البُعدُ الديني في السياسة الأمريكية المساندة لإسرائيل
أنس القاضي
أنس القاضي

وصلت الولاياتُ المتحدة الأمريكية إلى أعلى مراحل الرأسمالية وهي المرحلةُ الاحتكارية الاستعمارية (الإمبريالية) وعلى الرغم من ادِّعاءات الأمريكيين بأن دولتَهم علمانية تستمد توجّـهاتها من أصوات الناخبين لا الكتب الدينية، إلا أن البُعد الديني في السياسة الأمريكية مؤثر فيها بشكل كبير حتى اليوم، وترجع هذه الهيمنة الدينية على السياسة الأمريكية إلى الجانب العقائدي والخلفية الدينية لصناع السياسة الأمريكية الذين يتألفون من كبار الملاك والطُّغَم المالية للقوى الاحتكارية المعروفة باليمين واليمين المتطرف وتيار المحافظين الجدد حَـاليًّا الذي هم أبناء الأصوليين المسيحيين.

تظهر حقيقة التأثير الديني في السياسة الأمريكية بشكل جلي في الموقف من الصراع العربي الصهيوني، هي تقف على التضاد من حقوق العرب والمسلمين بل وتستهدف المسيحيين العرب ومقدساتهم في فلسطين.

الأصولية المسيحية الصهيونية، تَفهم التوراة (العهد القديم) على أَسَاس أن “إسرائيل الواردة في العهد القديم هي إسرائيل المعاصرة في فلسطين، ويرى صهاينة المسيحية بأن تشكل إسرائيل عام 1948 تثبت صدق النبوءة التوراتية وهي مقدمة لعودة المسيح وقيام دولة الرب”.  ( [1])

وجديرٌ بالذكر أن المهاجرين من الصهاينة المسيحيين الذين قطنوا في أمريكا كانوا من “البوريتانين” الذين حملوا معهم القناعاتِ والتفسيراتِ التوراتيةَ وتفسير العهد القديم التي انتشرت في انكلترا ودول أُورُوبية أُخرى في القرن السادس عشر وما بعده.

من قراءة التاريخ نجد أن الصهيونيةَ المسيحيةَ عُمُـومًا والأمريكية خُصُوصاً كان لها الدورُ الكبيرُ في نشأة دولة الاحتلال الإسرائيلية، والتعاون مع الحركة الصهيونية العالمية، وقد تجلى ذلك بوضوح في “إعلان بال” الصادر عن القيادات الصهيونية المسيحية في مؤتمرها المنعقد في مدينة بال السويسرية في الفترة من 27 أغسطُس حتى 29/ 1985  ( [2])

إلى جانب إدراك بريطانيا ما لفلسطين من أهميّة استراتيجية في توطيد مصالحها الاستعمارية في المشرق العربي إلا أن الخلفيةَ الدينية المؤمنة بقصص “العهد القديم” وتفسيراته العبرانية لكل من “لويد جورج” رئيس لوزراء و”آرثر بلفور” وزير خارجيته كان لها أثرٌ في تحريك مواقفهما السياسية ودفعها نحو إصدار الوعد، الذي كان أولَ اعتراف دولي بالصهيونية السياسية وبمشروعها إقامة دولة لليهود في فلسطين.

تكمُنُ أهميّةُ وعد بلفور من وجهة نظر الصهيونية السياسية في الافتراض ثم الاعتراف بفرضية وجود شعب ينتمي إلى عدة بلدان ومن أعراق وألوان مختلفة كشعب واحد وقومية واحدة. وتم الاعترافُ الدولي بفرضية وعد بلفور بعد تجسيده على الواقع في عملية الانتداب الإنكليزي في فلسطين وإدماجه بها وبعد إقراره في مؤتمر سان ريمو 1920 وضمان “عُصبة الأمم” له في عام 1922م.

