|
لقد جعل الله الحج ركناً من أركان الإسلام لأثره الكبير والهام ورمزاً لوحدة المسلمين ووحدة شعائرهم ومشاعرهم، حيث يلتقي المؤمنون من كل أنحاء العالم في أكبر تجمع بشري يتكرر سنويا على صعيد واحد وفي زمان واحد ومكان واحد، متوجهين بقلوب خاشعة خاضعة متذللة إلى إله واحد إله السماوات والأرض ومن فيهن، وإن ذلك لمن عظيم الدلائل على عظمة هذا الدين الذي ارتضاه الله للناس أجمعين، قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام.)
ثم إنه ما افترض الله على المسلمين أن يحتشدوا كل ذلك الاحتشاد المهيب في زمان واحد ومكان واحد لحاجته إليهم بل لحاجتهم إلى بعضهم، أو مكلفا إياهم بتجشم أعباء السفر من أصقاع بعيدة دونما تكون هناك مهمةٌ خطيرة دُعوا إليها، مهمة التكاتف والتعاون والتآزر والتناصح والتناصر، مكرسين واحدية الأمة المخلصة عبادتها لله وحده، قال تعالى: (إن هذه أمتُّكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاعبدون).
وبناءً على تلك الغاية الكبرى من فريضة الحج، فإنه لما يؤسف له كل الأسف ما نراه يتكرر للعام الثاني من إجراءات سعودية تحد من أعداد الحجيج وتقلل من مهابة الحج، خصوصا وأن ما يدعيه النظام السعودي بشأن كورونا قد أسقطه بنفسه في تعاطيه مع حفلات الترفيه الصاخبة، ما يجعل ذلك الانتقاء مثار تساؤل حول مصير الحج طالما ظل النظام السعودي يتعامل مع هذه الفريضة الإلهية بكثير من التساهل والاستهتار واللامبالاة!
إن الحج ليس لآل سعود، ولا لشعب دون شعب ولا بلد دون بلد، هو بيت الله الحرام، بيت الله لكل عباد الله (سواء العاكف فيه والباد)، وإن من يسعى إلى تعطيل الحج واستهداف المقدسات يرتكب خطيئة كبرى لا يجوز السكوت عنها، فهو يتجاسر على أمر لم يسبق لأحد أن تجاسر على مثله، ويجب على الأمة أن يكون لها موقف حيال التعاطي السعودي المشبوه مع الحج حتى لا تصحو ذات يوم وقد أصبحت فريضة الحج من البدع في نظر النظام السعودي البعيد كل البعد عن المنهج الإلهي، والدائر كليا في فلك الطاغوت الأمريكي والإسرائيلي.
في السبت 24 يوليو-تموز 2021 09:30:32 م