لماذا النبي هو النموذج البشري الأكمل؟
فؤاد المحنبي
فؤاد المحنبي
جاهد حظ النفس تشاهد النبي الكريم، ستراه هو النموذج البشري الأكمل.
وللنفس نعرة قد تتساءل: لماذا نقول إن النبي محمد عليه من الله أفضل الصلوات وله منا أتم التسليم، بأنه النموذج البشري الأكمل؟ نعم، يجب ألا ننفي بشريته أولاً، فإذا فعلنا ذلك اختل توازن الأمر الإلهي بين الآمر والمأمورين، وثانيا فالنبي محمد هو النموذج الذي كمّله الله تعالى، ليبين ويؤكد جل جلاله أنه لم ينزل أوامره فوق طاقة عباده بحيث لا يستطيع بشر واحد على الأقل التزامها كلها، وأيضا ليبيّن ويؤكد جلّ جلاله أنه لم ينزل نواهيه فوق طاقة عباده بحيث لا يستطيع بشر واحد على الأقل اجتنابها كلها، وهكذا تكون حُجّةُ الله تعالى قد قامت على عباده، ما دام هناك بشر منهم ومثلهم التزم أوامر الله كلها واجتنب كل نواهيه.
ويتبين ذلك المعنى في قول الله تبارك وتعالى: "لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها"، وهذا الفهم يبينه أيضا قول الله جل جلاله: "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"، من أنفسهم، أي منهم، من جنسهم نفسه، فليس لهم حجة إذن ألا يفعلوا ما يفعل.
والنفس أي ذات الجنس والمادة، قال الله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها"، أي من جنسه ومادته، وفي هذا إشارة إلى أن ابن آدم لا يمكن أن يتزاوج مع غير جنسه ومادته فيتكاثر. فلا تصدقوا يا إخوتي الكرام قصص التزاوج بين جني وإنسية أو العكس أو مخلوق غير بشري مع مخلوق بشري، هذا لا يمكن أبداً.
ونعود للموضوع: لماذا النبي النموذج الأكمل؟ لأنه كان من الضروري أن يحوز واحد على الأقل من خلق الله تعالى على 100% من الدرجات، فيكون هو "حبيب الله"، ويكون هو رحمة الله للعالمين، وهو الداعي إلى رحمة الله، ورحمة الله هي جنته، ولا بد أيضا أن يستحق واحد على الأكثر من خلق الله تعالى على 0% من الدرجات فيكون هو عدو الله. 
فالأول (حبيب الله) لماذا سُمّي حبيب الله؟ لقول الله تبارك وتعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله..."، فإذا كان السياق من كتاب الله تعالى يقول لنا في هذه الآية: سوف أحبكم إذا اتّبعتم هذا النبي فكم هو مقدار حب الله تعالى لهذا النبي الكريم إذن؟! نعم، فهو حبيب الله، نعم والله، بل هو أحب أحبائه، لأن أولياء الله الذين يتبعون النبي الكريم وصفهم الله جل شأنه فقال: "يحبّهم ويحبونه".
وأما الآخَر فهو الشيطان (عدو الله)، وتلك التسمية تحصيل حاصل أكيدٍ من كتاب الله المبين، وهذا يدعو حزبه الذين يسمّون "حزب الشيطان" وهم أولياء الشيطان إلى مستقر غضب الله، ومستقر غضبه عزّ وجل هو نار جهنم وبئس مثوى الظالمين. وأما الأول فيدعو حزبه الذين يسمّون "حزب الله"، إلى دار السلام مستقر رحمة الله، ورحمة الله هي جنات رضوانه ونعم دار المتقين.
الحمد لله رب العالمين. الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا.
* نقلا عن : لا ميديا

في الثلاثاء 13 يوليو-تموز 2021 07:39:11 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=4002