لقد تبنَّى وعدُ بلفور من وجهة نظر الصهيونية حين أنكر وجودَ شعب فلسطين، والذي لم يشر إليه إلا بوجود طوائفَ غير يهودية المقيمة الآن في فلسطين. وقد التقى هذا الوعدُ مع التفسيرات الصهيونية المسيحية وقناعتها منذ حركة الإصلاح البروتستانتي بأن فلسطين ليست بلداً عربياً، بل هي وطنٌ يهودي، فقد جاء الوعدُ خالياً من ذكر عروبة الأرض والسكان فيها من المسلمين والمسيحيين العرب، ولم يَعْنِ ذلك سوى أن مستقبل فلسطين سيكون دولةً لليهود وبهذا الوعد تكون الصهيونية المسيحية الأُورُوبية قد جسدت أُطروحاتها الدينية عمليًّا بادئه مرحلة جديدة من التعاون الوثيق بينها وبين المصالح الإمبريالية الغربية.

يعتبر “جون آدمز- الرئيس الثاني لأمريكا” أول رئيس أمريكي يدعو إلى استعادة اليهود وطنهم إقامة حكومة مستقلة وقد كتب رسالة إلى لصحفي الصهيوني مانويل نوح عام 1818 يقول فيها: “أتمنى أن أرى ثانيةً أمةً يهوديةً مستقلة في يهودا. ويُعد الرئيسُ الأمريكي “وودرو ولسون الرئيس الثامن والعشرين لأمريكا” أحد الرؤساء الأكثر تأثراً بالصهيونية، وقد ظلت موافقةُ الرئيس ولسون على مشروع وعد بلفور طَيَّ الكتمان؛ بسَببِ موقع الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الأولى وفي السياسة الدولية وحينما تأكّـدت نهائيا هزيمة تركيا قال ولون في أغسطُس 1928: “أعتقد أن الأممَ الحليفةَ قد قرّرت وضع حجر الأَسَاس للدولة اليهودية في فلسطين بتأييد تام من حكمتنا وشعبنا”..  ( [3])

وقد أصدر مجلسُ النواب الأمريكي في 30 يونيو 1922 قراراً يؤيد “إعطاء بني إسرائيل الفرصة التي أُنكرت عليهم طويلاً لإعادة تأسيس حياة يهودية وثقافة مثمرة في الأرض اليهودية القديمة”. وفي 12 سبتمبر 1922 صادقت الحكومة الأمريكية بصورة نهائية على وعد بلفور. وبذلك دخلت شريكاً مضارباً مع بريطانيا في فلسطين، لبناء الوطن القومي اليهودي، ولضمان المصالح لحيوية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

الترابط بين الصهيونية والإمبريالية الأمريكية وطيدٌ منشأُه نفوذ اللوبي الصهيوني في مؤسّسات صنع القرار الأمريكي، ففي سبعينيات القرن الماضي أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يحملُ رقم 3151 يدينُ الأفكارَ الصهيونية ويعتبرها أيديولوجيةً عُنصريةً ويجرّم تحالفَها مع النظام العُنصري في جنوب إفريقيا آنذاك، ولم يستمر هذا القرار طويلاً فمن بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وتربع الإمبريالية الأمريكية على عرش العالم، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11-12-1991م قراراً يلغي قرارها السابق الذي أعتبر الصهيونية دعوة عُنصرية.

وقفت الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية بكُلِّ حزمٍ بجانب دولة الاحتلال، تمول أنشطتها التوسعية الاستيطانية العدوانية، وتبقي على أفضلية دولة الكيان في مجال التسلح، وتدافع عنها في أروقة الأمم المتحدة، وتستخدم الضغوطات الديبلوماسية والمالية ضد الدول العربية للقبول بالسلام الأمريكي. وعلى هذا الأَسَاس جاءت مفاوضاتُ جنيف بعد حرب 67م إلا أن الموقف العربي آنذاك تمسك برفض الاعتراف والمفاوضات المباشرة مع الكيان الصهيوني.

أنشطة الإدارة الأمريكية التي وقفت وراء تل أبيب أَدَّت على الدوام إلى استمرارية الأزمة في منطقة الشرق الأوسط، وتسعير حدة التوتر في هذه المنطقة، وقد كانت الأنشطةُ الأمريكيةُ تتعارَضُ على الدوام مع المصالح العربية والفلسطينية ومع قضية السلم العالمي.

