|
سيأتي العيد بعد أيام قليلة وأنت تغالط نفسك لتستمر في صراعك مع الحياة، وترفع شعار «العافية أكبر غنى»، هذا الشعار الذي يجعلك قانعاً بوضعك، وأنت تعلم يقيناً أن العافية لا تكفي لإقناع طفلك بالاستغناء عن ملابس العيد.
نعم.. هذا العيد هو عيد العافية، وعافية اليمن أوسع من كل عافية، وسنصبر ونتمسك بهذه العافية حتى ننتصر على الكيان السعودي.
«العيد العافية»، هكذا كانوا يقولون لنا، رغم أننا لم نكن محاصرين من دول شكلت تحالفاً وعدواناً ضدنا. وهذه المقولة لم تكن صادقة لكنها تحولت إلى ثقافة زرعوها بداخلنا، وتربية خاطئة تشرّبناها واعتنقناها كأنها واحدة من الثوابت والمسلَّمات. ففي بعض القرى والأسر حين تفكر ببناء بيت لا تحاول أن تجعله جميلاً أو فخماً، ستسمع أحدهم يقول لك: «البيت الدايم نازل»، ويسألك: «لو بنعمل للآخرة مثلما نعمل للدنيا؟»، ويقول عنك: «يبني بناء من لا يخشى الموت»، ويخبرك أن «فلان بنى بيت ومات قبل أن يدخله»، ونادراً ما تجد شخصاً يقول لك: «الله يهنّيك ويجعله بيت العافية».
لذلك بقيت طموحاتنا متواضعة، ولم نفكر في الصعود لاقتناعنا بالعافية وبقوت اليوم فقط. هذا القوت الذي كنا نحرص أن ننام دون أن نزيد عليه، لكي نشعر أننا ملكنا الدنيا بحذافيرها. والكثير من مثل هذه الأحاديث التي ملأت الكتب والعقول وصدرتها الوهابية من نجد والحجاز، من حيث يطلع قرن الشيطان، لإقناعنا بعيش الكفاف والحلم أننا نمتلك الدنيا بحذافيرها، بينما هم يتطاولون في البنيان ويتزودون بالأسلحة والمال. ولم يرق لهم امتلاكنا هذه العافية، فجاؤوا بجيوش وطائرات وصواريخ ملأت البر والبحر والجو. فكان كيدهم في نحرهم، «ولا يفلح الساحر حيث أتى».
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 11 يوليو-تموز 2021 07:44:59 م