التحالف.. كيف يحاربون ايران في اليمن؟!
معروف درين
معروف درين

طبعا شماعة محاربة المد الفارسي في المنطقة من قبل دول الخليج لم تكن جديدة فقد سمعناها في العراق وسوريا ولبنان ولكنها اتخذت في اليمن منحى اخر وشكل جديد تمثلت بتشكيل التحالف الذي تقوده السعودية وتشرف عليه الولايات المتحدة الامريكية قبل عامين تقريبا، ومنذ ذلك الحين وهم يستعرضون خططهم ونجاحاتهم في مختلف وسائل الإعلام من خلال المزاعم المشوه التي تدعي القضاء على مطامع ايران والتقليل من قدراته وحماية المنطقة العربية من خطر المد الفارسي الشيعي وحماية الاسلام والمعتقدات الدينية على حد زعمهم.

ولكننا عندما نتابع هذه التصريحات وهذه الاستعراضات من قبل الاشقاء في دول الخليج وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية نجد أن الحقيقة غير ذلك وأن الذي يتضرر ويتدمر ويتقسم هم ابناء المنطقة وشعوبها وليس ايران كما يزعمون ويدعون، فما الذي حدث لإيران أو خسرته من تدمير العراق وسوريا وكذلك لبنان أو من العدوان على اليمن؟ طبعا لا شيء وعلى العكس من مزاعمهم فقد استطاعت ايران من الدخول الى العراق وكذلك سوريا ولبنان كون دول الخليج ساهمت في تحقيق مكاسب لإيران والدخول الى هذه الدول بعد أن دمرها المال الخليجي دون أن يراعو الإخوة والجوار والمصلحة والمصير الواحد.

وبالعودة الى التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن منذ ما يقارب العامين من أجل محاربة ايران والحيلولة دون تمددها في المنطقة، فإن المتابع لكل مجريات الأحداث يدرك تماما زيف ذلك وسذاجته وسخفه في نفس الوقت كون ايران لا وجود لها في اليمن وليس هناك اي تمدد او تواجد فقط مجرد علاقة سطحية لا ترقى الى مستوى علاقات دول التحالف نفسها مع ايران، ونحن بدورنا نستغرب ونتساءل عن الهدف الحقيقي والمغزى لهذا التحالف الذي دمر اليمن وقتل وشرد مئات الالاف وتسبب في تجويع شعب بأكمله من خلال الحصار الجائر والدمار الشامل الذي لم تسلم منه مجالس عزاء النساء!!

ولعل الأكثر غرابة هو وجود علاقات قوية ومتينة بين دول الخليج نفسها وايران وزيارات متبادلة وعلى اعلى المستويات وكذلك مناورات عسكرية مشتركة ومع هذا يحاربون ايران ولكن في اليمن التي تتعرض لحرب إبادة ويرتكب فيها ابشع الجرائم التي تطال النساء والأطفال والأبرياء والمنشئات وكل ماله علاقة بالبنية التحتية والحياة بشكل عام، وسؤلنا الذي نوجه للأشقاء في الخليج كم ايرانيا قتلتم في اليمن، وما لذي تحقق لكم منذ بدء العدوان وحتى الأن, وهل جزر طنب الكبرى والصغرى محتلة من اليمن أم من ايران، الم يكن اجدر بكم محاربة المد الفارسي من خلال تحرير جزركم المحتلة وليس من اليمن التي لا وجود لإيران فيها سوى في مخيلتكم؟!

بالتأكيدهي مؤمرة قذرة على اليمن وستنعكس سلبا على دول التحالف ولا سيما دول الجوار التي تتلذذ بحصارنا وقصفنا من الجو والبر والبحر، وفيما يخص محاربتكم لإيران فإنه ينبغي عليكم التحرر من تواجده على جزركم واراضيكم قبل التفكير بمحاربته في دول اخرى، نعم لقد اقمتم الدنيا لمجرد أن الخطوط الجوية الإيرانية تسير رحلات الى اليمن وتناسيتم علاقتكم الحميمة معها والتمثيل الدبلوماسي العالي فيما بينكم وكأن العلاقة مع ايران حلال لكم وحرام على غيركم والا كيف تفسرون انسجامكم وزيارتكم والتبادل التجاري بينكم وكيف تفسرون عدوانكم على اليمن بأنه لمحاربة ايران وأنتم في الأصل اصدقاء ومتفقون وتحاربون اليمن الأرض والإنسان ولو كنتم صادقين في مزاعمكم لكانت اراضيكم وجزركم المحتلة اولى من تدمير اليمن وحصاره!!

وإذا كانت ايران كما تدعون تدعم اليمن فلماذا لا نجد شيء حتى سياسيا فإن مواقف ايران سلبية ولم تعترف بالمجلس السياسي الأعلى أو بحكومة الإنقاذ الوطني، اليس في ذلك دليل على أن ايران تهتم بمصالحها فقط ولا يهمها أمرنا أو أمر غيرنا أن تقاطع مع مصالحها وسياستها؟ومن المفارقات العجيبة أن الساسة في دول الخليج يدمرون اليمن تحت ذريعة محاربة المد الفارسي ويحاصرونه من كل الجهات تحت ذريعة محاربة تنظيم القاعدة وداعش وكأننا نحن من أسس داعش وتنظيم القاعدة وليس دول الخليج وامريكا رعاة الإرهاب والتطرف.

في السبت 18 فبراير-شباط 2017 09:40:24 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=372