من ضمن المخطّط الإمبريالية الصهيونية، جعلُ إسرائيل ترسانة أسلحة أمريكية في المنطقة؛ ومن أجل تحقيق هذا الهدف تابعت الولايات المتحدة الأمريكية تكديس السلاح في تل أبيب، وحسب المعلومات الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية فقد أرسلت واشنطن خلال فترة عشر سنوات من بدء عدوان 1967م أسلحة تُقدر بأكثر من 4 مليارات دولار، وقد تعمدت الولاياتُ المتحدة الأمريكية تكديسَ السلاح في يد كيان الاحتلال الصهيوني قبل عقد صفقة كامب ديفيد الانفرادية بين مصر وكيان الاحتلال.

استخدمت الولاياتُ المتحدة الأمريكية نحوَ 43 فيتو خدمة للكيان الصهيوني، وضد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. تصدت الولايات المتحدة الأمريكية لكل المساعي الدولية الداعية لإلزام الكيان الصهيوني بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلّة، كما وقفت ضد إدانة الكيان الصهيوني بعشرات الجرائم التي ارتكبها، طوال سبعين عاماً من اغتصابه للأرضي العربية وتهويده للمقدسات الإسلامية المسيحية.

كان آخر فيتو استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية خدمة للكيان الصهيوني، في تاريخ 18 ديسمبر من العام 2017م، وقد استخدمته ضد مشروع قرار تقدمت به مصر يرفضُ إعلانَ الرئيس الأمريكي دُونالد ترامب القُدسَ عاصمةً لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وقد حاز مشروعُ القرار على تأييد 14 دولة من أصل 15 دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن.

 

الإمبرياليةُ الأمريكيةُ ويهوديةُ الدولة الإسرائيلية

في العصر الراهن تتزعَّمُ الولاياتُ المتحدة الأمريكية ومعها دولُ الخليج الرجعية مشروعَ “صفقة القرن” الهادف على تصفية القضية الفلسطينية، وقد أقدم الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب على نقل عاصمة أمريكا من تل أبيب إلى القدس مُعترفاً بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني، وجاء هذا السلوكُ الأمريكي مترافقاً مع مشروع الصهاينة لإعلان كيان الاحتلال دولة يهودية، وهو الأمرُ الذي يهدّدُ بتصفيةِ كاملِ الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني سواء الحقوق الوجودية الطبيعية كأصحاب حق، أَو حتى الحقوق التي اعترفت بها الشرعية الدولية، وصدرت بها قرارات من مجلس الأمن.

إن التطبيعَ مع الكيانِ الصهيوني هو مطلبٌ إمبريالي صهيونيٌّ أَسَاسي، وأدَاةٌ أَسَاسيةٌ من أدوات دولة الاحتلال الإسرائيلية، فالتطبيعُ هو في جوهرُه إجبار الضحية على قبول واقع عبوديتها، ومعاونة الجلاد في استعبادها واستعباد غيرها، كما يُعَرِّفُه المُفَكِّرُ الفلسطيني غازي الصوراني -عضوُ المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين-. وتقوم دولة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية باستقطاب الحكام العرب إلى ما هو أبعد من التطبيع السياسي مع الكيان الصهيوني بل الاعتراف به دولة يهودية.

