|
انتهت الجولة بين إسرائيل ومن ورائها أمريكا ضد غزة ومن ورائها محور المقاومة، وقد كان يراد لهذه الجولة أن تحسم وقد كسر عظم المقاومة، فتم حشد المواقف الغربية والعربية إيغالا في القهر، وتم حشد الشركات والمؤسسات والإعلام والساسة والعسكريين والأسلحة… إلخ، ولكن خاب من استعلى! لقد كانت صفعة في وجه كل من راهنوا على أن غزة ستنكسر وحيدة أمام الهول الذي أعد لها، وليس هناك أبلغ مما قاله طيارون صهاينة وهم يعترفون بأن قصف الأبراج السكنية كان الطريقة الوحيدة للتنفيس عن الإحباط الذي شعروا به عندما عجزوا عن إيقاف سيل الصواريخ الذي أهان كيانهم المتغطرس ومن يقف وراءه!
عدد الشهداء من المدنيين الفلسطينيين 232 شهيدا ، وهو رقم يعتبر أقل مما كان يدفعه الفلسطينيون في الماضي دون أن يكون هناك ثأر لدمائهم ، وتحدثت وسائل الإعلام عن خسائر بمئات الملايين مقابل خسارة كيان العدوان ما يزيد عن 7 مليار شيكل حسب المُعلَن فقط ، ونزوح 75 ألف فلسطيني مقابل نزوح 5 ملايين يهودي ، ولأول مرة تتلقى إسرائيل أكثر من 4 الأف صاروخ أنَّت منها حكومة العدو المهددة بالسقوط، والحقيقة أنها سقطت فعلا بعد هذه الجولة التي وضعت الكيان الصهيوني الغاصب لأول مرة أمام حقيقة أنه كيان واهن جدا ويعيش مأزقا وجوديا حقيقيا ينبئ بقرب زواله من خارطة المنطقة إلى الأبد..
الجيش الإسرائيلي ولأول مرة في تاريخه وقف متخوفا على حدود غزة بعد أن أدرك أن المقاومة قد امتلكت سلاحا جديدا قادرا على سحق دبابات الميركافا “الأسطورية”، وربما تكون الخسارة الأكبر للجيش الإسرائيلي عدد “السراويل” التي بللها جنوده مع كل أمر بالتقدم بعد أن كسرت معنوياتهم.. لقد فعلتها المقاومة بعد أن تم تناقل الخبرات من جبهات أخرى وتمت معرفة السلاح المناسب لكل تكتيك يستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكان لا بد من هدنة عاجلة استجداها الصهاينة بإلحاح كي يستوعبوا هول المفاجأة..
الموقف العربي كان مخزيا بعد تعرِّي أنظمة العمالة، والعملاء أصيبوا بصدمة وخيبة أمل أكثر من الإسرائيليين أنفسهم بعد أن طبلوا وتآمروا وبادروا بالخيانة، وها هم يعودون وقد اعتراهم الخزي من ضعف موقف ساداتهم المهزومين ليلِّعقوا جراحهم ويتلاومون.. فعلها الأبطال، وأمسى محور المقاومة وكل الشرفاء يمتلكون العزم للإعداد للجولة القادمة التي ستكون أشد وأنكى على قوى الظلام، ونحن نعلم أنه في قادم الأيام ستكون هناك حرب نفسية واستخباراتية وانتشار للأدوات كداعش والقاعدة واستعراض لقوة نعلم جيدا أنها كسرت وباتت من الماضي، وليس ما قبل جولة الـ11 يوما كما بعدها، والعاقبة للمتقين .
في الخميس 27 مايو 2021 06:53:42 م