أرقى نماذج «المسيرة»
خالد العراسي
خالد العراسي


أبو فاضل طومر نموذج واحد من آلاف النماذج التي صنعتها المسيرة في الجانب العسكري والجهادي. أحدهم دفنه "الدواعش" حياً، ومع كل حفنة تراب كانوا يطلبون منه التراجع عن موقفه وأن يلعن السيد "سلام ربي عليه"، حتى وصلوا إلى مستوى رأسه، وأنهوا الدفن دون أن يحصلوا منه على كلمة واحدة تفي بغرضهم الدنيء.
أيضاً أحد الجرحى طلب منه المرتزقة الطلب نفسه مقابل معالجته وإسعافه، إلا أنه رفض، فرموه من أعلى جبل. وآخر أنقذ رفيقه الجريح وسط وابل من الرصاص المنهمر عليه من كل الاتجاهات. ولا ننسى ذلك المجاهد الشامخ الذي كانوا يحققون معه في سجون الأمن السياسي، ورغم كل التعذيب والانتهاكات والحرب النفسية التي عانى منها لشهور، إلا أنه استمر في شموخه بثبات منقطع النظير وأطلق الصرخة من داخل السجون. وبطولات طه المداني والملصي والقوبري... وغيرهم لا تعد ولا تحصى.
ما فعله أبو فاضل طومر وبقية العظماء يجسد النماذج الحقيقية لما صنعته المسيرة من أبطال سيخلدهم التاريخ.
ونتساءل: أين النماذج التي صنعتها المسيرة في المجال الإداري والحكومي؟!
فمن غير المعقول أن يكون الرئيس الشهيد الصماد نموذجاً وحيداً!
ما رأيكم بأن نقوم بإجراء استطلاع نسأل فيه الجميع عن آرائهم بشأن من هم أنجح المسؤولين في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ؛ 44 وزيراً، و14 محافظاً، و10 أعضاء مجلس سياسي، و... و... و...، ونرى كيف ستكون النتيجة؟! وكم عدد الناجحين من بين الجميع؟!
بالتأكيد ستصابون بالدهشة، وهذا ما يسمى تقييم الأداء وفقا للواقع العملي بعيدا عن الإنجازات الوهمية التي لا تتجاوز الإعلام، وبعيدا عن المغالطات والتسويف، بمعنى: "أرني ماذا فعلت على أرض الواقع لأحكم عليك".
ولو أمعنا اليوم في واقعنا الإداري بعيدا عن الجانب العسكري والأمني لوجدنا الجانب المالي والاقتصادي أنجح جانب، رغم ضراوة الحرب الاقتصادية وبشاعتها، لكننا نشهد فشل وإخفاقات كبيرة جدا في بقية الجوانب من منظور عملي، يعني مثلا عندما يأتي مسؤول ما ويقول لنا بأنهم يحاربون الفساد، هلا أعطيتني أيها المسؤول إحصائية بعدد الفاسدين الذين قمت بإقالتهم من مناصبهم وحاكمتهم وحاسبتهم وعينت بدلا عنهم كفاءات نزيهة؟! أما "تمكني مجبر بالوقت الضائع"، فهذا "خبر فاضي" فات أوانه.
الشعب الذي كان يعيش مظلوما لأعوام ثم ينتخب الفاسد نفسه لأنه جاب له مصروف يومه قد تغير، ولم يعد كما كان، وهذا بفضل الله عز وجل ثم بفضل المسيرة وقائدها ومن معه من المخلصين، وقد أدرك العالم كله أن وعي الشعب اليمني تغير وإرادته صارت أكثر قوة، وعلى "الشلة" التي تدعم الفاسدين والفاشلين أن يدركوا حقيقة انتهاء فترتهم واقتراب نهايتهم، والقادم أفضل بإذن الله تعالى.

* نقلا عن : لا ميديا


في الإثنين 28 يونيو-حزيران 2021 09:16:09 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3945