دوشة فبراير
عبدالمجيد التركي
عبدالمجيد التركي

 

انتهت دوشة 11 فبراير، وازدادت الأحقاد والبغضاء بين المؤيدين والمعارضين، وقام البعض من الأصدقاء بإلغاء صداقات كثيرة لا توافقهم آراءهم، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى حلبة مصارعة، كل فريق يريد أن يثبت أحقيته مقابل إبطال حجة الطرف الآخر.

لا أدري إلى متى سيظل يوم الـ11 من فبراير ساحة لقتال الناس في فيسبوك وتويتر.. ولماذا لا يلاحظون أن قادة هذه الثورة تركوا بلادهم بعد أن حولوها إلى أطلال، وذهب بعضهم لتقديم لجوء في إحدى الدول الأوروبية، وبعضهم ذهب إلى السعودية ليعمل مرتزقاً، وبعضهم حصد الجوائز التي نالها من دماء الشهداء، وبعضهم ظهر عليه الثراء الفاحش المفاجئ.

ولم يبق سوى العاطلين في فيسبوك يتقاتلون على هذه الثورة التي كان يقودها الإخوان المسلمون، وكان وقودها الشباب الأبرياء الذين سمعوا هؤلاء القادة وهم يصرخون في ساحة التغيير بمكبرات الصوت، منادين ومبشرين بقدوم دولة الخلافة الإسلامية.

غادرت توكل كرمان خيمتها، وانطلقت لاستلام جائزة نوبل، وأصبحت تعرف كل المطارات العالمية، ونالت جنسيات عديدة، وأصبحت تلقي محاضرات في الجامعات الدولية بالدولار، تتحدث فيها عن الثورة والحرية، وتتحدث عن اليمن بصيغة عجيبة، قائلة: «كنت أدعو شعبي.. وثرت لأجل شعبي».. وكأنها زعيمة لهذا البلد الذي أصبح كل مواطنيه شعبها.. وها هي قد تركت شعبها ولم تعد تفكر فيه بعد أن وصلت إلى ما وصلت إليه.

وذهب حميد الأحمر إلى تركيا لاستثمار أمواله وأموال أبيه التي كان يستلمها من السعودية مقابل الولاء والطاعة وخيانة اليمن، وتنفيذ ما يريده أرباب نعمتهم مقابل هذا المال الحرام.

وذهب علي محسن، حامي الثورة وحراميها، إلى الرياض ليسكن في فندق حقير، ينتظر وجباته وكشف أمين الصندوق لاستلام مرتبه الشهري مقابل إعطاء الإحداثيات لدولة العدوان السعودي، التي قصفت اليمن كما لم يُقصف بلد على هذه الأرض.

وذهب صعتر والزنداني للإقامة في الفندق ذاته، ويلتقطون الصور بابتسامة عريضة أمام الموائد الفاخرة، في الوقت الذي يرون فيه على شاشة الأخبار انتشال أطفال اليمن ونسائها من تحت الأنقاض بعد غارات العدوان، ومع ذلك يواصلون تناول ذلك الطعام الفاخر دون أن يرمش لهم جفن.. فينتهون من الأكل ويدعون لولي نعمتهم سلمان بالموفقية والسداد.

أي خطيئة ارتكبها هذا الشعب حتى يبتليه الله بمثل هؤلاء الحمقى وتجار الدين ومصاصي الدماء؟

* نقلا عن : لا ميديا


في الأحد 14 فبراير-شباط 2021 07:12:50 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3395