|
لا أعتقد أن هناك أحد لا يعرف عن برنامج عرب آيدول والذي يتم بثه من قناة MBC إحدى القنوات التابعة لمملكة العهر..
قد يعتبر البعض أن مجرد قولك له أنه يعرف هذا البرنامج إساءة له، وأنه لا يمكن أن يتابع مثل هكذا برامج أو يهتم بها.. ولا لوم عليه وعنده الحق في ذلك لما فيه من مظاهر للتبرج واهتمام بسفاسف الأمور..
لكن.. حتى وإن لم تكن من المهتمين بمتابعة هذا البرنامج الغنائي فلا بد أن تكون قد وصلت إليك رسالة SMS على الأقل بأن تصوت لإبن بلدك.. لكي يفوز باللقب العظيم.!!
إذن.. عندما تصوت فإن بلدك كأنها من فازت بهذا اللقب التاريخي.. كون إبن بلدك من يشارك فيها.. وينبغي بل ويتوجب عليك أن تشعر بالفخر لذلك وأن تكون من المسارعين والسبّاقين في هذا العمل العظيم.!
وقبل أن تغضب مني.. أرجو أن تتابع كلامي إلى النهاية..
نعم.. فأنا أعرف أنه ليس أنت ولا يمكن لمن كان مثلك أن يهتم بهكذا مسخرة.!
فبرنامج مثل عرب آيدول يُقام لعدة أشهر فكلما كانت الفترة أطول حققت الأهداف المرجوة لها أكثر،ويتم جذب أبناء الوطن الإسلامي والعربي للتنافس فيه ولمتابعته ومشاهدته.. ليس لمن سيقوم بإبتكار علمي أو من سيقدم خدمة عظيمة لدينه وأمته التي تشكو وتئن من أنواع المحن والبلاء وتكالب الأعداء..
ولكن..برنامج غنائي يتم صرف شباب المسلمين عن قضاياهم وعن ما يجري في بلدانهم مما تشيب له الرؤوس وتتصدع له الأرض وتنفطر منه السماوات..
إلا أولائك الذين سخروا أنفسهم للضلال والتضليل وللغواية و لقلب للحقائق والمسميات..
ومما لا شك فيه ولا ريب أن مثل هذه البرامج وعلى رأسها عرب آيدول هو يهودي المنشأ والفكرة والإشراف من بدايته وحتى النهاية ويقوم بتنفيذه من طوّعوا أنفسهم لتنفيذ أجنداتهم ومشاريعهم في المنطقة..
هم فقط ليس من اهتماماتهم المشاركة المباشرة على المسرح فمن المؤكد أنه لا وقت لديهم وعندهم الكثير من المهام ليقوموا بها على مستوى المنطقة بل والعالم وأنهم في شغلٍ شاغل بسبب ذلك..
فكل ما عليهم فعله هو أن يأمروا أياديهم الشيطانية وأن يرموا الطعم ليهرع الحمقى إليه..
ويجعلوا الأمور التافهة مصيرية ويُبنى عليها عز الأمم وفخرها.!
ويلفتوا الناس عن قضاياهم المصيرية التي تتصل مباشرةً بعزهم وكرامتهم بل وبكينونتهم وتهدد حتى بقاءهم و وجودهم..
وهكذا يصبح عليك أن تسارع بالتصويت حتى تضخ تلك الأموال الهائلة نتيجة التصويت من جميع أنحاء العالم واللعب على أوتار حساسة كالوطنية إلى اليهود وعملائهم حتى يضربوك بها في مقتل.. والتي تقدر بأضعاف ما يتم صرفه على البرنامج كله من بدايته حتى نهايته.. وبالتالي فمن خبثهم ومكرهم أنهم لن يخسروا شيئا.. بل وسيستفيدوا مادياً إلى جانب ربحهم الأول على مستوى تفريغ العقول وتدجينها وشغل الناس بما يضرهم ولا ينفعهم.!
ولمن لا يزال في شك بأن أمثال هذه البرامج يهودية الصنع وأن اليهود هم المستفيد الأول منها..فما كان عليه فقط إلا أن يتابع الحلقة قبل الأخيرة..
لكي تشاهد إلى أي درجة وصل الإستهزاء والإستخفاف بالعقول العربية بل وبالدماء العربية..
