حديقة البركاني
عبدالمجيد التركي
عبدالمجيد التركي


ظهر سلطان البركاني في قناة الحدث، مخاطباً السعودية قائلاً: «نحن اليوم أمام وضع استثنائي سيطر فيه الانقلابيون على الدولة، وإسقاط الانقلاب هو الأهم، ونحن دعونا إلى التحالف العربي وترجيناه أن يقف معنا، ونحن مقدرون وشاكرون ونثني على أدوار التحالف العربي بالذات في المملكة العربية السعودية، ونقول لأشقائنا في المملكة: لقد حملناكم الكثير فواصلوا جهودكم لأن اليمن هي الحديقة الخلفية للسعودية ولدول الخليج».
يكفي إلى هنا، لأن كلام البركاني يجلب التهابات المثانة. لا أدري كيف لإنسان ينزل بنفسه ووطنه إلى مستويات ضحلة كهذه؟
يرجو البركاني من دول العدوان مواصلة جهودها لإسقاط الانقلاب. وهذا الأمر يجلب الضحك والشفقة عليه وعليهم.. ولا أدري إلى أين يريدهم أن يواصلوا؟ وكأنه لم يصدق أن العدوان يحاول منذ ست سنوات ولم يستطع أن يفعل شيئاً، هل يريد أن يستمروا في قتلنا وحصارنا؟
اليمن دولة عمرها 12 ألف سنة، وهي دولة مستقلة، ولن تكون يوماً حديقة خلفية لدولة طارئة عمرها 100 عام من الحقد والتفاهة.
ألا يدري البركاني أن هذه المعركة هي من أجل ألا تصبح اليمن حديقة خلفية كما تريد لها السعودية أن تكون، وأننا لن نكون تابعين لدولة لا تساوي بكل نفطها وأموالها وأمرائها زقاقاً في صنعاء القديمة؟
ذكرني البركاني في تقديره وشكره للتحالف بعبدالله صعتر الذي قال إن التحالف جاء بأمر الله، وبدعواته بالرخاء والاستقرار للمملكة. ولا عجب في هذا التشابه، فكلهم عبيد وخونة، وكلهم مقيمون في فنادق الرياض ونزلاء على موائدها.. فمن يشكر عدواناً يقصف بلده فقد استحق الاحتقار.
انتقدوا الحوثي، وقاتلوه وواجهوه في بلدكم، خير لكم من تأييد السعودية في قصف اليمن وتدميره نكاية بالحوثيين فقط.
اليمن ليست ملكاً للحوثي ولا لشرعية عبد ربه منصور هادي، ولن تكون ملكاً للسعودية ولا لغيرها، لأنها حرة، كما فطر الله شعبها على الحرية، ولن يقبل هذا الشعب بوصاية خليجية ويتحول لمجرد حديقة.
على ماذا تشكرهم يا سلطان البركاني؟ على قتل آلاف الأطفال والنساء والمدنيين، أم على تدمير البنية التحتية، أم على حصارنا وتجويعنا، وقصفنا بأسلحة تفوق أضعاف ما تم استخدامه في الحربين العالميتين الأولى والثانية؟

* نقلا عن : لا ميديا


في الإثنين 21 يونيو-حزيران 2021 07:56:34 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3917