في أكتوبر من العام 2020 وصل السفير الإيراني الجديد لدى لبلادنا حسن ايرلو إلى العاصمة صنعاء لتقديم أوراق اعتماده سفيرا ومفوضا فوق العادة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الجمهورية اليمنية ، حسب البروتكولات واللوائح المنظمة للعمل الدبلوماسي ، وفور الإعلان عن وصوله سارعت وسائل الإعلام التابعة لقوى العدوان ومرتزقتهم للتنديد والاستنكار والاعتراض على ذلك ، وتسابق طابور المنافقين من المحللين السياسيين والإعلاميين وأدعياء الحقوق والحريات الذين يقتاتون من عطايا ومكرمات اللجنة الخاصة السعودية لمهاجمة الأمم المتحدة وسلطنة عمان وتوجيه الاتهامات لهما بتسهيل دخول السفير الإيراني الجديد إلى صنعاء رغم الحصار الخانق التي يفرضه التحالف السلولي السعودي على اليمن واليمنيين من خلال إغلاق مطار صنعاء الدولي واستمرار الحصار الخانق على ميناء الحديدة .
تهويل كبير ، وحملة شعواء منظمة وموجهة لتجريم وصول سفير دولة معين من قبل السلطات الرسمية لبلاده ، إلى دولة لها سلطتها وسيادتها وتمتلك قرارها ولا يحق لأي دولة أو قوة في العالم أن تعترض عليها أو تتدخل في شؤونها تحت أي ظرف من الظروف ، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وكأن إيران كيان غاصب غير معترف بها دوليا ، ولا يحق لها تعيين سفراء ، أو الدخول في علاقات دبلوماسية ، وكأنهم باتوا الأوصياء على اليمن واليمنيين ، ولا يحق لأي دولة في العالم تعيين سفير لها في أي دولة إلا بموافقتها ومصادقتها على ذلك ، في تصرف مشبع بالسخف والحماقة والغرور والتعالي .
كل ذلكم الضجيج الإعلامي في مختلف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي الذي أعقب وصول السفير الإيراني الجديد لدى اليمن إلى صنعاء ، غاب كليا عقب وصول السفير الإماراتي لدى الكيان الصهيوني المتصهين محمد محمود آل خاجة إلى تل أبيب للقيام بافتتاح سفارة بلاده ومزاولة مهامه الدبلوماسية بصورة رسمية في خطوة جاءت متوجة للمواقف المتصهينة للكيان الإماراتي الذي كان السباق في إعلان تطبيعه للعلاقات مع كيان العدو الإسرائيلي والاعتراف به كدولة والتوقيع على ما سمي بمعاهدة السلام بين الطرفين ، وتسريع وتيرة التعاون بينهما في مختلف المجالات.
سفير إماراتي في تل أبيب ، حدث كهذا كان يفترض أن يشعل الدنيا بأكملها ، وأن تنتفض الشعوب العربية عن بكرة أبيها رافضة ومنددة ومستنكرة لهذه الخطوة الوقحة وغير المسؤولة والتي تمثل طعنة في خاصرة العروبة والإسلام ، وخيانة كبرى لله ولرسوله وللقضية الفلسطينية ، قضية كل العرب والمسلمين المصيرية ، التي وضعت دويلة الإمارات نفسها رأس حربة في المؤامرة الأمريكية الكبرى عليها المسماة ( صفقة القرن ) ولكننا للأسف الشديد لم نلمس أي تحرك من قبل تلكم الأبواق المأجورة ، والأصوات النشاز التي أقامت الدنيا ولم تقعدها على خبر وصول السفير الإيراني الجديد لدى اليمن إلى صنعاء ، البعض منهم ابتلعوا ألسنتهم ولزموا الصمت ، والبعض الآخر لم يجدوا أي حرج في مباركة وتأييد هذه الخطوة والإشادة بها والثناء عليها وتقديم المبررات المشرعنة لها من وجهة نظرهم التي يرون بأنها تمثل عين الصواب !!
بالمختصر المفيد، إنه زمن العجائب والمنكرات ، يستعدون إيران الدولة الإسلامية ويجرمون أي تقارب معها ، ويخطبون ود كيان العدو الإسرائيلي ويتسابقون على التطبيع والتقارب معه وتقديمه لشعوبهم وشعوب المنطقة على أنه حمل وديع ، لقد نزع الله منهم الحياء وتجردوا من كل القيم والمبادئ والأخلاق ، فصار اليهودي بالنسبة لهم أقرب من الفلسطيني ، وهذه والله طامة كبرى ، وخيانة عظمى لله ولرسوله وللإسلام والمسلمين وللتاريخ ولفلسطين والقدس وكل المقدسات الإسلامية ، وهذا هو الخذلان الإلهي لأولئك الهمج الرعاع ، رعاة الشاه ، الذين تطاولوا في البنيان ، وبعد أن أغدق الله عليهم بالنعم ، تحولوا إلى أحذية ينتعلها الأمريكي والإسرائيلي ، وقفازات بأيديهم ، لخيانة الأمة والتآمر عليها وعلى مقدراتها ومقدساتها .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
|
في الثلاثاء 06 يوليو-تموز 2021 11:00:22 م