|
في وداع السيد المجاهد العلامة / سهل بن عقيل فاضت قرائح الشعراء – من علماء ومثقفين – بما فاضت به مشاعرهم لوداع علم من أعلام العلم والجهاد .. وبقراءتي لهذه المجموعة من القصائد وجدت فيها الشيء الكثير من المشاعر الفياضة ، وهي بمجملها تعكس مشاعر الحزن العميق وتقدم – في الوقت ذاته – شيئا من مسيرة الفقيد الراحل بأسلوب أدبي جميل .. بينما ترفض بعض الأبيات الاعتراف بالموت كنهاية محتومة لكل مخلوق ، أو تقرر أن ما رحل ما هو إلا الجسد ، بينما تظل الروح باقية ، تطلُّ علينا بأخلاق السيد العلامة ومواقفه ومبادئه ..
صلاح الشامي
بين يدي العالم المجاهد السيد / سهل إبراهيم بن عقيل
العلامة / عباس إسماعيل إسحاق
ترجل عنا في غرة رجب الأصب فارسٌ عَلَم، عالم تقي عارف محقق ورمز من رموز الصوفية، المجاهد الذي حمل سيف الشريعة الظاهرة وصقله بنور الحقيقة الباطنة، وسلطه على كل الطغاة والظالمين وأهل الضلالات بالكلمة والكتابة، حتى وصلت المواجهة إلى ذروتها فحمل السلاح جنباً الى جنب مع قيادة أنصار الله، ممثلة بقائد الثورة المباركة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ومعهم القوات المسلحة واللجان الشعبية والشرفاء المخلصون من أبناء هذا البلد الطيب، في مواجهة التحالف الشيطاني السعودي الصهيوأمريكي، وإعلان الجهاد ضد المعتدين المجرمين..
كما أنار قلوب طلابه ومريديه بمنهج الحق، ومثل لهم القدوة في مواجهة الباطل بقوه الحق .. إنه العالم المجاهد الحبيب سهل إبراهيم بن عقيل، رضوان الله عليه.
عزائمه من الجوزاء أعلى
عباس إسماعيل إسحاق
توفاه الآله فقال : أهلا
وكان المستحيلُ لديه سهلا
نعم (سهلُ ابن إبراهيم) كانت
عزائمه من الجوزاء أعلى
سليلٌ وارثٌ علمٌ حكيمٌ
ويحذو حذو من سبقوه فضلا
تقيٌ عالمٌ ورعٌ كريمٌ
يحقق علمه قولاً وفعلاً
همامٌ كان للأعداء حرباً
وفي إقدامه لم يُبْدِ ذُلّا
تراه بكل إقدام جسورا
فلا يخشى سوى مولاه جَلّا
له في كل مكرمة مقال
كغيث بالعطاء إذا استهلا
يمد السالكين هدى وعلماً
ومعرفةً وأخلاقاً ونُبلا
بشهر الله شاء الله أمراً
أيا رجب الأصب أردت إلا
تزف – ولم تُراع أهل ودٍّ –
إلى الفردوس هذا الحِبَّ سهلا
عليه من الإله دوام غيثٍ
من الرحمات أنواراً تجلّى
وصلى الله في علياه صلى
على خير الورى عزاً وفضلا
كذا آلٍ وأنصارٍ وصحبٍ
وأتباعٍ وصلى الله صلى
__________________________________
نبراس المكارم
عبدالقوي الجنيد
الطرف كلَّ وكان غير كليلِ
واعتل جسمي وهو غير عليلِ
وطفقت من فرط الأسى في حسرة
لما سمعت النعي قبل قليلِ
في فقد نبراس المكارم والعلا
بحر العلوم ومنبع التأويلِ
مفتي تعز العالم النحرير مَن
أحيا القلوب بمحكم التنزيلِ
وهدى الأنام إلى الهدى بسماحة
من بعد طول الجهل والتجهيل
الجهبذ السامي الحبيب المجتبى
سهل ابن إبراهيم نجل عقيل
من عاش بالحق المبارك صادعاً
في وجه كل منافق وعميل
لم يخش في الرحمن لومة لائم
أبداً ولم يفزع من التهويل
فهو الحسام السمهري على العدى
والليث، كاسر شأفة التضليل
كلماته الغراء نهج سعادة
وعلى الطغاة تعج بالتنكيل
فهو الذي أفنى الحياة مجاهداً
أذناب أمريكا وإسرائيل
ويجرع العدوان سماً ناقعا
بنبوغه في فعله والقيل
عضب صقيل في الوغى متوقد
إن لاح عضب الغير غير صقيل
ومبارك العزمات سجاد الدجى
سيماه في التوراة والإنجيل
تنسيك أعوام المرارة لحظة
بجواره فتراه خير خليل
حاز المناقب كلها سبحان مَن
جعل المحاسن فيه كالإكليل
خير الخيار وسيد الأبرار مَن
بث الحماس بروح هذا الجيل
ودعا للم الشعث إثر تفرق
أنى له بمشابه ومثيل
سهل على الأبرار ممتنع على الـ
فجار أردى الغي في سجيل
