“الإصرار على السلام الأعرج..!”
مجيب حفظ الله
مجيب حفظ الله

“سقوطها سيشكّل فاجعة سياسية وإنسانية”.. هكذا وصف السفير الفرنسي تقدم قوات صنعاء صوب مدينة مأرب متجاهلاً في حواره مع “صحيفة الشرق الأوسط” السعودية أن ثلاثين مليون يمني يعانون منذ ستة سنين من آثار وتبعات الحرب العدوانية المجرمة والحصار الخانق الذي تفرضه علينا قوى العدوان برعاية أمريكية غربية أممية كاملة..

تصريحات السفير الفرنسي ليست سوى مؤشرٌ يعكس اختلال موازين الانسانية لدى الغربيين والأمريكان والأمم المتحدة والعالم كله..

ينظر هؤلاء لإحلال السلام في اليمن من الزاوية التي تتعامل معه بها قوى العدوان وبالتالي فإن كل ما يقدمه الأمريكان والغرب والأمم المتحدة من مبادرات ورؤى لإحلال السلام في بلادنا ليس أكثر من صورةٍ منعكسةٍ لرغبات ومطامع واملاءات قوى العدوان مغلّفةٌ بأقنعةٍ تشبه الوجوه المشوهة لهؤلاء..

من واشنطن الى لندن إلى باريس إلى مبنى الأمم المتحدة في نيويورك ومجلس الأمن يعاد صياغة أهداف الحرب السعودية الإماراتية على بلادنا بصورة مبادرات ومناشدات تدعو لإيقاف الزحف وتناشدنا القبول بالاستسلام تحت يافطة السلام المهين..

يقول أحدث بيانات الخارجية الأمريكية بشأن مساعي السلام في بلادنا والذي نقلته “وكالة الصحافة الفرنسية” بأن مقترح واشنطن والأمم المتحدة لوقف اطلاق النار سيعالج الوضع الانساني هناك فوراً..

الطريق لمعالجة الوضع الانساني في بلادنا لا يحتاج الى مفاوضاتٍ أو حوار أو مبادرات سلام فالخطوة الأولى يجب ان تتم بصورة فورية وغير مشروطة والمتمثلة في رفع الحصار عن الموانئ والمطارات وعدم تقييد حركة السلع الأساسية وإمدادات الوقود لبلادنا ومن بعدها يأتي إيقاف اطلاق النار في كل الجبهات كنتيجةٍ حتمية لمبادرة رفع الحصار عدا ذلك فكل تلك املاءات لا تختلف على الإطلاق عن كل ما حاولت الرياض وأبوظبي فرضه في بلادنا بالقوة العسكرية العاجزة..

تحت عنوان كيف تنهي حرباً لم تكسبها تنقل “وكالة رويترز” عن ثلاثة مصادر قالت أنها شاركت في المحادثات الأخيرة بشأن السلام مع الحوثيين أن مطالبة صنعاء برفع فوريٍ للحصار على ميناء الحديدة يمثل عقبةً في وجه نجاح تلك المحادثات..

إذن هذه هي الحقيقة ولا حقيقة على الأرض سواها يريد من الأمريكان والغربيين والأمم المتحدة والاعداء والأصدقاء والأشقاء أن نوقف اطلاق النار دون أن تكون هناك بادرةٌ لرفع الحصار المفروض على موانئنا ومطاراتنا..

معادلةٌ مختلة الموازين تؤكد بأن كل ما يقوم به هؤلاء ليس اكثر من استكمال لما يقوم به العدوان منذ ستة أعوام فما لم تقدر الرياض وأبوظبي أن تفرضه علينا بالقوة تحاول واشنطن ولندن وباريس والأمم المتحدة ان تنتزعه منّا تحت يافطة سرابات السلام..

يؤكد مبعوث السلام الأمريكي إلى بلادنا أن الرياض تبدي استعداداً لتقديم تنازلات للمضي في ايقاف هذه الحرب لكن الحقيقة ان التنازل الوحيد الذي لمسناه من قبل السعوديين هو اعلانهم القبول بتحقيق كل اهدافهم التي عجزوا عن تحقيقها طيلة حربهم العبثية الفاشلة على بلادنا ولكن باسم السلام..

في تعليقه على التحركات الأمريكية المحمومة هذه الأيام يشدد المدعو “عادل الجبير” على أن الرياض دعمت وفقاً لوصفه كل جهدٍ وكل مبادرةٍ لإيجاد حلٍّ لما اسماه بالصراع اليمني..

الدعم الوحيد المطلوب منكم لإيقاف هذه الحرب هو فك الحصار وإيقاف الغارات ومن بعدها ستتلاحق خطى السلام كما تتلاحق حبّات عقد “المسبحة”..

عدا ذلك فإن الحديث عن سلامٍ من جانب قوى العدوان ليس أكثر من اسطوانةٍ مشروخةٍ غارقةٍ في دماء الأبرياء فيما العالم المنافق كله يقف شاهد زورٍ على استمرار هذه الحرب وهو يدعو الضحية لإيقاف دفاعها عن نفسها والكف عن الرد على المجرم الذي يريد ان يذبحها..!

 * نقلا عن : السياسية


في السبت 20 مارس - آذار 2021 07:39:17 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3535