ليعرفوا قيمة اليمني
عبدالملك سام
عبدالملك سام
 

من بين الأمم اختص العرب بالأخلاق، ومن بين العرب اختص الشعب اليمني بأعلى القيم والأخلاق، وكان تتويج هذا كله بأن كان اليمنيون شعب النصرة والحمية، ورغم المحاولات التي بذلها الأعداء من الخارج والعملاء من الداخل لمسخ الهوية الإيمانية والأخلاقية للشعب اليمني على مدى عقود من الزمن، إلا أن هذا الشعب رغم كل ما مر به ظل محافظا على مستوى أفضل من بقية الدول والشعوب، ولهذا كانت ثورته مختلفة، ومواجهته للباطل شرسة، وبفضل الله سيظل هذا الشعب عصياً على التركيع مهما فعلوا، وكيد الأعداء إلى زوال بإذن الله.
موقفنا من القضية الفلسطينية والعداء للظلم موقف مشرف لا غبار عليه، وموقف الأنظمة العميلة في المنطقة هو موقف مخزٍ ومنحط، ورغم المواقف المتخاذلة إلا أن الموقف اليمني كان بارزا لدرجة أغاظت الصهاينة وعملاءهم، وهذا ما دفعهم لممارسة أشد أنواع الضغوط علينا في محاولة تركيعنا لتستمر سيطرتهم السابقة علينا، ولعل أشد أنواع هذه الضغوط هو محاولة تجويعنا لنرضخ، وهو المبرر ذاته الذي يستخدمه خونة الداخل في محاولة تبريرهم لعدائهم مع أحرار هذا البلد العزيز الكريم.
اليوم حين يأتي لنا مبعوث من الخارج ليساومنا أن نترك مأرب والحدود للعملاء مقابل أن يطلقوا سراح سفن النفط والغذاء -التي اشتريناها بحر مالنا- فهذا ليس بغريب! فهم عندما يأتون يتوقعون أننا نحمل الصفات المنحطة ذاتها التي يحملها العملاء والجبناء الذين يتآمرون معهم، لكنهم يرحلون بخفي حنين في كل مرة يأتون فيها إلينا بصفقات خاسرة لا قيمة لها. هم يعادوننا بالتأكيد، ولكنهم في داخلهم يرحلون وهم يحملون مشاعر احترام لنا، وبإمكان أي شخص منا أن يرى ويلاحظ كيف يكون هؤلاء عندما يجلسون معنا، وكيف هم عندما يجلسون مع المرتزقة والعملاء!
يجب أن نفهم أن أي قيادة ترضى بما يعرضه هؤلاء لن تجلب لنفسها ولشعبها سوى العار والخراب، وأن اللقمة المغمسة بالذل والتي تكون على حساب الحرية والكرامة لن تكون سوى بداية لهزيمة مدوية، وتخلينا عن الموقف الصحيح لا يمكن بحال أن يكون فيه الخير مطلقا. لقد سكتنا كثيرا في الماضي، فماذا كانت نتيجة هذا السكوت المخزي سوى الأزمات والمشاكل والاحتقار حتى بتنا شعبا مقهورا أينما ذهب؟! كما أننا نرى اليوم نتائج السكوت والتماهي والخيانة ماثلة أمامنا فيما وصل إليه الخونة والساكتون في المناطق المحتلة من ذل وهوان وفقر وأزمات وخراب.
الأحمق من يظن أنه إذا سكتنا أو خطبنا ود أعدائنا على حساب ديننا وقيمنا أننا سننجو من هذا كله! فتعسا لهم ولعروضهم وليذهبوا للجحيم، فهذا هو الشعب اليمني العظيم الذي لا يجوع فيعوي مستنجدا، ونحن غير قابلين للترويض ولو حاصرونا وعانينا وقدمنا التضحيات، بل نحن شعب يموت واقفا، والصغير منا يمكن أن يتحدى الموت في أي موقف فيه نيل من كرامته وعزته، ولا يمكن بحال أن نرضى بأن نقول بأن الباطل حق ليرموا لنا خبزا كالبهائم. الكرامة والعزة تجري في دمائنا، وهيهات أن نستذل أو نهون مهما كان الثمن، وسنأتيهم بأنفسنا لننتزع حقوقنا عاجلا أم آجلا، وليعرفوا قيمة اليمني.

* نقلا عن : لا ميديا


في الثلاثاء 08 يونيو-حزيران 2021 11:28:09 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3874