قلب أم ..
زينب عبدالوهاب الشهاري
زينب عبدالوهاب الشهاري

photo


آه يا صغيرتي....ما زلت أسمع صوت الفرح يصدح من أعماق قلبك و أرى البسمة تتهادى على ثغرك الجميل و أنتِ تتأملين في براءة و سرور أناملي و هي ترسم نقش الحناء على يديك الصغيرتين.... تلك البسمة التي لطالما أضاءت عتمة حياتي و كانت الغيث المدرار على روحي المقفرة و الشمس الحانية التي تذيب أوجاع قلبي السقيم....

كيف أقتنع أنك رحلتي عني للأبد فأنا ما زالت في انتظار رؤية نظرات عينيك الباسمتين و ما زال قلبي يهفو لسماع صوتك العذب يناديني و ما زال صدري في اشياق ليضمك إليه و يغدق عليك من وارف حنانه... يا هبة الرحمن و عطاء المولى .....يا من بك أزهرت أيامي و ابتسمت في وجهي الحياة .... 

كيف أستوعب يا ملاكي الصغير أنني لن أسمع ضحكاتك و أراكِ تلعبين حولي ثانية ... لقد سرقوا مني نور الحياة حين قتلوكِ لقد انتزعوا روحي من صدري حين انتزعوا منك روحك الغالية البريئة الطاهرة..... ها أنت أمامي يطوقك الصمت ... تهجرك الحياة...ها أنت أمامي مطبقة الشفاه في هدوء و مغمضة العينين في سكون و ما زال نقش الحناء يزهو على يديك الصغيرتين كما تتلألأ النجوم..... لقد كنت هدفهم الذي كانوا يبحثون عنه ليرسلوا صاروخ الموت في سرعة إليه..... لقد غمرتهم الفرحة حين أصابوا هدفهم الدسم....فتقاسموا أقداح النصر و تبادلوا تهاني الانتصار حين أردوك قتيلة..... لقد كنت يا صغيرتي فاطمة و ضياء حياتي هدفا لهم كما كانت لهم آلآف الأهداف مثلك من قبل و التي تزاحمت و تسابقت صواريخهم إليها في زهو و تفاخر فيا للمهزلة و يا للإنحطاط و يا للوحشية....

فلتنعمي يا حبيبة قلب والدتك في جنة النعيم و لتراقبي هزيمتهم النكراء و لتشاهدي الذل و الهوان يلحق بهم على أيدي الرجال الأشداء من أبناء وطنك فهو وعد الله و هو الإنتصار لدمائك و دماء كل أبناء اليمن المسفوكة ظلما و طغياناً .... و هي اليمن التي ستظل حرة و ستبقى عصية على كل المعتدين....



في السبت 25 فبراير-شباط 2017 08:20:19 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=386