ويضيف الصوراني: “إن تاريخية هذا الشعار، تعود إلى نشأة الحركة الصهيونية كحركة سياسية أرادت تحويل اليهود إلى “أمة” لها دولة، استجابة للأهداف الإمبريالية التوسعية في المشرق العربي، على الرغم من حقائق التطور التاريخي وعلم الاجتماع الحديث والمعاصِر، التي تؤكّـد رفضَها منطقَ اعتبار الدين عاملاً أَسَاسياً في تكوين الأمم، فاليهوديةُ ديانةٌ تبشيرية يمكن أن يعتنقَها العربي والإنجليزي والفرنسي والألماني والأمريكي والصيني والياباني والإفريقي والهندي… إلخ، دون أن يعني ذلك أن هؤلاء الذين اعتنقوا اليهودية يمكن أن يشكلوا أُمَّـةً واحدةً، لكن استمرارَ ضعف وتراجع حركة التحرّر الفلسطينية والعربية، والهزائم التي لحقت بها، أفسح المجالَ واسعاً أمام مقتضيات التوسع الرأسمالي؛ لكي يتجاوز هذه الحقائق، ويتذرع بالأُسطورة التوراتية الغيبية التي تتحدث عن ما يسمى بـ”أرض الميعاد”، أَو أي مسمى أُسطوري أَو ديني آخر لو لم تكن “التوراة”، وكما قال “بالمرستون” -رئيس وزراء بريطانيا في تلك المرحلة-: “لو لم تكن الحركة الصهيونية لخلقنا حركةً صهيونيةً في خدمة مصالح بريطانيا”. وبانحسار الدور الاستعماري البريطاني، وبروز الدور الإمبريالي الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية، تعاملت الولايات المتحدة مع الحركة الصهيونية ودولتها ضمن رؤية موحدة وتبادلية حريصة على تكريس المصالح الإمبريالية من ناحية واستخدام كافة الوسائل والأساليب العدوانية الكفيلة بعرقلة تطلعات الشعوب العربية نحو التطور والنهوض والوحدة.

فالمؤسّسون الأوائلُ للحركة الصهيونية (موسى هس وبنكر وهرتزل ووايزمن وبن جوريون… وغيرهم) تعاملوا مع كتب الديانة اليهودية كالتوراة والتلمود، مُجَـرّد فلكلور قومي يهودي، وكان هيرتزل يردّد: «إن الدينَ لا يهمني، بل إن ما يهمني هو الأُسطورةُ الجبَّارة للعودة»، وقد اعترف بأنه فكَّر ملياً “بتحويل اليهود بشكل جماعي إلى الكاثوليكية كحلٍّ لأوضاعهم في مجتمع مسيحي ينبذهم”، ما يؤكّـد على كذب أُسطورة أرض الميعاد وهيكل سليمان… إلخ، وهذا الحل الاندماجي كان كارل ماركس عرضه، لكن بشكل أرقى بكثير، في كتابه «المسألة اليهودية» الذي رأى فيه أن دينَ اليهود هو التجارة، وأن إلهَ اليهود هو المال. وَإذَا كنا نتطلع إلى تحرير الإنسانية –كما يقول ماركس- “فيجب إذَن تحريرها من التجارة والمال، أي تحريرها من اليهودية وتحرير اليهودي من يهوديته”.  ( [4])

يظل الاعتراف بيهودية دولة الاحتلال، من أشد الأخطار التي تواجهها القضية العربية الفلسطينية في العصر الراهن، خَاصَّةً بعد توقيع مصر لمعاهدة “كامب ديفيد” وما تلاها من اعتراف بدولة “إسرائيل” والتطبيع معها، وبعد اعتراف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل وتوقيع اتّفاق “أوسلو”، وكذلك اعتراف النظام الأردني بها، وتوقيعه على اتّفاق “وادي عربة”، وما تلا هذه الاتّفاقات من اعتراف وتطبيع سياسي واقتصادي من عدد من الدول العربية في الخليج العربي والمغرب ومنها اتّفاقيات التطبيع العلنية مع كُـلٍّ من الإمارات ومصر، حَيثُ أَدَّى كُـلُّ ذلك إلى تكريس استجابة النظام العربي للشروط الأمريكية الصهيونية.

وفي مثل هذه الأوضاع المهزومة والمأزومة، لم يعد مصطلح الدولة اليهودية مُجَـرّد تعريف ذاتي للإسرائيليين بحسب القانون الأَسَاس الذي أصدره “الكنيست” في 1992 فحسب، بل صار مسألة دولية بعد خطاب الرئيس الأمريكي الأسبق “جورج بوش” في مؤتمر العقبة المنعقد في 4/3/2003م الذي شدّد فيه جورج بوش على ضرورة الاعترافِ بـ”يهودية الدولة”، ليصبح ذلك المطلب أَو الشعار لدى الأوساط الصهيونية شرطاً لأية تسوية مع العرب، وهو الشِعار الذي يرفعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

خدمةً للمشروع الصهيوني، توحَّد اليمينُ الصهيوني المتطرف شبهُ العلماني أَو العلماني إلى جانب السلفيين المتطرفين ليطالبوا بدولةٍ يهوديةٍ لا بدولة ديموقراطية، انعكاساً لعقلية القوة والغطرسة الصهيونية، بدعمٍ صريحٍ من الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي سيؤدي إلى أشكالٍ جديدةٍ من الصراع مع الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية عُمُـومًا؛ لما للاعتراف بـ”يهودية إسرائيل” من سلبيات على القضية الفلسطينية.

