروقات التي يرتكبها لطيران الحربي الأمريكي والسعودي والإماراتي من وقت لآخر، وهي خروقات خطيرة، يقلل الأعداء من تداعياتها على اتفاق السويد، ويدفعهم الغرور والتعالي نحو التمادي في تكرارها، مستغلين تغاضي البعثة الأممية والمبعوث الأممي والأمم المتحدة عن هذه الخروقات التي لا تحتمل السكوت أو التجاهل كون تداعياتها ستكون كارثية ومدمرة ولن يكون هنالك أي سقف لها على الإطلاق.
بالأمس الأول رصدت غرفة ضباط الارتباط 367خرقا لقوى العدوان في الحديدة خلال 24ساعة فقط، شملت تحليق ما يقارب 22 طائرة تجسسية في أجواء مدينة الحديدة ومناطق الجاح والفازة والتحيتا والجبلية والدريهمي و39 خرقًا بالقصف المدفعي و297 خرقًا بواسطة الأعيرة النارية المختلفة، هذا السيناريو يتكرر يوميا في الحديدة على مرأى ومسمع البعثة الأممية التي لم تحرك ساكنا، وتكتفي بالمشاهدة والفرجة، والخطير في المسألة هي الخروقات الجوية من خلال القصف الجوي الذي تقوم بها الطائرات التجسسية والطيران الحربي والتي نص اتفاق السويد على إيقافه في المقام الأول ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، حيث دائما ما يستهدف القصف الأحياء والقرى والمناطق الآهلة بالسكان ومواقع الجيش واللجان في انتهاك صارخ لاتفاق السويد، كل ذلك والمبعوث الأممي مارتن غريفيث مايزال على عادته يشعر بالقلق، غير مكترث لتداعيات وتأثيرات ذلك على الاتفاق.
غريفيث غير مبال بملف الحديدة الإنساني البحت المرتبط بحياة ملايين اليمنيين ولا يجد في التطورات الخطيرة التي طرأت عليه ذات الصلة بالخروقات المتعلقة بالقصف الجوي، وينشغل بالخلافات والتباينات الحاصلة بين مرتزقة العدوان، وتصفية الحسابات التي تحصل بينهم وأسيادهم من الغزاة والمرتزقة والتي لن يكون آخرها عملية قصف مطار عدن الدولي عند هبوط الطائرة التي كانت تقل حكومة السفير السعودي، شاهدناه يصل إلى عدن ويتفقد المطار والأضرار التي خلفها القصف، وعلى إثر ذلك تم تشكيل لجنة تحقيق دولية في العملية، في الوقت الذي لم نسمع منه أي تصريح، ولم يصدر عنه أي موقف تجاه قصف المرتزقة لصالة عرس نسائي بمديرية الحوك بالحديدة، ولم يحرك ساكنا تجاه الخروقات اليومية لقرار وقف إطلاق النار وهو ما يهدد بانفراط عقد اتفاق السويد ونسفه بالكلية !!!
بالمختصر المفيد: عودة الغارات الجوية على الحديدة سواء عبر الطيران التجسسي أو من خلال الطيران الحربي لا يخدم ما تصفها الأمم المتحدة جهود إحلال السلام في اليمن، ولا تصب في مصلحة اتفاق السويد، ولا تخدم أي طرف يمني على الإطلاق، ومن غير المنطقي مطالبة الجيش واللجان الشعبية بالالتزام باتفاق السويد وغض الطرف عن الأطراف الأخرى، يجب تفعيل دور بعثة المراقبة الأممية وقيامها بواجباتها ومسؤولياتها التي وجدت من أجل القيام بها، يجب إيقاف الخروقات والانتهاكات اليومية التي ترتكب في الحديدة، الرهان على الحسم العسكري من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم رهان خاسر، ولا يمكن لاتفاق السويد أن يصمد في ظل تصاعد وتيرة الخروقات واتساعها بشكل يومي، وعلى الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن وبعثتها في الحديدة الشعور بالمسؤولية المنوطة بهم جميعا، وعدم التساهل والتهاون إزاء ذلك، سيزيد الماء على الطحين ويقع الفأس على الرأس، وحينها ستكون المعالجة صعبة للغاية وستكون كلفة ذلك باهظة جدا.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
في الإثنين 08 فبراير-شباط 2021 07:22:57 م