|
باتت مارب اليوم قاب قوسين أو ادنى من معانقة صنعاء وعودتها إلى وضعها الحقيقي ومكانها الصحيح تحت إدارة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء.
فمحافظة مأرب تكتسب أهمية استراتيجية عسكريا واقتصاديا وتاريخيا ً، نظرا ً لموقعها الذي يتوسط عدة محافظات، صنعاء والجوف والبيضاء وشبوة وحضرموت، وكذا ما تختزنه في باطنها من ثروات نفطية وغازية، وهو ما جعل تحالف العدوان يتخذ منها قاعدة عسكرية ومقراً لقيادة قواته وكذا اتخذتها حكومة هادي مقراً لما يسمى وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان التابعة لها.
ولكن في الفترة الأخيرة فقد اتخذت قيادة الجيش اليمني ولجانه الشعبية قرارا ً بضرورة تحريرها وعودتها إلى حضن الوطن، خاصةً بعد تمادي قوات هادي في ارتكاب عدة جرائم ضد النساء والتي كان آخرها اختطاف نسوة واقتيادهن إلى جهات مجهولة، إلى جانب تشديد الحصار من قبل قوات التحالف السعودي الإماراتي ومنع دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة وهو ما يهدد بتوقف الحياة و منها المستشفيات والمياه والصرف الصحي وانهيار القطاع الزراعي، والذي يهدد بحدوث كارثة إنسانية مضاعفة لما يحدث منذ بداية العدوان، وهو ما تعتبره حكومة الإنقاذ ضرورة تحرير مأرب لتخفيف معاناة المواطنين والاستفادة من ثروات مأرب والتي هي ملك للشعب وليست حكرا ً لجماعة الإخوان، ولذلك فقد اتخذت قيادة الجيش اليمني ولجانه الشعبية قرارا بضرورة تحرير مأرب والذي باتت قوات الجيش اليمني على مشارفها، وأصبحت صواريخها وطيرانها المسير يستهدف كل مواقع ومعسكرات ومقرات قوات تحالف العدوان وقوات هادي والتي استهدفتها بعشرات الضربات.
وأمام التقدم لقوات صنعاء والذي اصبح سقوط مأرب وشيكا ً تعالت الأصوات الدولية المنادية بوقف تقدم قوات الجيش اليمني ولجانه الشعبية، فما سمعناه من السفير البريطاني والخارجية الأمريكية والقلق لدى غريفيث كل هذا القلق ليس السبب كما يدعون حدوث كارثة إنسانية كبيرة، ولكن لان مأرب تعتبر آخر معقل للإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) وتعتبر كذلك مصدر ثروة لجماعة الإخوان، وسقوط مأرب معناه التقدم نحو شبوة وحضرموت وأبين وتحرير بقية المحافظات اليمنية، وخروج مأرب من تحت سيطرة قوات هادي يعني سقوط مشروع الأقاليم ونهاية لمخطط تقسيم اليمن.
فمعركة تحرير مارب هي المعركة الحقيقية التي سترسم ملامح المرحلة القادمة وستصنع النصر الحقيقي وهي من ستعلن فشل تحالف العدوان في حربه وعدوانه على اليمن وهي من ستعجل في إنهاء الحرب ورفع الحصار على اليمن.
فكما كانت مارب بوابة لدخول اليمنيين في الإسلام ووصلت جيوشهم إلى فلسطين بقيادة الملكة بلقيس ستكون اليوم بوابة للنصر وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن ونهاية لمخطط تقسيم اليمن.
في الخميس 18 فبراير-شباط 2021 07:30:42 م