|
بالنسبة للاستخبارات الأمريكية والسعودية فإن اللعبة المفضلة لهم هي “القاعدة”.
الإرهاب بالنسبة لهم هو لعبة البيضة والحجر والحبل الذي يسيرون عليه في سيرك الشرق الأوسط الجديد.
كلما شعر الأمريكان والسعوديون بأن خيوط لعبتهم قد ارتخت أعادوا قطع الشطرنج إلى مربعها الأول الذي بدأوه في أفغانستان ونشروه في العراق وعمموه على سوريا وعاثوا به فساداً في اليمن وليبيا.
بعد أكثر من ثلاثة أشهرٍ من الإعلان عن القبض على الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب كشف موقعٌ أمريكيٌ عن أن الخبر لم يكن سوى محض افتراء.
شكك موقت “سايت” المتخصص في مراقبة نشاطات الجماعات الإرهابية في تقرير أممي سابقٍ أفاد بإلقاء القبض على المدعو “خالد باطرفي” زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
يومها تباهى التقرير الأممي بالقاء القبض على الإرهابي باطرفي لكنه لم يذكر الكثير من التفاصيل حول ملابسات الاعتقال وظروفه.
يومها أيضاً لم يساور احداً الشك في دقة هذه المعلومات فهي لم تأتي من أجهزة استخبارات عادية بل صدرت عن الأمم المتحدة التي تلقت تأكيدات أمريكية وسعودية بنجاح العملية.
لم يسارع أحدٌ لنفي هذه المعلومات ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن العملية قد تمت بالفعل.. فما الذي استجد وما الذي حصل..!
التقرير الأممي الذي اعده فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة وتابعته وكالة رويترز العالمية للأنباء تم تسليمه لمجلس الأمن ووفقاً للتقرير فقد اسفرت العملية النوعية عن القاء القبض على زعيم التنظيم ومقتل نائبه.
بدا الحديث عن هذه العملية يومها وكأنه انجازٌ نوعيٌ خاطف في سبيل القضاء على التنظيم الإرهابي على طريقة القضاء على تنظيم داعش في العراق والذي كاد أن يصبح دولةً بكل مقوماتها وأركانها.
لكن الحقيقة أن الإرهاب وهو الصنيعة الاستخباراتية القذرة فإنه لن ينتهي طالما وهذه الاستخبارات لا تزال تعبث في البلدان العربية ومنطقة الشرق الأوسط فمن يبعث الروح في هذه التنظيمات هو ذاته من يدعي محاربتها.
لم يقتصر تشكيك “سايت” على التشكيك في عملية القاء القبض على “باطرفي” فحسب بل أنه نثر دخاناً كثيراً حول ملابساتٍ أعقبت العملية أدت في النهاية إلى اطلاق سراح هذا الإرهابي من قبل الاستخبارات السعودية بعد القاء القبض عليه.
وفقاً لزعماء قبليين في مدينة البيضاء أحد أهم معاقل الجماعات المتطرفة فإن إطلاق سراح زعيم التنظيم الإرهابي ربما يكون عبارةً عن صفقة مع المخابرات السعودية والأمريكية.
الأمر لا يبدو مستغرباً ولا مستبعداً فالإرهاب صناعة استخباراتية أمريكية بتمويل وفكر وتجييش وهابي متطرف.
هذه هي حقيقة معادلة العلاقة بين الرياض والتنظيمات الإرهابية التي تغذيها وتدعمها في كل بلاد العرب والمسلمين.
أتفه ما خرج به زعيم التنظيم الإرهابي في شريطه الذي بثته مواقع التنظيم الإرهابي على الانترنت هو محاولة ربط التنظيم بما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد تحت قبة الكونجرس الأمريكي.
محاولة هذا التنظيم الإرهابي تبني التخطيط لاقتحام الكونجرس الأمريكي فكرةٌ غارقةٌ في السخف والابتذال فمن اقتحم الكونجرس هي مجموعات يمينية متطرفة لا تتعصب للعرق الأبيض فحسب بل تعتبر المسلمين عدوها الأول فكيف سيقوم هذا الذراع الاستخباراتي الإرهابي بتحريكها على ذاك الصعيد عوضاً عن أنهم أعجز من أن يقدموا على خطوةٍ كهذه.
أيّاً تكن حقيقة هذه الصفقة من عدمها فيما بين الاستخبارات الأمريكية والسعودية وتنظيم القاعدة فإن الجانب الأكيد هو أن التنظيمات الإرهابية المختلفة من داعش إلى القاعدة إلى النصرة وغيرها جميعها أذرعٌ استخباراتية إرهابية يحركها الأمريكيون والسعوديون لخدمة اجنداتهم القذرة.
في الثلاثاء 16 فبراير-شباط 2021 08:03:43 م