إن الاعترافَ بالكيان الصهيوني دولةً يهوديةً يجعل قيامَ دولةِ “إسرائيل” أمراً مشروعاً وأخلاقياً، ويعني أن الفلسطينيين والعرب لا يعترفون بإسرائيلَ كأمرٍ واقع، بل يعترفون بشرعيتِها التاريخية، وهو ما يجعلُ المقاومةَ الفلسطينيةَ منذ ما قبل قيام “إسرائيل” عام 1948 وبعد قيامها، أمراً غيرَ مشروع وغيرَ أخلاقي، بل ويمكن أن تُوصَفَ المقاومة الفلسطينية بأنها عملٌ إرهابيٌّ من وجهة نظرِ التحالُفِ الإمبريالي الصهيوني وأدواته.

 

[1] البُعدُ الديني في السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي – الصهيوني، دراسة في الحركة المسيحية الأصولية الأمريكية. مركز دراسات الوحدة العربية ط 4 نوفمبر 2005م 11 وَ12.

[2] “نحن الوفود المجتمعين هنا من دول مختلفة وممثلي كنائس متنوعة في نفس هذه القاعة الصغيرة والتي اجتمع فيها منذ 88 عاماً مضت الدكتور تيودر هرتزل ومعه وفود المؤتمر الصهيوني الأول الذي وضع اللبنة الأولى لإعادة ميلاد دولة إسرائيل، جئنا معاً للصلاة ولإرضاء الرب ولكي نعبر عن ديننا الكبير وشغفنا العظيم بإسرائيل الشعب والأرض والعقيدة ولكي نعبر عن التضامن معها، وإننا ندرك اليوم وبعد اليوم المعاناة المريرة التي تعرض لها اليهود، أنهم ما زالوا يواجهون قوى حاقدةً ومدمّـره، مثل تلك التي تعرضوا لها في الماضي. وإننا كمسيحيين ندرك أن الكنيسة أَيْـضاً لم تنصف اليهود طوال تاريخ معاناتهم واضطهادهم، إننا نتوحد اليوم في أُورُوبا بعد مرور أربعين عاماً على الاضطهاد الهولوكست؛ لكي نعبر عن تأييدنا لإسرائيل ونتحدث عن الدولة التي تم إعداد ميلادها هنا في بال.. إننا نحُضُّكم على أن تكونوا أقوياءً في الله وتستلهموا قدرتَه في مواجهة ما يعترضكم من عقبات، وإننا نناشدكم بحب أن تحاولوا تحقيقَ العديد مما تصبون إليه وعليكم أن تدركوا أن يدَ الله وحدَها هي التي ساعدتكم على استعادة الأرض وجمعنكم من منفاكم طبقاً للنبوءات التي وردت في النصوص المقدسة، وأخيرًا فَـإنَّنا ندعو كافةَ اليهود في جميع أنحاء المعمورة بالهجرة إلى إسرائيل كما ندعو كُـلّ مسيحي أن يشجع ويدعم أصدقاءه اليهود في كُـلّ خطواتهم الحرة التي يستلهمونها من الله”. مصدر سابق، 11 وَ12 ص 14.

 

[3] نصر شمالي، إفلاس النظرية الصهيونية. الناشر: منشورات فلسطين المحتلّة 1-1-1981م

[4] خلال ندوة سياسية، الصوراني، الاعتراف بيهودية الدولة نهاية للمشروع الوطني الفلسطيني

نشر 14 يناير 2014. موقع الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين. متوفر على الرابط:  https://pflp.ps/post.


في الأربعاء 07 إبريل-نيسان 2021 07:14:41 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3631