جعجعة ما قبل السقوط!
عبدالملك سام
عبدالملك سام

مع اقتراب حسم معركة تحرير مارب تعلو أصوات المعتدين في شكل مبادرات ، فمن جهة هم يريدون أن يحافظوا على صورتهم المهزوزة أمام العالم وأمام مرتزقتهم وأمام الشعب اليمني ، ومن جهة هم يخافون من تبعات ما اقترفوها من جرائم عندما تضع الحرب أوزارها ، فتارة يقدِّمون مبادرة وكأنهم طرف ثالث لا دخل له في ما يجري ، وتارة يرسلون تهديدات مبطنة ، وتارة أخرى يغازلون الطرف الوطني بكلام فارغ علَّهم يجدون شيئا من اللين في الرد ! كل هذا بينما هناك فريق من الخبراء يعمل على صياغة مبادرات أخرى لعل وعسى !
ما يهمنا نحن هو أننا بتنا نقف على أرض صلبة ، وموقفنا قوي وسيزداد قوة مع كل خطوة نقترب فيها من تحرير مارب ، ولا يوجد داع للتباطؤ أو الركون لأي مبادرة ، والخطأ الذي يمكن أن يقع فيه البعض هو أن تخبو عزيمتهم في هذا الوقت المهم والحرج الذي نحتاج فيه لشحذ الهمم أكثر مع ازدياد تخبط الأعداء ، فجميعنا نعلم – والأعداء أيضا – أن حسم هذه المعركة سيؤدي إلى حسم شبه كلي للحرب برمتها ، وتحرير مارب سينهي جزءاً كبيرا من معاناتنا لنصل إلى وضع لا يشبه ما قبله من جميع النواحي ..
أعداؤنا ماكرون وأشرار ، ولكنهم اليوم يبدون في وضع لا يحسدون عليه، حيث لا يفيد المكر السيئ ، وقريبا سيعلن الشيطان الأكبر تخليه عن أتباعه الفاشلين ليتركهم يلاقون مصيرهم المخزي أمام الحق .. أما موقفنا فلم يتغير منذ أول يوم للحرب ، وما نزال نمد يد السلام بثقة لكل من يريد أن يراجع موقفه وينضم إلى صفوف أبناء شعبه الصامد ، ولا تنازلات عن قيمنا وحريتنا وكرامتنا ، وخلال سني الحرب المؤلمة لم نشك لحظة فيما نفعله ، وثقتنا بالله مطلقة بعاقبة الأمور ، بينما قد رأينا الأعداء ومرتزقتهم وهم يتقلبون في مواقفهم من سيىء إلى أسوأ ، ولم تفلح أعمالهم في إصلاح شيء ، وما حصلوا عليه هو المزيد من الخزي والضعف والهوان ..
العملاء هم أكبر الخاسرين ، فقد تنازلوا عن كرامتهم يوم ذلوا في سجون الاحتلال ، وعانوا كثيرا على جميع الصعد فلا استقرار ولا كرامة ولا حتى سلطة أو منصب مدير مكتب حصل عليه أحدهم ، وظلوا في موقف التابع الذي يسفك دمه دون حتى كلمة شكر ممن يستعبدهم ! ومؤخرا رأينا مؤشرات بأن من شغلهم على وشك أن يتركهم ليلاقوا مصيرهم المشؤوم في حال أستطاع أن يجد لنفسه صفقة تبرئه مما فعل ، بل إنه يتآمر عليهم أيضا والجميع على علم بذلك ، ولكن قادتهم يحاولون أن يجمعوا ما يستطيعون حمله ليفروا به إلى أي جهة يمكن أن تستقبلهم ولو كان الثمن بحرا من دماء الأتباع المخدوعين ..
هؤلاء لا دين لهم ، وقد رأينا كيف تنكروا لكل ما صدَّعوا به رؤوسنا في الماضي ، وتم اعتقال الأمراء وعلماء السلطان وانتشرت الحانات والمراقص، والقادم أسوأ ! وهؤلاء لا عروبة ولا قيم لهم ، وقد شاهدنا كيف ارتموا في أحضان اليهود وباعوا القدس وأعلنوا تبرأهم من الشعب الفلسطيني ! وهؤلاء لا عهد لهم ، وقد رأينا ما فعلوه بمن وقف معهم ، وكيف أنهم انقلبوا على كل ما وعدوا به في الماضي .. فهل من مدكر ؟!
نحن ببساطة نستطيع اليوم أن نرفع سمِّاعة الهاتف لنجري صفقة مع النظام السعودي المجرم ، وهو اتصال سيستقبله بن سلمان بلهفة ، باتصال واحد نعطي بن سلمان المجرم صك الغفران عن كل ما فعله مقابل أن يسلِّم لنا رقاب الخونة خدامه ، ولكن هيهات .. ما كان مستحيلا بات ممكنا اليوم ، وسنحصل على ما نريد اليوم أو غدا ، ونحن لسنا طلاب ثأر ، بل طلاب حق وحرية وكرامة ، والثمن الذي دفعناه من أجل هذا غال جدا ، ولكننا دفعناه عن طيب خاطر من أجل ماض نعتز به ، وحاضر استطعنا من خلاله أن نحقق المستحيل ، ومستقبل بهي ينال فيه شعبنا ما يستحق من كرامة وعزة وخير .. والله المستعان .


في الأحد 16 مايو 2021 07:14:17 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3773