|
في هذا البلد لم نعد نشعر بشيء، فقد تساوى الشبع والجوع، وتساوى الوجود والعدم، ولم يعد يخيفنا شيء، بقدر ما تفرحنا أخبار المقذوفات والطائرات المسيرة التي تصل إلى عمق دولة العدو.
فقد الإنسان اليمني كل مقومات الحياة، ومات في قلبه كل طموح عدا طموح الانتصار على العدوان السعودي الإماراتي. ولا بد أن يتحقق هذا الطموح المشروع، بل بدأ يتحقق. وما نحتاجه هو المزيد من الضربات الموجعة والانتظار لسقوط عروش الطغاة وتحمُّل تبعات أعمالهم القذرة حين يكونون في موضع القصاص.
في بداية العدوان لم تكن السعودية تعترف بشيء اسمه الهدنة، فقد كانت تقصفنا بكل أحقاد الأرض، ولم تكن تستجدي المقاتلين اليمنيين وتتوسط بأطراف دولية لديهم بأن يتوقفوا عن إطلاق النار. وليتهم علموا وعقلوا أن الأيام دول، وأن كل واحد سيأخذ دولَه.
كانت رحى الحرب في أيديهم، وكنا نحن البذور المطحونة تحت هذه الرحى.. ودارت الأيام وأمسكنا نحن بقطب الرحى، وصرنا نديرها متى شئنا، ونطحن حسب جهودنا ومعداتنا البسيطة واستهانوا بقدراتنا، تماماً كما استهان فرعون بعصا موسى، وحشد السحرة من كل أرض، كما حشد بنو سعود الجيوش من كل بلد لقتالنا، واسترهبونا وجاؤوا بسحر عظيم، لكنه يظل كيد ساحر، ولا يفلح الساحر حيث أتى.. وانتصرت عصا موسى على جبروت فرعون وسحرته وجيوشه.. هي مجرد عصا، لكنها كل الحق، وهم كل الباطل.
لو تأمل بنو سعود وعيال زايد في قصة فرعون لما تجرأوا على خوض هذه المغامرة التي هي أكبر من حجمهم ومن شجاعتهم، فقد كان فرعون يرى كل المؤشرات التي تدل على هلاكه، لكنه واصل السير خلف موسى بكل كبر وغطرسة حتى لقي حتفه.
لا شك أنهم الآن يتمنون أن يخرجوا من مستنقع حرب اليمن، لكنه الكبر الذي يجعلهم يواصلون السير نحو الهاوية، لأنهم يريدون خروجاً مشرفاً، بينما الشرف ليس في قاموسهم، ووجوههم تلطخت بوحل هذا المستنقع المليء بدماء الأبرياء والأطفال والنساء، ومحال أن يخرجوا منه نظيفين ومنتصرين، لأن اليمني لا ينسى ثأره، ولا يبرد دمه دون أن يؤخذ بثأره.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 28 فبراير-شباط 2021 07:41:15 م