الوداع في الوديعة!
عبدالملك سام
عبدالملك سام

عملية جديدة للطيران المسير في الوديعة. البعض سيقول: وما الجديد في ذلك؟! ما لا يعرفه هؤلاء أنها عملية مميزة بحق، وما قبلها وما بعدها يؤكد أهميتها لو ربطنا الأحداث ببعضها. كيف ذلك؟! تعالوا لنتذكر بعض التفاصيل الصغيرة التي أهملها البعض.
ما تزال المعركة محتدمة حول مأرب، والطرفان يخفيان العديد من الأخبار لأهداف مختلفة، فالطرف اليمني يريد ألا يستبق الأحداث، لأسباب تكتيكية تتعلق بأماكن تواجد المقاتلين، وأيضاً عدم التسرع في الإعلان عن شيء حتى يتم تأمينه تماما، والأهم من هذا كله هو أن الأمور تسير وفق خطة مدروسة، ويجب ضمان أن تبقى المعلومات والتحركات وتوقيت إعلانها مرتبطاً بالتغيرات الميدانية... إلخ.
بالنسبة للطرف الآخر، أي طرف قوى العدوان والمرتزقة، فالتكتم على هذه الأخبار سببه معروف، لذا فلا صعوبة هناك لفهم لماذا يخفون الأخبار الحقيقية عن الآخرين. ورغم أني ضد نشر التسريبات قبل التيقن من صحتها، ولكني أستطيع أن أجزم بأن الأخبار جيدة وكل شيء يسير على ما يرام، ولولا حرص القيادة على سكان مأرب لكنا سمعنا أخبار التحرير قبل مدة طويلة.
من ضمن ما تم تسريبه حديثا هو الكلام عن سحب تجهيزات متطورة إلى منفذ الوديعة. والآن أرى في أعينكم نظرة فهم عما كنت أتحدث عنه منذ البداية. أليس الأمر واضحا الآن؟! هذا ما دفعني لتأكيد ما لم يؤكده الناطق الرسمي وهو يزف لنا خبر الاستهداف الناجح للموقع العسكري التابع للعدوان في منفذ الوديعة، وما أسعدني حقا هو معرفة هذا الخبر الذي يشير لتغييرات كبرى دفعت قوى العدوان لسحب المعدات باهظة الثمن قبل أن تسقط في أيدي الجيش واللجان الشعبية، ولو كان هذا سيؤدي لحرمان المرتزقة من استغلال هذه المعدات! ولكن المبهج أن صقورنا اصطادتها قبل الفرار.
تعالوا لنجمع كل قطع الأحجية التي ستتكشف في وقت لاحق. هناك أخبار عن تقدم مقاتلينا في جبهة مأرب، وهناك تسريبات عن تهريب معدات خطيرة من ساحة المعركة باتجاه منفذ الوديعة، وهناك مناشدات عدة من المرتزقة لقوى العدوان بألا تتركهم، وتراجع سياسي أمريكي يعلن أن أنصار الله جهة شرعية، وإعلان من قبل المتحدث الرسمي باسم الجيش واللجان الشعبية يؤكد استهداف موقع عسكري في الوديعة. وإذا ما جمعنا كل هذا ببعض التفاصيل الصغيرة الأخرى نستطيع أن نفهم ما يجري بدون عناء!
ما حدث في الوديعة هو أن قوى العدوان ارتكبت خطأ فادحا جديدا بفضل الله، وفي الوديعة ودع المعتدون تجهيزات باهظة الثمن، ومأرب تستعد لاستقبال الفاتحين لينعم اليمنيون بما تم إنفاقه على مأرب من قبل المعتدين طوال سبع سنوات، ولن يبقى للمعتدين سوى الحسرة، ولن يبقى للخونة سوى المصير المخزي. والعاقبة للمتقين.

* نقلا عن : لا ميديا


في الإثنين 28 يونيو-حزيران 2021 09:17:41 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=3946