بدأ الحياة مقارعاً إنجلترا
واليوم يختمها بآل سلول
جمع الولاية والفصاحة والبلا
غة والشهامة دائم الترتيل
الزاخر البحر العباب إذا أتى
أمراً يؤيده بخير دليل
يمتاز بالرأي السديد وحنكة
ورزانة وبدقة التحليل
كم كان للمستضعفين مناصرا
بل كان للأيتام خير كفيل
وتفيض منه الرحمة العظمى بلا
حد بطبع ماجد ونبيل
حر أبيٌّ صادق متصدق
يسمو بمجد مشرق وأثيل
أدهى الدهاة وأعظم الشجعان كم
يشفي بقول الحق كل غليل
زاكي الأرومة شامخ متواضع
أسدى لمن وافاه كل جميل
يا رب فارحمه بأعظم رحمة
واجبر بلطفك ضعف خير نزيل
واجعله في أعلى الجنان مجاوراً
خير البرايا في أجل مقيل
أحسن عزاء الأهل عظم أجرهم
واسعفهمُ بالسؤل والمأمولِ
ثم الصلاة على النبي المصطفى
في كل صبح باكر وأصيل
والآل والأصحاب أرباب الهدى
والتابعين لهم بخير مقيلِ
_______________________________
*****************
بكيتُ على ” سهلٍ ” في وداع سيدي سهل بن عقيل
«حسين العماد»
بكيتُ علىٰ مَن بعدهُ الدهرُ لن يسلو
حفيد عقيلٍ ليت نسيانهُ سهلُ
فلم ينسَ أصحاب النبي نبيهُمْ
لأن لهُ نسلٌ و(سهلٌ) لهُ نسلُ
وكل أبٍ يبكي ويشكو فراقهُ
لكثرة ما يغتال أبناءهُ الجهلُ
وما أبْصَرَتْ أمٌّ كهذي مصيبة”
وباب دموع الأمِّ لَيْسَ لَهُ قُفْلُ
تَحَارُ بحور الشعر في وصف مثله
فلا وافرٌ يوفيهِ قدراً وَ لاَ رَملُ
ليفرح أبناء الحرام بموتهِ
ومن جاء حال الحيض والنغلُ والنذلُ
لأن بني صهيون قالوا لبعضهم
إذا انتصر الأنصار أنّى لَهُ الْفَضْلُ
عليهِ بكى جفني وتبكيه مقلتي
وما لي سوى حزني على فقدهِ شغلُ
وأَزْجُرُ نَفْسِي كيف شاركت دفن مَن
لهُ في اختلاف الناس الْمَنْطِقُ الْفَصْلُ
على سيّدي سهل” بكيت لأنهُ
لهارون طه والوصي حيدر الشبلُ
وَأكبرنا سناً .. بكاهُ كطفلةٍ
وَ أصغرنا من بعد فقدانه كهلُ
وصنعاءُ فاض الدمع منها وصعدةٌ
كذاك تعزٌّ لا يقرُّ لها كحلُ
فابن عقيلٍ أعقل الناس قد مضىٰ
ولم يبق للزيديّ والشافعي عقلُ
فكم فاض بِالْخيرات فَيْضاً، ولَيْسَ فِي
عطاياهُ ميعادٌ وَ لاَ وعدهُ مطلُ
لهُ بينَ مجرى القولِ آياتُ حكمة ٍ
وحكمتهُ منها الفكاهة لا تخلو
لقدْ علّق الأنصار “سهلٌ” بحبهِ
ومات وَلاَ مِنْهُ لِذِي صَرخةٍ وَصْلُ
بكيت على سهلٍ لعلمي بأنهُ
إمامُ هدىً إن غاب يلتهب القتلُ
وبتُّ أداري الحزن والدمع فاضحي
رضيت بحكم الله مَنْ حكمهُ العدلُ
شجاعٌ لهُ بأسٌ شديدٌ وحنكةٌ
وعينين يخشىٰ منهما الجدُ والهزلُ
فمن مثلهُ أفتىٰ وما خاف حاكماً
ولم يخش عدواناً ولا هزّهُ نصلُُ
ومن مثل سهلٍ كان سهلاً كاسمهِ
وأسهل ما فيهِ السماحةُ والبذلُ
وإن قصّر الأنصار في حقهِ فلن
يقصّر ربُّ الكون في الخلدِ والرسلُ
وفي جنة الرضوان لاقى رفاقَه
فلا دار خلدٍ ليس يسكنها سهلُ
كأن خليل الله نادى باسمهِ
أيا ابن إبراهيم أنت لنا خلُّ
كأن الإله اختص سهلاً بجنةٍ
بهِ وبآل البيت قيمتها تغلو
كأن إلهي أودع الأرض كنزهُ
كأن سواهُ الفرع لكنهُ الأَصْلُ
فَلاَ تَسْأَلَنّي كيف أبكيك سيدي
وفي (إب) أيتامٌ وفي (تعزٍ) ثُكلُُ
فراقك يا مولاي فيه بَلاَؤنا
بدونكَ دنيانا تمرُّ ولا تحلو
وحتى وإن ووريت يا سهل في الثرى
فأنت جوار الله تنزلُ ، أو تعلو
وعذراً إذا مثلي تجرأ جاهلاً
أيرثو إمام الشعر والشعرا طفلُ
________________________________
شيخ الجهاد
في رثاء سيدي الحبيب/ سهل بن إبراهيم بن عقيل باعلوي رحمه الله ورضي عنه…
«طلعت سلطان»
نُعزّي الكرام بفقد الكريم
وشيخ الجهاد وليث السُرى
عظيم المقال وعين الرجال
وسيفُ على الظالمين انبرى
سليلُ المهاجر .. بيت كريم
ونجلُ لقُطبٍ عظيم الذُرى
فسهلُ عقيلُ فقدنا وكم
بفقد الرجال تزول العُرى!
