|
حالة من الغليان والغضب الشعبي العارم يشهدها الشارع الجنوبي وبالتحديد في عدن وحضرموت وذلك على خلفية تردي الأوضاع المعيشية وتراجع مستوى الخدمات الأساسية وعدم صرف المرتبات بالتزامن مع إقرار حكومة السفير السعودي جرعة سعرية جديدة شملت المشتقات النفطية والسلع الأساسية قبيل حلول شهر رمضان المبارك رغم سيطرة الحكومة المزعومة على كافة الإيرادات بما في ذلك عائدات الغاز والمشتقات النفطية والتي تذهب لحسابات وأرصدة هوامير الفساد .
الموظفون في المحافظات الحرة بلا مرتبات وهم يشكلون الغالبية في كشوفات المرتبات ، وهو ما يجعل من صرف المرتبات لبقية الموظفين في. المحافظات المحتلة الواقعة تحت سلطة حكومة السفير السعودي من المسلمات التي لا مجال للنقاش والأخذ والرد حولها ، إلا أن مافيا الفساد تحول دون ذلك ، ما استدعى خروج المواطنين في عدن وحضرموت في مسيرات جماهيرية حاشدة للمطالبة بإسقاط حكومة السفير وصرف المرتبات والتراجع عن جرعة الموت التي تم تمريرها والتي تعد قاصمة لظهور المواطنين وخصوصا في ظل انقطاع المرتبات وقرب حلول شهر رمضان المبارك.
المتظاهرون في عدن اقتحموا قصر المعاشيق والمباني الخاصة بسكن وزراء حكومة السفير السعودي ، في خطوة أطلقوا عليها مسمى الزحف الأكبر والتي انطلقت من ساحة البنوك بمديرية كريتر ، حيث ردد المتظاهرون الهتافات المناهضة لحكومة السفير السعودي ، وما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي ، على خلفية ارتفاع الأسعار وتردي الأوضاع المعيشية وتراجع مستوى الخدمات العامة ، والذي زاد الأوضاع تفاقما وأوصل السواد الأعظم من المواطنين إلى حالة من الفقر والعوز والحاجة .
هذا الحراك الشعبي أجبر حكومة السفير السعودي على مغادرة قصر المعاشيق على متن زوارق بحرية إلى مقر قوات الاحتلال في البريقة ، وسط تأكيدات بالمضي في التصعيد إلى حين إسقاط الحكومة ووضع حد للفساد المستشري في مفاصلها والشروع في صرف المرتبات وتحسين مستوى الخدمات والتراجع عن الزيادات السعرية المجحفة التي تم إقرارها .
والغريب في تلكم الاحتجاجات التركيز على حكومة السفير دونما إشارة إلى الدور القذر للاحتلال السعودي والإماراتي في تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية في المحافظات الجنوبية ، فالسعودية والإمارات تعملان على قدم وساق على الشرعنة للفوضى والانفلات الأمني ودعم المليشيات التي تتبعها وتدين لها بالولاء والطاعة والتي باتت هي المتحكمة بالثروة والسلطة ، فمنذ التوقيع على ما يسمى اتفاق الرياض بين أطراف الصراع الجنوبي لم يلمس الشارع الجنوبي أي أثر لمضامينه ذات الصلة بالأوضاع المعيشية والاقتصادية والأمنية ، بل على العكس من ذلك تماما ، تحول الاتفاق المزعوم إلى بؤرة لإذكاء الفتن وإشعال الصراعات وافتعال الأزمات ، واختلاق المزيد من التعقيدات التي تنعكس آثارها سلبا على أمن واستقرار ومعيشة المواطنين ، وهو ما يحتم على الحراك الشعبي الجنوبي توجيه بوصلة العداء صوب السعودية والإمارات ، فهما من تعبثان بالجنوب ، وهما السبب في الحال الذي وصل إليه ، والأوضاع التي يعيشها أبناء الجنوب خاصة واليمن عامة ، ولا تعويل على حكومة السفير ، لأنها مجرد كيان ديكوري ، وشماعة يعلق عليها الاحتلال السعودي والإماراتي تداعيات سياسته التدميرية لكل ما هو جميل في مختلف المحافظات الجنوبية .
بالمختصر المفيد: يجب أن ترتفع الأصوات المطالبة بطرد الاحتلال السعودي والإماراتي من المحافظات الجنوبية ، إذا ما أراد الحراك الشعبي الجنوبي تجاوز الأوضاع الراهنة بكل مآسيها ومنغصاتها ومكدراتها ، حكومة معين عبدالملك مجرد أداة بيد السفير السعودي ، صاحب القرار والسلطة فيها ، السعودية والإمارات بيت الداء وسبب كل المصائب والنكبات والأزمات التي يعيشها اليمن واليمنيون في عموم أرجاء الوطن ، ويجب أن تتوحد الأصوات وتتكاتف الجهود لتطهير البلاد من دنس الغزاة والمحتلين وسيصلح الله بعد ذلك كل شؤوننا وتستقيم أحوالنا وتستقر أوضاعنا .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
في الجمعة 19 مارس - آذار 2021 07:14:19 م