|
تناقل الكثيرون أخبار الانتصارات الساحقة في مأرب، والتي أثارت جلبة عجيبة، وذلك لموقعها الاستراتيجي وكونها الكرت الأخير الذي يراهن عليه التحالف وزمرته.
كان شعار "قادمون يا صنعاء" طويل الأمد، حلماً راودهم، لكن لم يطالوه طوال تلك السنوات، وجعلوا من نهم والجوف ومأرب الطريق المرجو لتحقيق تلك الغاية، لكن أحلامهم تبددت وتساقطت حصونهم واحداً تلو الآخر، ولم يستطيعوا التقدم نحو صنعاء ولو قيد أنملة!
بعد أحداث مأرب الأخيرة أصبحت تصرفات العدو أشبه بما يسمى "جنون البقر"، فتارة يروجون لأخبار زائفة، وتارة أخرى ينشرون مقاطع فيديو يزعمون فيها أنهم أسروا العديد من رجال الله، وأنه لا صحة لتقدم المجاهدين في مأرب، بغرض تهدئة النفوس التي هاجت بمجرد معرفة أخبار انتصارات رجال الله.
إن أخبار سقوط مأرب في أيدي "الحوثيين" كما يعترف البعض منهم تثير جنون الكثير، بل وتجعلهم يتخبطون كمن مسه الجان.
مأرب العز والشموخ حري بها أن تكون في أيدي أهلها الكرماء الشرفاء الذين لا يرضون الاستعباد والمذلة بأيدي من اعتادت كروشهم وجيوبهم المال السعودي المدنس الذي به تشترى الأنفس الضعيفة لتبقى مسيرة لخدمتهم في أيدي هؤلاء العبيد.
ينطبق القول بأن مأرب عادت إلى الأنصار الشرفاء الكرماء الذين يمتلكون سيادة أنفسهم، من تسري في عروقهم الغيرة على أرضهم؛ من لا يرضون أن يدنسها غازٍ أو محتل.
ماذا جنت هذه الجارة السيئة طوال سنوات العدوان غير أنها استنزفت المال والرجال؛ غير أنها اليوم كلما قصفت في يمننا الغالي رد عليهم رجال الله بمثلها!
مأرب لم تسقط، مأرب عادت لقبضة أهلها الذين سيراعونها، ويجب على أهالي مأرب أن يدركوا بعد المشاهد الجلية أن الرفعة والمجد لهم مع بني جلدتهم لا مع من يطمعون في ثروات أرضهم ومن يطمحون للاستيلاء على حقوقهم؛ وليتخذوا من عدن وسقطرى عبرة، اليوم يستبدون بأهلها ويمعنون في إذلالهم بعد أن صفقوا لهم وأعانوهم على أن يكونوا الآمرين الناهين!
الأيام القادمة ستكشف المستور وستثبت صدق النوايا، ومأرب ستبقى حرة عصية بيد أهلها.
وبعد مأرب حتماً ستتغير المعادلات.
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 22 فبراير-شباط 2021 07:33:09 م