من وعي الرمضانية الرابعة
عبدالفتاح حيدرة
عبدالفتاح حيدرة


حدثنا السيد القائد في محاضرته الرمضانية الرابعة، حول أخطر العوامل التي تبعد الإنسان عن التقوى والعمل الصالح، ألا وهي الغفلة التي تؤدي إلى الإعراض عن هدى الله والاتجاه العملي نحو الانشغال بوجود الحياة الدنيا، غفلة عن أن هناك حياة للآخرة، وتناسي الحياة الأبدية التي لا نهاية لها، والتمسك بالحياة المؤقتة المحدودة التي تنتهي بعمر معين، وهذا هو الانحراف بعينه. والقرآن الكريم قدم لنا تصورا لترابط هاتين الحياتين، وما يميزهما هو الوقت. الحياة الأولى هي حياة محدودة، والحياة الأخرى حياة أبدية ودائمة، والاستقامة في الحياة المحدودة التي نعيشها على ظهر هذه الدنيا هي أساس الاستقامة لهذه الحياة والحياة الأخرى معاً. خير وشر الحياة الدنيا ممزوج ومتقلب، أما خير وشر الحياة الآخرة فهو خير خالص في الجنة أو شر خالص في نار جهنم.
لذلك يجدر بنا السير على أساس هدى الله الذي يمن علينا بالحياة الطيبة والخيرة في حياتنا الدنيا، وضمان الخير في الحياة الآخرة والأبدية، ومن لا يحسب حساب الحياتين معا لن تصفو له الحياة الدنيا مهما كان يملك، وقد يعذب الإنسان بماله وسلطته ومكانته. أما توجه الإنسان في الحياتين المترابطتين، فسوف تأتي المكاسب المعنوية العظيمة، في الحياة الدنيا، والاطمئنان النفسي، وطلب رضا الله في الحياة الآخرة، الواقع هنا وبالصلة العظيمة بهدى الله، تكون الآمال ممتدة للمستقبل في الحياة الآخرة، والخطورة في الإنسان هي إيثار الحياة الدنيا والغفلة عن الحياة الآخرة، والقلق الكبير تجدونه عند من يؤثر متاع الحياة الدنيا على الحياة الأبدية.
الحياة الدنيا ممزوجة بحالات شعورية متناقضة ومختلفة، توضح لنا كيفية الحياة الآخرة الأبدية، فالشعور بالسعادة والفرح والاطمئنان والبهجة، هو شعور مصغر جدا للشعور الدائم والأبدي بالفرح والسعادة والاطمئنان في حياة الآخرة، ومن دون أي منغصات، كذلك الشعور بالضيق النفسي والهم والبؤس والألم والحزن والضجر في هذه الدنيا ليست إلا نموذجاً مصغراً جداً من حياة وعالم الآخرة، من العذاب الجسدي والألم والضيق النفسي والعناء والهم والغم الشديد، الذي يجتمع على الإنسان في جهنم ويدوم إلى الأبد، وعلى الإنسان أن يتذكر هذا الشعور الذي يذهب بالإنسان للخسران الدائم في الحياة الأخرى، وهذا التصور يساعد الإنسان على الاستقامة في الحياة الدنيا من أجل الاستقامة في الحياة الآخرة، فعالم الآخرة ليس عالما مجهولا أبدا، فقد وضحه القرآن الكريم بكل جوانبه، وهو آتٍ لا محالة.

* نقلا عن : لا ميديا


في الأحد 18 إبريل-نيسان 2021 02:14:17 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3669