الميناء العائم قنبلة موقوتة
خالد العراسي
خالد العراسي


تتحدث التقارير بأن الميناء العائم (الباخرة صافر) هي أكبر تهديد يواجه البيئة وخط الملاحة الدولي، وفي حال لا قدر الله انفجرت الخزانات أو تسرب النفط ستحدث كارثة بيئية تفوق أكبر كارثة حدثت بأربع مرات، وسيصل الضرر إلى قناة السويس وسواحل السعودية، وستتوقف الملاحة البحرية، وستموت كل الأحياء البحرية في المناطق التي سيطالها التلوث، وستتوقف أعمال آلاف الصيادين، وكوارث لا حصر لها.
مع أن الحل ببساطة هو تفريغ خزانات الباخرة صافر، أما الحديث عن صيانتها -وقد انتهى عمرها الافتراضي قبل أكثر من 20 عاما- فهو إجراء عبثي، وفي ظل توقف تصدير النفط عبر شركة صافر ستكلف صيانتها سنويا مبالغ كبيرة جدا تصل بعد 5 أعوام إلى قيمة الباخرة، ولهذا تم إنشاء المشروع البديل "خزانات رأس عيسى" بسعة أضعاف مضاعفة للميناء العائم، لكن هذا المشروع توقف بسبب العدوان على اليمن ثم بسبب أطماع المرتزقة في حكومة ما تسمى "الشرعية"، الذين اشترطوا على الشركة المنفذة عمولة خيالية مقابل دفع مستحقاتها السابقة (حسب تصريح وكيل الشركة المنفذة).
وبالعودة إلى موضوع الكارثة البيئية فقد رفضت حكومة الفنادق تفريغ الباخرة حتى لا تستفيد حكومة "الإنقاذ" من كمية النفط الموجود في الباخرة، علما أنه نفط خام وبحاجة إلى تكرير ولا توجد مصافي في المناطق التي تحت سيطرة حكومة "الإنقاذ"، بمعنى أن ما سيحدث هو نقل النفط إلى أماكن آمنة فقط، ولو افترضنا جدلا أن حكومة "الإنقاذ" ستستفيد من هذه الكمية فهل ذلك سيشكل خطرا أكبر من خطر الانفجار أو التسريب؟!
ومع ذلك فقد بادر الشاب الرائع والدبلوماسي المحنك عضو المجلس السياسي الأعلى الأستاذ محمد علي الحوثي بمقترح استخدام قيمة النفط لصرف مرتب شهر أو شهرين من المرتبات المنقطعة بحسب قيمة الشحنة، إلا أن حكومة "فنادق الرياض" رفضت.
ولأننا نعلم أنها حكومة لا تملك قرارها وأن بريطانيا تتولى ملف الميناء العائم فهذا يعني أن بريطانيا هي أساس كل تعنت بشأن هذا الملف، فهي تتعامل مع الموضوع ككرت تفاوضي يمكنها من خلالها المقايضة بما يحقق لها مكسبا سياسيا أو عسكريا في إطار مصالحها النهبوية والاستحواذية في اليمن، ولذلك لم يتم تنفيذ الاتفاق الموقع بين الحكومة اليمنية كطرف والأمم المتحدة كطرف آخر، وهذا التنصل يدل على وجود قوى تسير الأمم المتحدة وهي التي تتحكم بهذا الملف.
والغريب في الموضوع هو أن الصين التي تعتبر الخاسر الأكبر ملاحيا في حال حدثت الكارثة لم تعر هذا الموضوع أي اهتمام باستثناء تصريح وحيد بلهجة ضعيفة وركيكة جدا.
وعموما بالنسبة للأنصار، فإنهم لم ولن يراهنوا على الموقفين الصيني والروسي في قضية اليمن بمجملها، ولن يراهنوا عليهما في هذه الجزئية، ولكن مادام الضرر سيصيب أكثر من 11 دولة بشكل مباشر وكل الدول التي تمر ناقلاتها عبر خط الملاحة فعليهم أن يواجهوا التعسف البريطاني ويشاركونا بالضغط باتجاه حل المشكلة، فلسنا وحدنا من سيتضرر.

* نقلا عن : لا ميديا


في الأربعاء 09 يونيو-حزيران 2021 07:38:31 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3875