|
واصلْ ربابَ وإن جفتك ربابُ
واصفح فمغلوبُ الهوى غلابُ
قالوا مللتَ. وهل تملُّ هبوبها
ريحُ الصَّبا وجفونَها الأهدابُ
دوزنت أشجاني فقالت نسوةٌ
وضحكن: حلَّ بـ دعبلٍ زريابُ
جدفن من كأسي على حببٍ ولو
أوغلن لم يصمد لهن إهابُ
ولو أن من أهوى تجلى طالعاً
لتقطعت أيدٍ وغُلِّقَ بابُ
مَهرُ المحبين الدموع ومهر من
نهوى دمٌ وخوافقٌ ورقابُ
وإذا جرت مقلُ الحنين، جرت بنا
وسط الحِمام أعنةٌ ورِكابُ
ينثال زيت العشق من زيتونةٍ
فينا فحنظل عشقنا عَنَّابُ
ما في الأنام كعاشقينا عاشقٌ
كلا ولا أحبابنا أحبابُ
....
سبعاً تدور الأرض تحت حفاتنا
رَهَباً ويغمز قدْرنا قبقابُ
سبعاً على الشفرات نمشي وحدنا
وبظهرنا لعدونا أنيابُ
حضر الذين عن الوليمة غُيِّبوا
غرماً ومن حازوا الغنائم غابوا
حنث الذين على المصاحف أقسموا
للأرض والمستضعفون أجابوا
...
سبعاً كتبنا بالأسنة حبنا
حرباً وهيجاء الحتوف كتابُ
برَدٌ نيازكها على شعبي وللـ
عادي قوافيها العِذابُ عَذابُ
للأرض ذوّبنا الحديد فأين من
في حسنها بالأمس عشقاً ذابوا؟!
أين الأماسي الحمر رومانسيةً
أين الطبول الجُوفُ والإطرابُ
حمل المغنون الجرار وخلجنوا
وتسعود الشعراء والكتابُ
فمناخ أبوال النياق مناهل
لهمُ وروث حظيرها محرابُ
....
سَجَعَ الغزاةُ بـ«لن ترى الدنيا على
أرضي وصياً..» وانتشى الأغرابُ
لا ضاق بالأغراب «أيوبٌ» ولا
قضَّت ضريحَ «فضوله» الأعرابُ
لا اشتاط بالنجديِّ صوفيٌّ ولا الـ
قوميُّ عكَّر صفوَه «برنابُ»
غنَّى لبنت الـ«غول: يا بلقيس اسـ
ـطنبول جودي فالقرار جوابُ»
...
أين العروض الكرنفاليات في
الـ«سبعين»؟ أين الـ«مارش»؟ إذ ينسابُ
أين السرايا والكتائب والكُنى
والـ«كابُ» والأنواط والألقابُ؟!
أين الـ«فنادمة» الـ«فشِنْك» وفحلها
حامي الحمى وزعيمها السنجابُ ؟!
خمسين عاماً زلزلت أقدامها الـ
دنيا وسقف رؤوسها أذنابُ
ما للصواريخ التي عبرت على
عزف الـ«قِراب»؟ كأنهن قِرابُ
لم يبق من صولات حقبة سِلمها
للحرب إلا نصلةٌ وحِرابُ
لم يبق من زرَد العروض بقيةٌ
للعِرض إلا البوق والدولابُ
نتفت شواربَها «بغايا هول» وانتـ
ــبذت على شرف الحماة قِحابُ
*
حكمٌ لأعور نجدَ محكومٌ وجمـ
ـهورية حكامها حُجَّابُ
ولـ«شيخ ضبةَ» برلمانٌ في الحمى
نوّابُه لـ«نعاله» نُوّابُ
أقيالُ ماخور الرياض لقائطٌ
عربٌ وبعرُ سعودها العرّابُ
لم يبق لا قومٌ ولا قوميةٌ
لم يبق لا نُخبٌ ولا أحزابُ
لم يبق من «دين الصحابة» للحمى
والشعب لا بكرٌ ولا خطّابُ
لم يبق في «دَنِّ الرفاق» لعاملٍ
خمرٌ ولا لمزارعٍ أنخابُ
لم يبق في «حزب الكوافر» كافرٌ
بنعال أمريكا ولا مرتابُ
فالمؤمنون بـ«همفرٍ» كفروا بنا
والكافرون به إليه أنابوا
متأسلمون تصهينوا خانوا على
متمركسين تَوَهْبَنوا فأثابوا
لفظت طواحينُ الرفاق خواءها
وتكشّفَ الـ«فتّاحُ» والنصّابُ
فالمنجل الكدّاح ساطورٌ وفي
ريش الحمامة والهديل غرابُ
بالفلس «جيفارا» يوسِّدُ «سيليا»
ويبيح «سايجُنَ» بالريال «جِيابُ»
ما في السنابل للجياع سوى الطّوى
ما في خوابي الشهد إلا الصَّابُ
*
لم يبق إلا أشعثٌ حافٍ نبا
وأبى وكبّر صارخاً شبّابُ
حافٍ بلا رُتَبٍ، كرامةُ نفسه
زادُ الوغى والراتبُ الأرتابُ
رقمٌ جهاديٌّ ومشطُ ذخيرةٍ
ركعت له الدنيا ودانَ الغابُ
*
وأطلّ مفرقُ سيدٍ علَمٍ طوت
ليلَ الخنى من نوره أحقابُ
...
هذا بيان تشيُّعي الثوري لا
غَمْرٌ محرّرُه ولا هَيّابُ
أتطرفٌ هو؟!.. أي نعم وتصوُّفٌ..
وهو الهوى إن شئتَ والإرهابُ
بـ«أبي ترابٍ» أحرفي تبرٌ وفي
قدر «ابن بدرٍ» تبرهنَّ ترابُ.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأربعاء 30 يونيو-حزيران 2021 12:28:57 ص