|
اليمن الشمالي سابقا كان تابعاً للسعودية وأسيادها (أمريكا والكيان الصهيوني)، فدعمت هذه الدول "وحدة 90"، لأن مآلاتها ستكون ضم مناطق محكومة من قبل سلطة غير خاضعة لهم (الجنوب) إلى السلطة والحكومة التابعة لهم (الشمال)، بمعنى أنها توسع نفوذ واستحواذ وسيطرة لا أكثر.
الآن الدول نفسها تدعم الانفصال، لأن ذلك سيجعل المناطق المحتلة (المحافظات الجنوبية) بمنأى عن معارك الجيش واللجان الشعبية الرامية إلى التحرير، وذلك سيكون الحل الوحيد للحفاظ على مكاسب الغازي المحتل في عدن وحضرموت والمهرة وسقطرى وميون وغيرها، لاسيما بعد أن أيقنت دول العدوان استحالة بقائها في أي منطقة تتبع المحافظات الشمالية، باستثناء الساحل الغربي المحكوم بـ"اتفاق السويد".
السياسة بالنسبة للعالم لا تعرف الموقف الثابت، سواء العداء الدائم أو الصداقة الدائمة، ويبنون مواقفهم بحسب المصلحة.
لكننا كشعب موقفنا من الوحدة ثابت وواضح. وفي المقابل علينا الاعتراف بأن سلطة النهب والفيد بشقيها العفاشي والإخواني أساءت التصرف تجاه الجنوب أرضا وشعبا، كما أساءت التصرف أيضاً بحق الشمال أرضا وشعبا، ونهبونا ومصوا دماءنا، لدرجة أنهم قسموا صنعاء إلى نصفين، ما بين علي محسن ومن معه وأحمد علي ومن معه، وقس على ذلك الثروة (النفطية والغازية والسمكية والمعدنية) والوظائف والتعيينات والمناقصات والتجارة وكل شاردة وواردة.
فما بدر عن هذه العصابة تجاه الجنوب لم يكن بسبب نزعة عنصرية، بقدر ما كان بسبب هلعها وجشعها وفسادها. وأعتقد أن ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر المجيدة وما حدث لاحقا في إخماد فتنة ديسمبر كان إنصافاً ربانياً لنا ولهم، أي أنه إنصاف لليمن الموحد، وبالتالي فقد بات غرماؤنا وغرماؤكم عند بارئهم أو في المنفى يبحثون عن وطن بديل.
فلنوحد قلوبنا وأهدافنا نحو بناء يمن جديد خالٍ من التبعية.
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 24 مايو 2021 07:42:09 م