ما الذي ينقصنا حتى نصل للاكتفاء الذاتي ؟
محمد صالح حاتم
محمد صالح حاتم

أنعم الله علينا في اليمن بالكثير من الموارد والكثير من النعم، فبلادنا ولله الحمد تمتلك موارد طبيعية كثيرة (أراض زراعية خصبة، ثروات معدنية ، ثروات نفطية وغازية، ثروات بحرية متنوعة )ولدينا القوة العاملة، وهذه الثروات لا توجد في الكثير من البلدان التي تتربع على عرش الاقتصاد العالمي..
فموقع اليمن موقع استراتيجي بامتياز ولديها سواحل طويلة، وتمتلك موانئ لو تم استغلالها سترفد الخزينة العامة للدولة بمليارات الدولارات سنويا، كما تمتاز اليمن بخصوبة تربتها وتنوع مناخها وتضاريسها وجودة منتجاتها ،وعلى مر العصور قامت الحضارات اليمنية معتمدة على الزراعة، وفي اليمن ثروات معدنية كثيرة (ذهب، فضة، نحاس، زنك، رخام، جرانيت، وزجاج….. إلخ) وتختزن في باطنها النفط والغاز بكميات تجارية كبيرة، ويوجد أكبر حوض نفطي في الجوف- حسب تقارير دولية..
وأمام هذه الموارد الكبيرة هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا لم نرتق، ولم نكتف ونصل إلى ما وصلت إليه دول العالم الفقيرة في مواردها؟
ففقرنا ليس في الموارد كما تصور لنا دول الاستعمار ومنظماتها الاستعمارية، بل مشكلتنا هي في سوء الإدارة، فلا يوجد من يستغل هذه الثروات وهذه الموارد ويوظفها في بناء ونهضة اليمن، فعلى مدى عقود ونحن نسمع عن تشكيل “حكومة كفاءات، حكومة شراكة، حكومة معظم أعضائها خريجو كبريات الجامعات العالمية، حكومة تكنوقراط”، ونسمع عن برنامج الإصلاح المالي والإداري، وعن مكافحة الفساد… إلخ، ولكن للأسف الشديد البلاد تتدهور والأوضاع تزداد سوءاً، والفقر ينتشر، والشعب يموت جوعاً، والشباب عاطل عن العمال، والأراضي تهمل والزراعة تتدهور، والاستيراد من الخارج في تزايد حتى وصل الاستيراد إلى 95 % من احتياجاتنا، لقد وصلنا اليوم إلى ما وصلنا إليه، ومع توجيهات قائد الثورة بالاستفادة من الموارد التي تمتلكها اليمن فإن علينا أن نستفيد من قصة نبي الله يوسف، عندما وصل إلى مصر وسنين القحط تفتك بمصر، لم يأت لهم بموارد جديدة وإنما بعقلية إدارية جديدة للموارد القديمة، فيوسف عليه السلام استطاع أن يحل مشكلة الجوع في مصر من خلال استغلال موارد مصر، فأدارها وفق هدى الله، وهذا ما نحتاجه اليوم، أن تكون لدينا تنمية اقتصادية (زراعية – سمكية- معدنية – نفطية -غازية ) وفق هدى الله، بعيدا عن التنظير، والقفز والشطح، كما أن علينا أن لا نحمِّل السابقين عجزنا عن تحقيق تنمية شاملة، وأن لا تظل القوانين والتشريعات هي المعيق وهي الحُجَّة التي يتحجج بها الفاشلون والعاجزون، فمن وضع هذه القوانين والتشريعات هم بشر، فيجب الإسراع في تغييرها وتعديلها وبما يتواءم مع تطلعات المرحلة،،أيضاً يجب علينا ألا نسير وفق ما سار عليه السابقون الذين كنا ننتقدهم ونتكلم عليهم، ويجب وضع الهدف العام للحكومة، ووضع الاستراتيجية المستمدة من روح الدين الإسلامي، وأن يتم محاسبة الفاسدين، وأن يتم استغلال الثروات في بناء الوطن وليس في شراء السيارات والفلل، وأن تكون التعيينات وفق التخصص والكفاءة والأمانة والوطنية بعيدا عن المحسوبية، والمجاملة والقرابة والانتماء، فالوطن اليوم محتاج للانطلاقة نحو العمل الجماعي والتعاون بين كل فئات الشعب، وإلى التقشف، وأن يتم وضع كل ريال في مكانه الصحيح، وأن نحارب الربا في التجارة والبنوك وغيرها، ما لم فأذنوا بحرب من الله، فالأوطان تبنى بسواعد أبنائها المخلصين الشرفاء الوطنيين.


في السبت 15 مايو 2021 07:12:26 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3768