|
بعد تحرير نهم.. حشد تحالف العدوان لمعركة الجوف من العدة والعتاد ما لم يحشد مثله لأي معركة أخرى منذ بدء العدوان قبل خمسة أعوام..
فقد كانوا يرون سقوطها في يد صنعاء في يقظتهم وأحلامهم وهو ما أصبح واقعا لا محالة منه، رغم دفاعهم المستميت عن جغرافية الغيل والحزم طوال شهر ونصف.. وعلى كل المستويات وفي شتى المجالات الإعلامية والعسكرية..
وخوفا من عار الهزائم المتلاحقة.. حمَّلوا الإصلاح مسؤولية الهزيمة وتبرأوا منهم وجعلوهم شماعة يعلقون عليها فشلهم الذريع كالشيطان تماما، كما ورد في قوله تعالى “وَإِذ? زَ?َّنَ لَهُمُ ?لشَّ??طَـ?نُ أَع?مَـ?لَهُم? وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ?ل??َو?مَ مِنَ ?لنَّاسِ وَإِنِّ? جَار لَّكُم?? فَلَمَّا تَرَا?ءَتِ ?ل?فِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى? عَقِبَ??هِ وَقَالَ إِنِّ? بَرِ??ء مِّنكُم? إِنِّ?? أَرَى? مَا لَا تَرَو?نَ”..
والحقيقة التي لم يستطيعوا طمسها..أنها لم تكسر أنف الإصلاح وشوكته فحسب.. بل تحطمت أنوف أسياده الطغاة والمستكبرين.. وتجرعوا مرارة الهزيمة رغما عنهم.. وسيتجرعون غدا آثارها المتلاحقة.. ولن يجدوا لهم مفراً من عقاب واشنطن لهم على فشلهم الكبير..
ولذلك أقبل بعضهم على بعض يتلاومون ويتلاعنون.. ولشدة خوفهم وإفلاسهم واحتراق أوراقهم ذهبوا للتمترس خلف غريفيت البريطاني لإيقاف عجلة الانتصارات الإلهية الزاحفة نحو مارب..على أمل أن يحققوا بالسياسة ما لم يتمكنوا من تحقيقه بالحديد والنار..وهيهات لهم ذلك..
واعتزازا بنصر الله الحاسم وتأييده الكبير نوجه دعوتنا لأحرار مارب: مدوا أيديكم إلى يد صنعاء الممدودة إليكم بالسلام.. ولا تثقوا بوعود الخارج وإغراءاته، فستحرقكم وتهلككم كما فعلت بأسلافكم.. وسيروا في الأرض وانظروا كيف كانت عاقبة الذين من قبلكم..
وإلى قوى العدوان..لقد كان لنا ولكم في ما مضى من المعارك عبرة لو كنتم تعقلون.. فما عجزتم عنه في أعوام قوتكم وشدة بأسكم فأنتم اليوم عن تحقيقه أعجز.. والخير لنا ولكم في إيقاف العدوان لا في استمراره.. قال تعالى “إِن تَس?تَف?تِحُوا? فَقَد? جَا?ءَكُمُ ?ل?فَت?حُ? وَإِن تَنتَهُوا? فَهُوَ خَ??ر لَّكُم?? وَإِن تَعُودُوا? نَعُد? وَلَن تُغ?نِ?َ عَنكُم? فِئَتُكُم? شيئاً وَلَو? كَثُرَت? وَأَنَّ ?للَّهَ مَعَ ?ل?مُؤ?مِنِ?نَ”..
ولا عدوان إلّا على الظالمين
وحسبنا الله ونعم الوكيل هو نعم المولى ونعم النصير..
في الجمعة 12 مارس - آذار 2021 07:29:01 م