فيصدع بالحق لا للخنوع
وليس يداهن أهل المراء
ويشحذُ بالهمّ كل القلوب
ويدعو لتوحيد كل القرى
لرد العدو وحفظ البلاد
وتحرير ما كان مُستعمرا
فلا المكر يثنيه يوما ولا
خيانة من خان أو دبرا
فبالعلم عاش وأفنى به
سنيناً يطالع ما قد جرى
فبث العلوم وردّ الخصوم
وأعلن بالصدق ما أُنكِرا
وبالعزّ عاش السنين الخصاب
بخير مقامٍ وخير القُرى
إلى حين خانت جميع العهود
رويبضُ عصر الغثاء القهقرا
فشد لآزال كل المسير
ليختم عمراً بها أزهرا
فابكاك يوماً رحيل الكرام
وها نحن نبكيك يا حيدرا
فما كنت تأبي الخطوب الجسام
لأجل الفضائل أن تشهرا
وقد عشت خيراً وجاء الحِمام
فلله حكماً وما قدّرا
وما متّ يوماً وأنت الشهيد
وما غبت شمساً وأنت السُرى
عليك السلام كما رُمتَهُ
ورضوان ربٍ كنهرٍ جرى
وتغشاك رحماته يا هُمام
إلى يوم بعثٍ وأن تُحشرا
وحمداً له من إلهٍ عظيم
وصلِ وسلّم على الأنورا
محمد خير الورى رفعةً
وآل وصحب ومن حررا
……ً……….ً………………………
صنعاء.غرة رجب المعظم ١٤٤٢ه
__________
سيد الأقمار
في وفاة العالم الجليل سيدي سهل بن عقيل مفتي محافظة تعز
«الاسيف: محمد سعيد الجنيد»
يا عبرة الحزن هلّى اليوم وانسكبي
وابك معي سيد الاقمار والشهب
وابك معي يا بحور الشعر وارتجلي
حزن السعيدة في شعري وفي أدبي
إنا افتقدناه رمزاً في مسيرتنا
وعالماً أغدق الآفاق كالسحب
من أين أندبه يا حزن خذ بيدي
كل القواميس لا تقوى ولا الكتب
تبكيك( يا سهل)
أحزاني التي نشبت
بين الخوافق لم تهدأ ولم تغب
تبكيك للعلم للإسلام أجمعه
لأمةٍ مُزقت بالقرن والذنب
تبكيك هيجاء هذا الشعب في ألمٍ
لأنك الصارم البتار بالخطب
هذي تشابيب حرفي فيك قد صدحت
وعبرة الآه في الأحشاء كاللهب
لأنني مدنف قامت قيامته
لما نعاك أبو الأبطال والرتب
السيد الشهم في حزن وفي أسف
لأنت وحدك جيش ضارب لجبي
سلام ربي عليه رائداً وأباً
وقبلة لمعالي العزم والنصب
جاهدت حتى لقيت الله منتصراً
ولم تبالِ بجيش الكفر والعرب
إني حزين كصنعاء التي دمعت
يا بن الأكارم في الجلا وفي الحسب
خذها بقبتها الخضراء باكية
كعبرة الغيث تندي قبرك الرحب
* محافظة الحديدة 14 /2 /2021
____________________
نورٌ على نور
بشير عوهج
إن كان قلبك مكلوماً لفُــرقته
وشئت حقاً ترى من نوره الأجلى
فولّ وجهك شطــر الوارثين له
وانظر إليهم تراهم سيدي سهلا
( نور على نور ) يهدي الله برحمته
لنوره من يشا .. سبحانه جلّا
والحمد لله حمد العارفين به
في كل حال على ما قدر المولى
9 رجب 1442 .. 22 فبراير 2021
في الإثنين 01 مارس - آذار 2021 07:30:19 م