|
لا يستطيع أحدٌ أن ينكر أن إيران قد أذنبت بحق العرب ذنباً لا يغتفر، الأمر الذي جعل الكثيرين منهم يرون فيها اليوم العدو رقم (1) للعرب وليس "إسرائيل"!
وماذا فعلت "إسرائيل" أصلاً بالعرب حتى يصنفوها ويضعوها في خانة الأعداء؟!
وبالتالي إذا سمعتم أحداً اليوم يقول هذه العبارة مبرراً طبعاً عملية التطبيع مع "إسرائيل": "إسرائيل ولا إيران"، فالتمسوا له العذر حتى تعرفوا حقيقة ما اقترفته إيران بحق جيرانها العرب!
فما الذي اقترفته إيران بحق جيرانها يا ترى؟
الذنب الوحيد بصراحة الذي اقترفته إيران هو أنها قررت يوماً التعملق، ليس على حساب العرب طبعاً، وإنما في جوارٍ عربيٍ يعج بالأقزام؛ جوارٍ عربيٍ اختار لنفسه أن يكون منبطحاً وخانعاً ومستسلماً؛ جوارٍ افتقر ولايزال لأي مشروعٍ إمبراطوريٍ أو حضاريٍ عربي جامع وشامل!
هذه في الحقيقة هي الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها إيران بحق العرب، فهل رأى التاريخ جريمةً أشد جرماً وبشاعةً من هذه الجريمة؟!
مع أن إيران في محاولةٍ منها للتقليل من آثار هذه الجريمة ووقعها على العرب قد اقترحت على لسان رئيسها الأسبق أحمدي نجاد ذات يوم وكحلٍ وسط أن تقاسم العرب حصاد ومكاسب هذه الجريمة لعلهم -من يدري- يغفرون لها جريمتها تلك أو حتى يتكيفوا معها قليلاً؛ اقترحت مشروعاً نووياً إيرانياً عربياً مشتركاً على أنقاض المشروع الإيراني، وخليجاً يكون (إسلامياً) لا فارسياً ولا عربياً، لكن العرب وكما تعلمون يأبون الضيم ولا يقبلون الظلم على أمريكا و"إسرائيل" أن تتجرأ عليهما إيران وتقرر (عيني عينك) التعملق!
أما "إسرائيل"، ماذا فعلت بنا؟
لا شيء يمكن أن نقارنه بجرم إيران!
كل ما فعلته هو أنها فقط اغتصبت فلسطين وهجرت أبناءها قسراً وارتكبت بحقهم أبشع الجرائم والمجازر على مدى أكثر من 70 عاماً ليس إلا!
فهل نسمي هذا جرماً؟
ما فعلته هو أنها قامت وفي 5 أيامٍ فقط باجتياح أراضٍ شاسعة من مصر وسوريا والأردن في حربٍ خاطفة ومفاجئة قتلت خلالها عشرات الآلاف من أبنائنا الجنود التائهين في الصحراء غيلةً وغدرا!
فهل نعتبر هذا عدواناً؟
أما اجتياحها للبنان ووصولها إلى بيروت وتدميرها وكذلك احتلالها وتدميرها لجنوب لبنان في المرة الأولى والثانية، فيستحي الإنسان منا بصراحة أن يذكر مثل هذا الكلام أو يورده حتى من باب العتاب!
طبعاً هذا جزء بسيط من (جمائل) "إسرائيل" بحق العرب بكل شفافية وصراحةٍ ووضوح!
فلماذا كل هذا التحامل عليها كما لو أنها هي من جهزت للعرب وأعدت أكثر من 200 رأسٍ نووية؟!
لماذا كل هذا التحامل على من يُطبّعون علاقاتهم معها إذا كانت أصلاً لا تريد منهم شيئاً سوى منحها تذاكر عبورٍ للوصول إلى خيبر والمدينة لزيارة أضرحة أوليائها هناك؛ حيي بن أخطب وسلام بن مشكم ومرحب بن الحارث و… و… و... وغيرهم من أولياء وأحبار يهود في مقابل ما سيعود على العرب من منافع وامتيازاتٍ تسمح لهم بزيارة "إسرائيل" زرافاتٍ لا لشيء سوى للتباكي على نخوةٍ أضاعوها هناك عند حائط المبكى؟!
وعليه أيها المطبعون المنبطحون:
إن عاب عليكم أحدٌ ارتماءكم في أحضان "إسرائيل" فلا تبتئسوا.. ارفعوا (مؤخراتكم) عالياً وقولوا له بكل فخرٍ: "إسرائيل" ولا إيران!
عاد شي معاكم خبر يا حثالة الكون!
قلك "إسرائيل" ولا إيران!
* نقلا عن : لا ميديا
في السبت 20 مارس - آذار 2021 07:43:08 م