“التحوّل في خطاب أبواق ابن سلمان.. هزيمةٌ أخرى!”
نصر القريطي
نصر القريطي

 

بعد ست سنوات من الحرب العدوانية على بلادنا نجد أنفسنا مضطرين للإجابة عن سؤالٍ تاه أحفاد الشيطان في البحث عن إجابةٍ له.. ذاك السؤال أتت الإجابة عليه كعنوانٍ لمقالةٍ لأحد الكتّاب السعوديين المأجورين..

على طريقة الطفل الباكي يجيب هذا الكاتب عن تساؤلٍ طرحه بشأن أهداف المملكة من دخول هذه الحرب التي وجدت نفسها عالقةً بين سندان فشلها ومطرقة الخوف من انتقال النار الى طرف ثوبها فلا أوهام عاصفة الحزم تحققت ولا سرابات عاصفة الأمل وجدت طريقها الى قلوب اليمنيين ومعيشتهم..

لربما يكون من المنطقي أن يتهرب المسئولون السعوديون من الإجابة على هذا السؤال لكن أن تسعى أبواق ابن سلمان لوضع نظرياتٍ تناقض ما صرح به سيدهم وقادته العسكريون منذ اليوم الأول لهذا العدوان فذاك يجعل موقف مملكة الشر السعودية أكثر خزياً وأكثر انكشافاً للعالم كله..

“ما الذي تبحث عنه السعودية في اليمن..!” سؤال سوف نقف ساخرين وإياكم من طريقة تعاطي الأبواق السعودية الرخيصة في الاجابة عليه بعد ست سنواتٍ من الحرب العدوانية على بلادنا لنؤكد للعالم أجمع بأن هؤلاء لا يخجلون ولا يبدو أن الحياء يعرف طريقه الى محيّاهم..

في مقالةٍ له بـ”صحيفة عكاظ” بمناسبة مرور ست سنواتٍ على ما أسماها بـ”عاصفة الحزم” يقول الكاتب السعودي محمد الساعد بأن الجيش السعودي وقوات التحالف ليست معنية بتحقيق انتصارٍ في اليمن وأن المعني بتحقيق ذاك الانتصار هي الشرعية اليمنية لا السعوديين..

كلامٌ مردودٌ على صاحبه من بين سطوره فهل من العقل والمنطق واحترام الذات أن تقول أنك غير معني بالانتصار في حربٍ خضتها فقط لكي تبرر ستة أعوام من الفشل الذريع الذي لحق بك..!

ما الدافع لدخول حربٍ عدوانية إن لم تكن تنوي الانتصار فيها وهل هناك عاقلٌ سيخوض حرباً لكي يخسرها..!

ما المبررات التي ستسوقون لها اليوم بعد ست سنين من الفشل الذي لم يجاريكم فيه أحد فأنتم وبلا منازع أفشل الفاشلين في هذه الحرب وقد اثبتم أن جيشكم الذي صرفتم على تسليحه مليارات الدولارات هو “جيش الكبسة” الذي يدخل عامه السابع في هذه الحرب وهو لا يزال متمسكاً بالقصف الجوي لكل ما يتحرك على هذه الأرض الطاهرة ولا يجرؤ على النزول إلى ميدان المعركة لأنه يدرك بأنه سيخسر كل معركة برية يدخل فيها..

يتمادى الكاتب السعودي في “استحمار” نفسه و”استغفال” قراءه ومريديه فيقول بأن التشبث بمبدأ أن السعوديين لم يحققوا انتصارا هو خديعة كبرى يروجها الإعلام الإيراني وفلوله المنتشرون في وسائل الإعلام العربية والغربية..

ويضيف “محمد الساعد” بأن الرياض لمتقدم وعوداً بتحقيق هزيمة الحوثيين ولا هي من شرع باب الحرب..

مغالطةٌ لا تنطلي على أحد فذاكرة الناس ليست مثقوبة كما ان محركات البحث على الانترنت سواء للمواد المقروءة أو المرئية سيجعل من هذا الكاتب الذي يوصف في صحيفته بأنه مرموق “أراجوزاً” يهرف دوماً بما لا يعرف..

ألم يقل ابن سلمان أنه سيحسم هذه الحرب في شهرين.. أليس ذاك من باب التكبر واليقين الراسخ في ذهنية ابن سلمان بأن قوة السلاح والتسليح تنتصر على العقائد الراسخة..

ألم يقل “مسيلمة العاصفة” عسيري بأن القوات البرية السعودية المنتشرة على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة قادرة على اجتياح اليمن في يومين..

ها نحن اليوم على اعتاب العام السابع فما الذي تغير.. وكيف تبدل خطاب أبواق ابن سلمان وتحول الى التنصل من عقيدة النصر المبين إلى الترويج لهزيمة الشرعية الزائفة وحدها وليس المملكة..

هكذا بدت صورة إعلام العدوان المأجور حيث باتت أبواقه تضع أذيالها في مؤخراتها كما تفعل الكلاب المنهزمة..!

يشدد الكاتب السعودي محمد الساعد في مقالته الانهزامية بصحيفة عكاظ الرسمية على أن “العقيدة السياسية” السعودية ليست “عقيدة عسكرية” تبحث عن النصر مكرراً تساؤله بطريقةٍ تجعل منه أضحوكةً تمشي على الأرض وهو يهلوس ويكرر السؤال ذاته بلا إجابةٍ صادقة “من قال إن السعوديين يبحثون عن انتصار في اليمن..!”

ينتهي الساعد في مقالته إلى أن السعوديون ليسوا معنيين أبداً بتحقيق انتصار عسكري لكنهم معنيون بتحقيق الشرعية لذلك الانتصار متى ما أرادوا.. ويضيف بـأن الرياض لم تخض هذه الحرب بحثا عن مجد.. مختتماً بأن المملكة لو كانت تبحث عن النصر دون النظر لحال اليمنيين وتحويلهم إلى محرقة لانتهت المعركة المستمرة منذ سنوات في شهرها الأول..

هكذا هم هؤلاء العجزة الفاشلون وهذه هي أبواقهم وهذا هو منطقهم فالعجز عن الاعتراف بالهزيمة من شعبٍ فقيرٍ ضعيف يجعلهم يلجأون الى مغالطة أسيادهم ومريديهم وقبله أنفسهم بأنهم ليسوا جزءاً من منظومة هذه الحرب العدوانية بل هم رسلُ تهدئة ودعاة سلام فمن الذي يستسيغ هذا المنطق المريض بل على العكس حتى الأطفال في منازلهم سخروا من هكذا تبجحٍ وهكذا ابتذال..

تقول مجلة “ايكونوميست” البريطانية في احدث تقاريرها بشأن اليمن بأن السعودية تواصل البحث عن طريق للخروج من مستنقع الحرب الذي اغرقت نفسها فيه..

وتضيف بأن المملكة لا تزال أمام معضلة مستعصية فـ”كيف يمكنك أن تقنع عدوك بإنهاء حربٍ أنت من أشعلها في وجهه وهو اليوم من ينتصر فيها..!

* نقلا عن : السياسية


في الأحد 28 مارس - آذار 2021 08:16:47 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3584