فها هو الرئيس الفلسطيني والذي من المفترض أن يكون مسئولا ومعنياً بأهم قضايا العرب والمسلمين والذي قال ذات مرة أنه لا يمكنه الخروج من بيته إلى أي مكان إلا بإذن من اليهود، قد تلقى هذه المرة الأوامر منهم أيضا لكي يتوجه إلى بيروت قبل إعلان النتيجة النهائية بيوم واحد فهل كان ذلك من باب المصادفة؟
ذهب لكي يحضر هذا الحدث التاريخي الهام ليس لإعلان تحرير الأقصى وإعلان فلسطين الأبيّة دولة مستقلة.. ولكن ليبين أهمية هذا البرنامج وبدون شك لأن القائمين عليه هم أسياده..وليظهر أمام الناس أنه يكرم أبناء بلده لأنهم عظماء وأبطال ليس لأنهم من أولائك الذين يواجهون العدو الغاصب ولكن لأنهم يرقصون على إيقاعه.!
وهذا ما قاله أحد أعضاء لجنة التحكيم أن البرنامج قد حقق النجاح المرجو له.. لأننا نرى شابين فلسطينيين من أبناء الحجارة وصلوا إلى هذا المكان.. نعم فهذا ما يُراد لهم أن يكون أبناء الحجارة هنا في المكان الذي اختاره اليهود لهم وليس في مكان الشرف الذي هو حريٌ بهم أن يكونوا فيه إن كانوا يمثلون أطفال الحجارة فعلاً.. وهل كلماته هذه من باب المصادفة أيضاً.. ولا مانع أيضا من أن يتغنوا باسم الوطنية فهذا مما يدلس الحقائق أكثر شريطة أن يقتصر الأمر على ذلك ولتظل القضية مجرد حلم وأغنية.!
ولا تتوقف فصول المسرحية هنا..لأنه لو كان المفترض بأن يفوز طفل الحجارة لكان حريٌ بالرئيس عباس أن يلقاهم يوم إعلان النتيجة.. لكن لا يزال هناك وطنٌ عربيٌ مسلمٌ ينزفُ بغزارة.. وقد تواطأ العالم كما تواطأ إعلامه في تمييع قضيته وفي قلب الحقائق وفي النفاق والكذب والتضليل..
فليس هناك أفضل في هذا الموسم من أن يفوز ابن اليمن لصرف البوصلة عن حقيقة ما يحصل في بلده،هم لا يقصدوا هنا ابن اليمن ذلك الحافي الجائع الواقف
في المتارس والذي يتصدى لأكبر مؤامرة عرفها التاريخ البشري ضد بلد وشعب متحلي بالعزة والإيمان والكرامة.. و لكن ذلك الذي ذهب في أكبر خيانة تاريخية لوطنه ولدماء أبناء شعبه إلى من يمثل سفيراً لأكبر حكومة خائنة وعميلة ومنحلة من أي قيم إنسانية وأخلاقية و وطنية.. وفي حقيقة الأمر إن هو إلا عبدٌ مأمور يتم استخدامه كمطية ليثبت أنه هو بصوته الجميل وفعله العميل من يمثل بلداً تاريخياً عظيماً لا يباريه أحد في عراقته وأصالته.. وليتم الإثبات من خلال حصوله على هذا اللقب الرخيص أن تكون حكومة هادي العميلة القاتلة هي من تمثل ذلك الشعب العزيز المظلوم.!
فهل هو مدرك لحقيقة ما أقدم عليه أم أن جريه وراء اللقب أعمى فؤاده ولو كان ذلك على حساب دماء آلاف الأبرياء من أبناء جلدته..!
وهل عرف أولائك المصوتون أي جرم ارتكبوه واقترفته أيديهم وأموالهم وإلى أين ذهبت؟ وإني لا أرى تكفيراً لهذه الجريمة إلا الإلتحاق بالجبهات لمن ارتكبها عسى الله أن يرحمه وعسى لعنة دماء المكلومين والمظلومين ألّا تُلاحِقه..ولنكون أكثر وعياً وبصيرة وحتى لا تنطلي علينا مخططات اليهود وألاعيبهم..
والله من وراء القصد .
في السبت 25 فبراير-شباط 2017 08:04:27 م